الأسس الجغرافية للتخطيط الاقليمي (الأسس الطبيعية - الغطاء النباتي والحيوان ) |
2488
11:26 صباحاً
التاريخ: 31-8-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2022
1335
التاريخ: 3-3-2022
1596
التاريخ: 2024-11-06
163
التاريخ: 25-2-2022
1567
|
يقصد بالغطاء النباتي النباتات الطبيعية المنتشرة على سطح الارض والتي تتدرج من غابات تتباين كثافتها الى حشائش تختلف في أطوالها وغناها حتى تصل الى النباتات الصحراوية الفقيرة ، ويمكن تصنيف الغطاء النباتي على اساس قدرته على مقاومة الجفاف ، وأيضاً حسب قابليته للتأثر بالصقيع وقدرته على مقاومة برودة فصل الشتاء وقصر فصل النمو ، وعموماً يرجع تباين الغطاء النباتي من مكان لآخر على سطح الارض الى اختلاف الظروف الطبيعية التي أهمها عناصر المناخ وخصائص التربة ومظاهر السطح والقرب أو البعد عن المسطحات المائية .
واذا استثنينا النطاقات الصحراوية ذات التكوينات الصخرية والتي لا تسقط عليها امطار والنطاقات التي تغطيها الغطاءات الجليدية الدائمة لا تكاد توجد بقعة على سطح الارض تخلو من غطاء نباتي .
ويمثل الغطاء النباتي مورداً من موارد الثروة التي يمكن استغلالها بنجاح كبير ، وخاصة أنها تتسم بتعدد منتجاتها وتنوعها ، ولق كان لهذا العامل دور هام في تحديد نوع الحرفة التي يمارسها الانسان ، وبالتالي حددت أسلوب الحياة ومستوى معيشة البشر في جهات واسعة من العالم ، فيسود في نطاق الغابات الاستوائية الكثيفة – حيث تعيش جماعات مختلفة من البشر – حرف الجمع والالتقاط ، والصيد البري ، مع الزراعة البدائية المتنقلة ، وتنتشر في مناطق الحشائش وخاصة نطاقات الاستبس حرفة رعي الحيوانات رغم تحول مساحات واسعة منها الى أراض زراعية ، بينما تسود في نطاقات الغابات النفضية والمخروطية حيث يعيش الانسان في مستوى حضاري مرتفع حرف قطع الاخشاب متعددة الفصائل والخصائص مما يساعد على تعدد استخداماتها ، وانتاج المنتجات الخشبية المختلفة نجح الانسان في بعض المناطق في ازالة الغابات وحولها الى اراض زراعية ، وقد كان لانتشار الغابات في بعض الجهات القريبة من السواحل دور مباشر في قيام حرفة الصيد البحري ونجاحها اذ وفرت الاخشاب اللازمة لبناء أساطيل الصيد ، بالإضافة الى استخدام الاخشاب في صناعة البراميل والصناديق التي تستغل في تعليب الانتاج وأيضاً تدخين الاسماك كما هي الحال في اليابان وشمال شرق الولايات المتحدة الامريكية والنرويج [شكل رقم 1] .
وجدير بالذكر أن حجم الاشجار ودرجة صلابة أخشابها ومدى كثافتها تلعب دوراً هاماً في استغلال المناطق الغابية المختلفة ، فالغابات المخروطية التي تنتشر فيها الاشجار ذات الاخشاب اللينة تعد أسهل في استغلالها وأكثر ربحا من استغلال الغابات المدارية والنفضية ذات الاخشاب الصلبة ، لذا تلعب دوراً رئيسيا في تجارة الاخشاب العالمية ، كما أنها أسهل في ازالة أجزاء منها لاحلال الزراعة محلها .
وتتباين سهولة استغلال الغابات من مكان لآخر داخل الاقليم المناخي الواحد تبعاً لمدى كثافة الاشجار ، فالغابات الموسمية مثلا كانت أسهل في استغلالها وفي شق طرق داخلها من الغابات الاستوائية ، كما أن أطراف الغابات حيث تنتشر الاحراش والادغال أسهل في استغلالها من الاجزاء الداخلية من الغابات حيث تنتشر الاشجار الضخمة الكثيفة المتشابكة الاغصان ، وتظهر هذه السهولة بوضوح عند التفكير في مد الطرق او ازالة الغطاء النباتي من مساحات محددة لاحلال الزراعة محلها ، كما تقف غابات المانجروف عقبة في سبيل ربط الجهات الساحلية في نطاق الغابات المدارية بالجهات الداخلية لكثافتها وكثرة فروعها وارتفاع أشجارها الكبير الذي يتراوح بين 15-30 قدماً ، كما حالت هذه الغابات دون انشاء المرافئ الطبيعية كما هي الحال في ساحل غانا بغرب أفريقيا .
يوضح العرض السابق التأثير الواضح لخصائص النبات بصورة مباشرة وغير مباشرة على الكثير من السمات العامة سواء كانت طبيعية أو بشرية لأقاليم العالم المختلفة ، مما يؤكد ضرورة الالمام الكامل بهذه الخصائص عند اعداد أي تخطيط لتنمية وتطوير أي اقليم .
الحيوان الطبيعي :
يقصد بهذا العامل الحيوانات والطيور البرية على السواء ، وهي كالنبات الطبيعي تتلائم مع ظروف البيئة الطبيعية التي تعيش فيها ، وان كانت تختلف عنه في قدرتها على الحركة لذا فهي أقل ارتباطاً بالبيئة الطبيعية ، والحيوان البري كالنبات الطبيعي يلجأ الى التلائم مع عناصر البيئة الطبيعية وخاصة مع العناصر المناخية ، يتمثل ذلك في اختلاف سمك جلود وفراء بعض الحيوانات وتباين ألوانها بما يتفق وظروف البيئة التي تعيش فيها .
وكما تقل كثافة الغطاء النباتي ويتباين مدى تنوعه ويزداد فقره بصفة عامة كلما بعدنا عن خط الاستواء حيث المناطق المدارية المطيرة ، يقل في نفس الاتجاه غنى الحياة الحيوانية ويتضاءل تنوعها وذلك لتوفر الغذاء والماء في المناطق المدارية طوال العام بينما تظهر صفة الفصلية سواء فيما يتعلق بدرجات الحرارة أو بكميات المطر بعدنا عن هذه المناطق في اتجاه الشمال او الجنوب لذا يقل تبعا لذلك توافر الغذاء والماء مما يقلل من امكانية التنوع الحيواني . ورغم ان معظم الحيوانات والطيور تتلائم مع البيئات التي تعيش فيها بحيث تصبح البيئات مثالية لها فإنها تلجأ أحياناً الى اتباع أساليب مختلفة من أجل استمرار الحياة فبعضها يلجأ الى الهجرة شمالاً أو جنوباً هربا من شهور الشتاء الباردة كبعض فصائل الطيور ، بينما تلجأ بعض الحيوانات في العروض العليا الى الخمول والاستكنان خلال فصل الشتاء البارد وليس لمقاومة فصل البرودة كما يتصور البعض .
وقد اصبح توزيع الحيوانات البرية محدوداً على سطح الارض بعد ان استطاع الانسان السيطرة على عدد كبير منها واستئناس بعضها ، بل أن تقدم الانسان الحضاري وتعدد احتياجاته من المنتجات الحيوانية وازدياد الطلب عليها مكنه من انتخاب وتهجين سلالات جديدة ذات صفات خاصة مكنته من الحصول على أجود الاصناف من الاصواف والجلود ، بالإضافة الى اللحوم والالبان والمنتجات الحيوانية المختلفة ، ورغم ذلك فلازال للحيوان الطبيعي (غير المستأنس) دور مؤثر في الانتاج بشكل مباشر ، مما يحتم ضرورة وضعه في الاعتبار عند اعداد اي تخطيط ، يتمثل ذلك فيما يلي :
ا- تسبب الارانب البرية خسائر كبيرة للمحاصيل المزروعة والمراعي الخضراء في استراليا ، لذا أقامت الدولة السياج الشهيرة المعروفة باسم Rabbit Proof Fences .
ب- تسبب الكلاب الوحشية المعروفة باسم دنجو Dingo أضرارا بالغة بالثروة الحيوانية في استراليا وخاصة في النطاقات الانتقالية بين المراعي والصحاري ، حيث تقضى على أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية كل عام ، فقد قدرت هذه الخسائر في عام واحد بحوالي 45,000 رأس من الاغنام في منطقة بروكن هل .
ج- تقضي الفئران سنويا على كميات كبيرة من المحاصيل الغذائية في مختلف دول العالم تقدر بملايين الجنيهات ، كما أنها تنقل بعض الامراض التي اخطرها الطاعون والتي تضعف من قدرة الانسان على الانتاج .
د- تسبب غارات أسراب الجراد على الأراضي الزراعية في شبه الجزيرة العربية وأثيوبيا والسودان وبعض جهات شمال غرب أفريقيا خسائر هائلة ، مما دفع مثل هذه الدول الى درء خطورة الجراد بتتبع اتجاهات أسرابه والقضاء عليه بالتعاون مع الاجهزة الفنية التابعة للأمم المتحدة .
غ- تسبب الحشرات الثاقبة خسائر سنوية كبيرة في المحاصيل الغذائية وخاصة الحبوب مما دفع معظم دول العالم في الوقت الحاضر الى مقاومة مثل هذه الحشرات والتقليل من آثارها المخربة بإنشاء صوامع التخزين التي تحتاج الى تكاليف كبيرة .
ص- تؤثر بعض الحشرات كالبعوض وذبابة تسي تسي في الانتاج بشكل غير مباشر عن طريق نقل الاوبئة والامراض التي تضعف من قدرة الانسان على العمل ، بل تقضي عليه في بعض الاحيان ، اذ تنقل ذبابة تسي تسي مرض النوم الذي يصيب الانسان والحيوان في الجهات المدارية بوسط أفريقيا ، وهي تنتشر في نطاق يمتد من دائرة عرض 12 شمالا الى دائرة عرض 25 جنوباً ، ويتركز هذا المرض بصفة خاصة في الكاميرون وشرق زائير ، وفي الجهات المجاورة لحيرتي فيكتوريا ورودلف .
وتتوقف قدرة الانسان الانتاجية والتوسع في تربية الحيوانات في هذه الاقاليم على القضاء على هذه الذبابة المدمرة ، وهو ما يكون أول أهداف التخطيط لتنمية هذه الجهات .
ط- ينقل البعوض المعروف باسم Anopheles مرض الملاريا في الجهات المدارية في كل من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ، وفي اقليم البحر المتوسط ، وتعمل درجات الحرارة المرتفعة ونسبة الرطوبة العالية على انتشار الملاريا ، لذا ينتشر هذا المرض بصفة خاصة في مناطق المستنقعات وحول الآبار المكشوفة حيث تتكاثر يرقات البعوض الناقل للملاريا ، وتحدث الاصابات عادة في جميع الصيف والخريف في الجهات معتدلة الحرارة ، ويقاوم الانسان البعوض الناقل للملاريا والحمى الصفراء بعدة طرق أهمها رش مناطق توالد اليرقات بالمبيدات المختلفة ، بالإضافة الى التوسع في تجفيف المستنقعات التي تمثل مباءات تهدد صحة السكان .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|