المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

محاولة قتل نبي الله عيسى
2024-04-18
تطبيق سياسة العدل في دولة أهل البيت
5-4-2016
التخثر أو التجلط - تجربة
12-6-2017
مرض رسول الله (صلى الله عليه واله)
التفكك الحيوي للصبغات Dye Biodegradation
19-2-2018
الربيع بن زياد الضبي الكوفي
14-8-2017


المواليا  
  
158   11:58 صباحاً   التاريخ: 9-9-2016
المؤلف : ناظم رشيد
الكتاب أو المصدر : في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة : ص59-62
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصور المتأخرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-9-2016 159
التاريخ: 9-9-2016 143
التاريخ: 9-9-2016 222
التاريخ: 9-9-2016 97

اختلف الدارسون في نشأة في المواليا، فقال بعضهم (1): ابتدعه أهل واسط. وقال آخرون: اخترعه أشياع البرامكة وأتباعهم بعد نكبتهم، فقد حرم عليهم الرشيد رثاءهم باللغة الفصحى، فراحوا يرثونهم وينوحون عليهم بلغة غير معربة، أي بما يشبه العامية، وينهون مقاطعهم بعبارة (يا مواليا) فعرف هذا اللون بالمواليا؛ ولعل ذلك من تزييدات الشعوبيين الذين عز عليهم مصرع البرامكة. وقيل: ان سبب التسمية موالاة قوافيه بعضها بعضاً (2).

وللمواليا وزن واحد، هو بحر البسيط، ويتكون من أربعة مصاريع متشابهة الأواخر ساكنة الروي، والذي ينظمونه يسمون (الموالية)، وهم لا يلتزمون فيه ضوابط اللغة العربية من حيث الاعراب.

وقد أشار ابن خلكان الى طبيعة هذا الفن وطريقة نظمه فقال (3): (ألم بعض البغاددة في مواليا على اصطلاحهم، فانهم ما يتقيدون بالأعراب فيه، بل يأتون به كيفما اتفق وذكر المواليا الآتي:

ظفرت ليلة بليلى ظفرة المجنون

وقلت وافى لحظي طالع ميمون

تبسمت فأضاء الؤلؤ المكنون

صار الدجى كالضحى فاستيقظ الواشون

وشاع المواليا في أواخر الدولة العباسية، وتولع به عدد من الشعراء، وخصصوا له مكاناً في دواوينهم، منهم الشاعر الرقيق حسام الدين الحاجري الإربلي (ت 623هـ). قال في محبوب رآه في منامه وقد عاد اليه بعد جفوة وقطيعة (4):

يا من ملكني وعن طرف الوفا عرج

أطلق رقادي وجفني بالسهر زوج

ومن لحسنك بتاج الحسن قد توج

عيد الوصال فبحر الشوق قد موج

ومن الشعراء العراقيين المشهورين بالمواليا مجد النشابي (ت 657هـ) وعلي بن ابراهيم بن معتوق المعروف بابن الثردة الواسطي (ت 750هـ) وصفي الدين الحلي (ت 750هـ)، وعز الدين الموصلي (ت 789هـ).

وقد طاب للمصريين النظم في المواليا، ونسب ابن خلكان مواليا الى عمر بن الفارض (ت 632هـ) وعلق عليه بقوله (5): (وقد كتبه على اصطلاحهم، لا يراعون فيه الاعراب والضبط، بل يجوزون فيه اللحن بل غالبه ملحون، فلا يؤاخذ من يقف عليه). ومن الذين اشتهروا في مصر بنظمه الحسن بن علي المعروف بابن طرطور (ت 762هـ)، وأحمد بن محمد بن علي المعروف بالحجازي (ت 836هـ)، وعبد الله بن أبي الفرج بن موسى القبطي المصري (ت 840هـ) والبدر الزيتوني (توفي بعد القرن التاسع)، وكان فارساً مجلياً في نظم المواليا، وهو القائل في مدح الرسول الكريم (6):

امدح لأمة محمد يظهر الايناس

وحد في المدح واخزي الحاسد الخناس

منهم ورب الفلق في سائر الاجناس

من القدم خير أمة أخرجت للناس

واستخدم الصوفية هذا الفن في أغانيهم مثل قول أبي فارس عبد العزيز ابن عبد الغني المتوفى (ت 703هـ):

لم تدعي الذوق والوجدان والأحوال

وأنت خالي من الاخلاص في الاعمال

أرجع لجسمك فسم البيت لك قتال

ترمي حجر ما يشيله خمسميت عتال (7)

ورغب الشاميون في المواليا، وشاع بينهم، ومن الذين وصلت الينا نماذج من نظمهم في هذا الفن الشيخ أمين بن مسعود الدينسري (ت 680هـ)، وعز الدين ابراهيم بن محمد بن طرخان المعروف بابن السويدي (ت 690هـ)، وعلي بن مقاتل الحموي (ت 761هـ) وصلاح الدين خليل بن أبيك الصفدي (ت 764هـ)، وموفق الدين أحمد بن محمد الطرابلسي المعروف بأبي ذر الحلبي (ت 884هـ). وإليك هذا، المواليا لابن السويدي (8):

البدر والسعد : ذا شهبك وذا نجمك

والقد والحظ : ذا رمحك وذا سهمك

والبغض والحب : ذا قسمي وذا قسمك

والمسك والحسن : ذا خالك وذا عمك

والمواليا الشامي قريب الشبه بالمواليا المصري من حيث الألفاظ والمعاني واستخدام المحسنات البديعية، ولعل خضوع القطرين للحكم الأيوبي ثم المملوكي هو الذي دعا الى هذا التشابه ..

وانتقل المواليا الى أقطار عربية أخرى، منها السودان، ويسمى عندهم – وان كان من أربعة مصاريع – بالدوبيت (9) – وشاع في المغرب ولديهم نوع يسمى (العيطة) وهو أقرب ما يكون في تركيبه الى المواليا، القديمة الرباعية وتنتهي بعد تلاوتها بكلمة (يا سيدي).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ينظر (العاطل الحالي والمرخص الغالي) ص132 – 148.

(2)علم القافية ص 87. الأدب في بلاد الشامص579.

(3)وفيات الأعيان 1: 59.

(4)ديوان الحاجري ص 70.

(5)وفيات الأعيان 3: 455.

(6)الفنون الشعرية غير المعربة، المواليا ص 64.

)7)الدرر الكامنة 2: 375.

(8)النجوم الزاهرة 8: 28، المنهل الصافي 1: 127.

(9)فنون الأدب الشعبي لرشدي صالح 1: 167.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.