أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
1733
التاريخ: 24-10-2014
1009
التاريخ: 10-3-2019
789
التاريخ: 24-10-2014
746
|
تعريفها:
عُرّفت القدرة بانها الصفة التي يتمكن الحي معها من الفعل والترك بالإرادة.
واضافة قيد (بالإرادة) الى التعريف تعني ان القدرة من صفات الفاعل المريد أو الفاعل المختار كما يسمونه أيضاً.
وتسمية الفاعل بالمريد والمختار معاً لانه لا فرق بين الارادة والاختيار الا في الاعتبار، ذلك ان المختار يطلق على الفاعل باعتبار أنه ينظر الى الطرفين (الفعل والترك) ويختار احدهما، والمريد يطلق عليه باعتبار أنه ينظر الى الطرف الذي يريده أي يرجحه.
ويقال القدرة: الايجاب.
والايجاب: هو وجوب صدور الفعل عن الفاعل بحيث لا اختيار ولا حرية له في تركه.. كالشمس في اشراقها، والنار في احراقها.
إثباتها:
والدليل على أن الذات الالهية متصفة بالقدرة، أو أن اللّه تعالى قادر مختار، يتألف من قياس استثنائي هو:
كلما كان العالم محدثاً × كان المؤثر فيه قادراً مختاراً.
ويتم الاستدلال بهذا القياس بإثبات كلتا قضيتيه، فنقول:
1 - تقدمت البرهنة على اثبات القضية الاولى في موضع (اثبات الذات الالهية) بما لا مزيد عليه هنا.
2 - وبرهان اثبات القضية الثانية يتلخص في: أن المحدَث - وهو العالم - تتصف ماهيته بالعدم تارة وبالوجود أخرى، فيقال: (العالم معدوم) و (العالم موجود)، وهذا يدل على امكانه.
واذا ثبت امكانه لزم افتقاره الى المؤثر.
والمؤثر إمّا ان يكون مختاراً أو موجَباً.
فإن كان مختاراً فهو المطلوب.
وان كان موجَباً لزمه أن لا يتخلف أثره عنه في الوجود.
وهذا يلزم منه إمّا قدم الأثر وإما حدوث المؤثر، وذلك للتلازم بين الفاعل الموجب وأثره.
وكلا الأمرين (قدم الأثر الذي هو العالم) و(حدوث المؤثر الذي هو اللّه تعالى) محال.
وفي ضوئه ننتهي الي الخلاصة التالية:
« لو كان اللّه تعالى موجَباً لزم اما قدم العالم أو حدوث اللّه تعالى، وهما باطلان، فثبت أنه تعالى قادر مختار وهو المطلوب»(1).
عموم قدرته تعالى:
يراد بذلك أن قدرته تعالى تتعلق بجميع المقدورات من غير استثناء.
والدليل على ذلك:
انه لا مانع يمنع من تعلق قدرته بجميع المقدورات بالنسبة الى ذاته، وبالنسبة الى المقدورات.
أما انتفاء المانع بالنسبة الى ذاته «فهو أن المقتضي لكونه تعالى قادراً هو ذاته، و نسبتها الى الجميع متساوية لتجردها، فيكون مقتضاها أيضاً متساوي النسبة وهو المطلوب».
وانتفاء المانع بالنسبة الى المقدور «فلأن المقتضي لكون الشيء مقدوراً هو امكانه، والامكان مشترك بين الكل فتكون صفة المقدورية مشتركة بين الممكنات وهو المطلوب».
والنتيجة:
« اذا انتفى المانع بالنسبة الى القادر وبالنسبة الى المقدور وجب التعلق العام، وهو المطلوب»(2).
ولكن ذهب الحكماء ... الى أن المبدأ الاول بما أنه واحد لا يمكن أن يصدر عنه من جهة واحدة إلا واحد.
...[و] أشكل عليهم بأن في هذا تحديداً للقدرة الالهية ونسبة العجز الى الذات المقدسة.
...[و] انهم اجابوا ... بأن العجز في القابل وليس في الفاعل...
وذهب النظّام - من أئمة المعتزلة - الى أن اللّه تعالى لا يوصف بالقدرة على المعاصي والشرور لأنها من القبيح، وفعل القبيح ليس بمقدور له تعالى.
واستدل بان القبح صفة ذاتية للقبيح، وهو المانع من إفاضة الوجود عليه، ومن فعله.
واذا كان هكذا ففي تجويز وقوع القبيح منه تعالى قبح أيضاً.
فيجب ان يكون هذا مانعاً من أن يوصف بالقدرة على القبيح.
والنظّام بهذا متأثر بقدماء الفلاسفة الذين قالوا بان الجواد الذي لا بخل في ساحته لا يجوز عليه أن يدخر شيئاً.
وعليه : فما أبدعه وأوجده هو المقدور.
«ولو كان في علمه تعالى ومقدوره ما هو أحسن واكمل مما أبدعه نظاماً وتركيباً وصلاحاً لَفَعَلَهُ»(3).
وهذا - كما ترى - مغالطة منه، ذلك أن القدرة على فعل القبيح ليست من القبيح .
والمسألة - فيما ارى - لا تحتاج الى مزيد مناقشة بأكثر من هذا الرد المختصر .
_________________
(1) النافع يوم الحشر20 .
(2) م . ن .
(3)الملل والنحل 1/54 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|