لأشكال السطح تأثير واضح على النشاط الاقتصادي للإنسان ، فقد يكون عاملاً مساعداً في بعض الاقاليم ، بينما يكون عاملا معوقاً في اقاليم اخرى ، وفي العادة نجد ان السهول اكثر مظاهر السطح أهمية من الناحية الاقتصادية ، وبالتالي أكثرها جذبا للسكان ، وطبيعي أن يتبع ذلك تكاثف المحلات العمرانية ، ومع ذلك نجد بعض النطاقات الجبلية مزدحمة بالسكان كما هي الحال في بطون الأودية حيث تتوافر التربة الزراعية ، وفوق السفوح الجبلية قليلة الانحدار غزيرة الامطار وخاصة في النطاقات الحارة ، ففي مثل هذه النطاقات يتجمع السكان وتتكاثر المحلات العمرانية .

وجدير بالذكر أن هناك ارتباطا قوياً بين توزيع المحلات العمرانية من ناحية وتوزيع مظاهر السطح في النطاقات المناخية المختلفة من ناحية أخرى ، ففي الاقاليم الحارة تتركز المحلات العمرانية فوق النطاقات ‏المرتفعة لاعتدال مناخها ، بينما تكاد تختفي مراكز العمران في الأودية والسهول منخفضة المنسوب لشدة الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة ، وعلى العكس من ذلك المحلات العمرانية في الأقاليم المعتدلة والباردة حيث تتجمع بشكل واضح في الأودية ‌والسهول ، وتقل أعدادها فوق النطاقات الجبلية عالية المنسوب . ويمكن ملاحظة الحقائق السابق الاشارة اليها عند عقد ‏مقارنة بين خريطتين للعالم الأولى لتوزيع المحلات العمرانية والثانية لتوزيع مظاهر السطح .