أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2016
2043
التاريخ: 23-8-2016
1633
التاريخ: 23-8-2016
2046
التاريخ: 2024-06-05
529
|
الكمال الحقيقي الذي يقرب من اتصف به من اللّه تعالى و يبقى كمالا للنفس بعد الموت ليس إلا العلم باللّه و بصفاته و أفعاله و حكمته في ملكوت السماء و الأرض و ترتيب الدّنيا و الاخرة و ما يتعلّق به ثم الحريّة أعني الخلاص عن اسر الشهوات و غموم الدنيا والاستيلاء عليها بالقهر تشبها بالملائكة الذين لا يستفزهم و الألفين و لا يستهويهم "لا يسبق بهم الغضب".
و أما ماله منفعة في الاعانة على معرفة اللّه كمعرفة لغة العرب و تفسير القرآن و الفقه و الأخبار و معرفة طريق تزكية النفس لقبول الهداية إلى معرفة اللّه تعالى كما قال عزّ و جلّ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9] , و قال: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت : 69] , فهو من حيث إنه وسيلة إلى معرفة اللّه و إلى تحصيل الحرّية فممّا لا بد منه بالعرض.
و أما القدرة فليس فيها كمال حقيقي للعبد إذ ليس له قدرة حقيقية و إنما القدرة الحقيقية للّه تعالى و ما يحدث من الأشياء عقيب إرادة العبد و قدرته و حركته فهي حادثة باحداث اللّه كما حقق في موضعه ، نعم له كمال من جهة القدرة بالاضافة إلى الحال ، و هي وسيلة إلى كمال العلم ، كسلامة أطرافه و قوة يده للبطش و رجله للمشي و حواسّه للادراك فان هذه القوى آلة للوصول به إلى حقيقة كمال العلم.
و قد يحتاج في استبقاء هذه القوى إلى القدرة بالمال و الجاه للتوصّل به إلى المطعم و الملبس ، و ذلك إلى قدر معلوم فان لم يستعمله للوصول به إلى معرفة اللّه فلا خير فيه البتة إلا من حيث اللذة الحالية التي تنقضي على القرب.
و لا طريق للعبد إلى اكتساب كمال القدرة الباقية بعد الموت إذ قدرته على أعيان الأموال و على استسخار القلوب و الابدان تنقطع بالموت و من ظن ذلك كمالا فقد جهل ، فالخلق كلهم في غمرة هذا الجهل ، فانهم يظنون أن القدرة على الأجساد بقهر الحشمة ، و على أعيان الاموال بسعة الغنى ، و على تعظيم القلوب بسعة الجاه و المال كمال ، فلما اعتقدوا الكمال ذلك أحبّوه ، و لّما أحبّوه طلبوه ، و لما طلبوه شغلوا به و تهالكوا عليه فنسوا الكمال الحقيقي الذي يوجب القرب من اللّه تعالى و من ملائكته و هو العلم و الحرية.
وهؤلاء هم الذين اشتروا الحياة الدّنيا بالاخرة ، فلا يخفف عنهم العذاب و لا هم ينصرون وهم الذين لم يفهموا قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ } [الكهف: 46].
فالعلم و الحرّية هي الباقيات الصّالحات التي تبقى كمالا للنفس ، و الجاه و المال هو الذي ينقضي على القرب و هو كما مثله اللّه تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ} [يونس : 24] ، و كل ما تذوره الرّياح بالموت فهو زهرة الحياة الدّنيا ، و كلما لا يقطعه الموت فهو من الباقيات الصالحات.
فقد عرفت بهذا أن كمال القدرة بالمال و الجاه كمال و همي لا أصل له و أن من قصر الوقت على طلبه و ظنه مقصودا فهو جاهل الا قدر البلغة منها إلى الكمال الحقيقي .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|