أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-27
597
التاريخ: 2024-09-05
365
التاريخ: 23-10-2014
2461
التاريخ: 2024-10-22
163
|
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا } [فصلت : 30].
إنّه تعبير جميل وشامل يتضمّن كلّ الخير والصفات الحميدة ، فأولا يوجّه القلب إلى الله ويوثق الإيمان به تعالى ويقويه ، ثمّ سيطرة هذا الإيمان وهيمنته على كلّ مرافق الحياة ، وثبات السير في هذا الطريق ; طريق الاستقامة (1).
هناك الكثير من الذين يدّعون محبة الله ، إلاّ أنّنا لا نرى الاستقامة واضحة في عملهم وسلوكهم ، فهم ضعفاء وعاجزون بحيث عندما يشملهم طوفان الشهوة يودّعون الإيمان ويشركون في عملهم; وعندما تكون منافعهم في خطر يتنازلون عن إيمانهم الضعيف ذلك.
ففي حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه بعد أن تلا الآية قال : «قد قالها الناس ثمّ كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها» (2).
وفي نهج البلاغة يفسّر الإمام علي (عليه السلام) هذه الآية بعبارات حيّة وناطقة عميقة المعنى يقول (عليه السلام) : «وقد قلتم «ربنا الله» فاستقيموا على كتابه ، وعلى منهاج أمره ، وعلى الطريقة الصالحة من عبادته ، ثمّ لا تمرقوا منها ، ولا تبتدعوا فيها ، ولا تخالفوا عنها» (3).
وفي مكان آخر نرى أنّ الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أجاب في تفسير معنى الاستقامة بقوله : «هي والله ما أنتم عليه» (4).
وهذا لا يعني أنّ الاستقامة تختص بالولاية فقط ، بل إنّ قبول قيادة أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) سيضمّن بقاء خط التوحيد ، والطريق الإسلامي الأصيل ، واستمرار العمل الصالح ، وهذا هو تفسيره (عليه السلام) لمعنى الاستقامة.
وخلاصة القول أن قيمة الإنسان هي بالإيمان والعمل الصالح ، وهذه القيمة يتحدث عنها الله تبارك وتعالى بقوله : (قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا).
لذلك فقد روي أنّ رجلا جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له : أخبرني بأمر أعتصم به؟ فقال رسول الله : " قل ربّي الله ثمّ استقم ".
ثم سأل الرجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أخطر شيء ينبغي عليه أن يخشاه. فمسك رسول الله لسانه وقال : هذا (5).
والآن لنرَ ما هي المواهب الإلهية التي سيشمل من يتمسك بهذين الأصلين؟
القرآن الكريم يشير إلى سبع مواهب عظيمة تبشرهم ملائكة الله بها عندما تهبط عليهم. ففي ظل الإيمان والاستقامة يصل الإنسان إلى مرحلة بحيث تنزل عليه الملائكة وتعلمهُ.
فبعد البشارتين الأولى والثانية والمتمثلتين بعدم (الخوف) و (الحزن) تصف الآية المرحلة الثّالثة بقوله تعالى : {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت : 30].
والبشارة الرّابعة يتضمّنها قوله تعالى : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } [فصلت : 31] فلن نترككم وحيدين ، بل نعينكم في الخير وتعصمكم عن الانحراف حتى تدخلوا الجنّة.
والبشارة الخامسة قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) أي في الجنّة.
أمّا البشارة السادسة فلا تختص بالنعم المادية وما تريدونه. بل الاستجابة إلى العطايا والمواهب المعنوية : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ).
أمّا البشارة السابعة والأخيرة فهي أنّكم ستحلون ضيوفاً لدى البارئ عزّ وجلّ وفي جنته الخالدة ، وستقدم لكم كلّ النعم تماماً مثلما يتمّ الترحيب بالضيف العزيز من قبل المضيف : {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت : 32].
_____________________
1- «استقاموا» من «الإستقامة» وتعني الثبات على الطريق المستقيم الخط الصحيح. وفسرها بعض علماء اللغة بمعنى «الإعتدال» ولا يستبعد الجمع بين المعنيين.
2- تفسير مجمع البيان ج9 ، ص17 ، ذيل الآية مورد البحث.
3- نهج البلاغة ، الخطبة 176.
4- تفسير مجمع البيان ج9 ، ص17 ، ذيل الآية مورد البحث.
5- تفسير روح البيان ، ج8 ، ص254.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|