المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اسالة الغازات : Fluidity of Gases
13-2-2017
مكونات الدالات المستعملة لفحص البيئة
27-1-2016
حوار الإمام الرضا عليه السّلام مع زنديق
26-3-2018
عمر الأرض
4-3-2022
Oxystearin
3-7-2019
الصبغة الإيمانية
1-4-2018


العناية بالجانب الديني والأخلاقي  
  
3090   11:24 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص386ـ391
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

لا يمكن للتربية أن تكتفي بتنمية القدرات الفكرية وحسب، بل لا بد من أن يرادف ذلك السعي من أجل إعداد الأشخاص خصوصا الفتيات أخلاقيا ودينيا أيضا. والمحيط الطبيعي لنمو الفتيات دينيا وأخلاقيا هو الأسرة، أولا والمدرسة ثانيا والمجتمع بشكل عام ثالثا. ويجب خلال ذلك فرض نوع من الوصاية والإشراف المباشرين على طبيعة علاقات أعضاء هذه الفئة الى نهاية مرحلة المراهقة، وحتى بعد ذلك بدرجات أخف .

إن للدين والأخلاق تأثير إيجابي مهم جدا في حياة الفتيات الى درجة يقول فيها أحد المشتغلين بأمر التربية : أن الكثير من الأشخاص البالغين قد برئوا من حالة.. الإرضاء النفسي، حتى من النوع النفسي الخطير منها، على أثر الإقبال على الدين الذي أحدث انقلابا عاطفيا في حياتهم وجعلهم يبدلون حب (الأنا) بحب الله والمقدسات.

ـ الإرشاد الديني :

يوصي الباري تعالى في القرآن الكريم أولياء الأمور بقوله :{قوا أنفسكم وأهليكم نارا ... }(1) أي قوا انفسكم النار بالصبر على طاعة الله وعن معصيته وعن إتباع الشهوات، واحفظوا اهليكم من النار بدعائهم الى الطاعة وتعليمهم الفرائض ونهيهم عن القبائح وحثهم على افعال الخير. ويجب أن يبتني الإرشاد والتعليم في هذا المجال على اللطف والمحبة والحوار الاقناعي، باعتبار إن القوة والإجبار اسلوب غير مجد في عملية التربية والإرشاد .

الفتيات مهيآت فطريا ونفسيا، في هذه السن لاستقبال الإرشادات والتوجيهات المعنوية والالتزام بتعاليم وواجبات الدين، ويبدو أنه ليست هناك صعوبات كثيرة في العمل معهن في هذا المجال. يقول هاوفيلد بأنهن مهيآت بشكل اكبر لتقبل القضايا المعنوية في سني 14ـ 16 عاما، لأنهن أفضل إدراكا في هذه السن لمعاني الحب والعاطفة.

رغم ما يمكن أن تنطوي عليه حالة الفتاة في هذه السن من مشاكل نفسية وابتعاد عاطفي عن الأسرة، إلا أنها تبقى ميالة الى تقليد الأسرة في العادات والتقاليد والى الالتزام بما تلتزم به من سلوكيات وتصرفات في الحياة. ومن هنا فإذا كان الوالدان مؤمنين وملتزمين بالتعاليم الدينية، فإن الفتاة أيضا تتبعهما في الإيمان والالتزام .

غير أنها تميل في الوقت ذاته الى أن يكون تدينها مبنيا على فلسفة واضحة تدركها وتفهم تفاصيلها بوضوح، لأن ذلك يثبت إيمانها ويجذره في نفسها، ويولد لديها حالة من الاطمئنان والاستقرار النفسي، ومن شأن الاستجابة لهذا الميل والرغبة، بالإرشاد والتوجيه الواعيين، أن يجعلها ينطبق عليها قول الرسول (صلى الله عليه واله) الذي يفيد بأن (الإيمان يخالط لحمه ودمه)(2).

ـ في الاستفهامات الدينية :

.. إن سن المراهقة هي سن الشك والتردد والاستفهام حول كل شيء، حتى حول القضايا العقائدية والدينية. فالفتاة تشك في هذه السن فيما إذا كانت المعلومات، التي تلقتها من أولياء الأمور أو من الآخرين، حول المسائل العقائدية صحيحة أم لا ؟ كما وتراودها استفهامات عديدة حول مسائل من قبيل الجبر والتفويض، والعقاب والثواب، وسؤال القبر، والحشر والحساب و... الخ . ويجب على أولياء الأمور والمربين المبادرة الى توضيح مثل هذه المسائل وإزالة الإبهام والغش في ذهن الفتاة بشأنها .

ليس ضروريا في توعية أعضاء هذه الفئة دينيا ، شرح جميع القضايا العقائدية لهم على أساس البرهان والدليل المنطقي المعمق، بل المطلوب هو الإجابة على الأسئلة والاستفهامات، التي تدور في أذهانهم، بأسلوب إقناعي معقول بحيث لا يبقى لديهم مجال للإبهام والغموض في هذا المجال. ومن المفيد في إغناء المراهقين عقائديا مبادرة أولياء الأمور والمربين الى طرح الأسئلة التي يفترض أنها تراود أذهانهن، في أوساطهم والإجابة عليها، أو العمل على توعيتهم وإرشادهم من خلال عقد جلسات اسبوعية داخل الأسرة.

ـ في الأخلاق :

الأخلاق عامل لحفظ وصيانة السلوك ووسيلة لضبط العلاقات الاجتماعية. والتربية الأخلاقية تلعب دورا مهما جدا في الحفاظ على عفاف وشرف الفتيات المراهقات من عوامل الانحراف والجنوح، ويزداد تأثير التربية الأخلاقية إذا كانت مقرونة، بالألفة والانسجام وبالانفتاح غير المقيد على الفتاة من قبل أولياء الأمور والمربين .

فهذه السن هي سن القلق والاضطراب السلوكي. ومن الممكن أن تتعرض فيها بعض الفتيات للجنوح الأخلاقي والسلوكي . إذن فإن الواجب يحتم على أولياء الأمور والمربين بذل مزيد من الرعاية والاهتمام بهن والعمل على إصلاح شؤونهن. ومن الضروري الإشراف على الفتاة وتوجيهها باستمرار في سلوكها، وطريقة كلامها، ونوع لباسها، وطبيعة علاقاتها بصديقاتها وزميلاتها وبالآخرين .

ـ التدليل على الثقة بهن :

قد لا يوجد عامل أكثر تأثيرا وأهمية في نمو الفتيات أخلاقيا من الإيحاء لهن بالثقة في سلامة سلوكهن وتصرفاتهن في علاقاتهن مع الآخرين . فمن الضروري بمكان أن ندلل لهن بأننا نثق بهن ونعتبر أقوالهن وأفعالهن صادقة مائة بالمائة ولا تشوبها أي شائبة. إن هذه الثقة أو الشعور بها يجعلهن يترددن أكثر من مرة قبل الإقدام على ما يمكن أن يكون معيبا في السلوك والخلق السويين ،ويعد أرضية مناسبة للعمل على إصلاح سلوكهن وتربيتهن تربية صالحة .

فبوجود الثقة المتبادلة يمكن الإشراف على شؤون الفتيات وتوجيههن في علاقاتهن الاجتماعية الوجهة الصحيحة، والحيلولة بينهن وبين السلوك والتصرفات الخاطئة في مختلف جوانب حياتهن. وبإمكان الوالدين أن يكونا قدوة وأسوة للفتيات بأخلاقهما، وسلوكهما، وبقوة منطقهما، ورزانة تصرفاتهما في البيت وفي علاقاتهما في المجتمع العام دون أن يثقلا عليهن بالأوامر والنواهي فقط. إن الحنو على الفتاة وإشعارها بأننا نريد خيرها وصلاحها يعد بحد ذاته باعثا على كسب ودها وثقتها، وبالتالي تسهيل العمل على بنائها أخلاقيا وسلوكيا .

ومن مظاهر ثقة الفتيات بأولياء الأمور والمربين التعامل الصادق معهم، وتجنب حالات الحساسية والخصومة والجفاء معهم، وعدم التردد في مفاتحتهم بمسائلهن ومشكلاتهن الخاصة وطلب العون والاستشارة بشأنها .

ـ الحرية المشروطة :

يمكن إفهام الفتيات عن طريق الكلام والحوار الاقناعي بأن حرياتهن ليست مطلقة بل محدودة بإطار مشروط، ولا يحق لهن التحلل من الالتزامات والتصرف كما يحلو لهن ودون أي ضوابط. كما ويجب العمل على إعدادهن وتدريبهن بالتدريج على ممارسة حرياتهن والاعتماد على ذواتهن في الحياة بشكل كامل. ومن وجهة النظر الإسلامية، يوصى بإعطاء الفتاة اعتبارا من سن ما بعد الرابعة عشر عاما مجالا أوسع في ممارسة الحرية، واشراكها في الأعمال والنشاطات، وتكليفها ببعض الواجبات والمسؤوليات في الحياة، وهذا هو معنى الوزارة في السبع الثالث من الحياة (... ووزير سبع سنين) .

إن تقييد الفتيات بشدة أمر غير مستحسن ومن شأنه أن يولد لديهن صدمات نفسية، ويؤدي بهن الى الاضطراب والشعور بأنهن شخصيات مهزوزة وغير موثوق بقدراتها. ومن هنا فإن الحرية مطلوبة بالنسبة لهن ولكن ليس الى حد العصيان والتمرد، والاستقلال بالنفس ضرورة ولكن بحسب شروط وضوابط معينة ووعي بما ينفعهن وما يضرهن .

يكتسب الجو العائلي والأسري أهمية استثنائية في التربية الأخلاقية، حيث إن الكثير من حالات الاختلال والجنوح السلوكي إنما تحصل بسبب تأثير الأجواء المشحونة بالأخطاء والمشاكل. إن التوجيه الأخلاقي في ظل الأجواء القلقة والمضطربة عمل غير مجد وخاطئ بالمرة. فالفتيات عادة يقارن بين ما يتلقينه من توجيهات أخلاقية في الأسرة وبين سلوك وتصرفات الوالدين في البيت، وإذا لاحظن أنها تتناقض مع أقوالهما وتوجيهاتهما ،فإنهن يتمردن عليها ولا يلتزمن بها!

يجب السعي الى تعزيز إيمانهن بالأصول والضوابط الأخلاقية وتجذيرها في أنفسهن أكثر فأكثر وبالشكل الذي لا يتزلزلن أمام دواعي وعوامل الانحراف والسقوط. وفي حال الشعور بضعفهن أمام إيحاءات جو معين، يجب المبادرة الى إبعادهن من ذلك الجو ومن المفيد، في بعض الحالات، حتى الهجرة الى منطقة أخرى حفظا للفتاة وصيانة لعرضها و عفافها، وهو ما يوصي به القرآن الكريم لقوله تعالى:{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[النحل: 28]

________________

1ـ راجع مجمع البيان للطبرسي ، تفسير الآية 6 /، سورة التحريم ، ص 477 .

2ـ كتاب تحف العقول عن آل الرسول .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.