الثورة الصناعية الثانية (التقنية)

لقد بدأت في منتصف القرن العشرين الماضي بعيـد الحـرف العالمية الثانية. وبدأت معدلات التطور الصناعي في أمريكا تسير بخطى سريعة، فـلا يـكـاد يمـر زمـن قصير حتى تخترع آلة جديدة لإنتاج نفس السلعة. وجعـل السلعة في شكلها السابق أقل جودة وأكثر تكلفة السلعة الجديدة، فهناك نحو 89% من المنتجات الحالية في الدول الصناعية لم تكن موجودة منذ عشر سنوات، ويسمى هذا التغير بالآلية في الإنتاج. فقد استعملت أجهزة الكترونية في تركيبها، وحلت الآلية محل جزء كبير مـن الجهد الذهبي والعضلي.

كما أدت هذه الآلية في الإنتاج إلى تقسيم العمل وظهور التخصص في كل منتج صناعي، وزيادة الطلب على المهارات العمالية العالية، وإعطاء أهمية كبرى لمسـائل التخطيط والإدارة, وقد تمخض عن استعمال الآلات زيادة في المنتجات الصناعية. وأصبح هنـاك فائض تعجز عن امتصاصه أسواق بعض الدول الصناعية. فأدى ذلك لفتح أسـواق جديدة في الدول النامية وظهور منافسة شديدة واحتكارات عالمية .

ومن خلال هذا السرد التاريخي لتطـور الصناعة في العالم عامة وفي بريطانيا خاصة، بدءا بالصناعة اليدوية فالصناعة الميكانيكية، ثم الأوتوماتيكية، يبـدأ المخطط سرد تاريخ تطور الصناعة في المدينة، فأين تقع المدينة على سلم هذا التطور؟ هل هي بدائية يدوية مثل المدن الصغرى في الدول النامية؟، أم مدينة صناعية فيهـا مصـانع حديثة، مثل المحلة الكبرى في مصر، أو مدينـة سـحاب الصناعية في الأردن، حيث صناعة المنسوجات القطنية بالأولى، وصناعات متعددة تشمل الأدوات الكهربائية والمنزلية والأثاث والبتروكيماوية بالثانية.