المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مكانة المرأة في المنظار الإسلامي
8-7-2022
الإيجاز
26-09-2015
الفقه
26-9-2016
السليليزات الميكروبية Microbial Cellulases
8-2-2019
أبو عبد الله محمد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي
28-1-2018
احتفاء الصحابة بالحسين (عليه السّلام)
19-3-2016


لوعة دعبل و حزنه العميق على وفاة الامام  
  
3408   09:13 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص380-382.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

بكى دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت الامام الرضا (عليه السّلام) أمر البكاء و رثاه بذوب روحه و كان مما قاله في رثائه له هذه القصيدة:

هو النفس إلّا ان آل محمد           لهم دون نفسي في الفؤاد كمين‏

أضرّ بهم إرث النبي فاصبحوا             يساهم فيه ميتة و منون‏

دعتهم ذئاب من أمية و انتحت‏            عليهم دراكا ازمة و سنون‏

و عاثت بنو العباس في الدين عيثة                 تحكم فيه ظالم و ظنين‏

و سموا رشيدا ليس فيهم لرشده‏                   و ها ذاك مأمون و ذاك أمين‏

فما قبلت بالرشد منهم رعاية              و لا لولي بالامامة دين‏

رشيدهم غاو و طفلاه بعده‏                لهذا رزايا دون ذاك مجون‏

ألا أيها القبر الغريب محله‏                  بطوس عليك الساريات هتون‏

شككت فما ادري أ مسقي شربة           فأبكيك أم ريب الردى فيهون‏

و أيهما ما قلت: ان قلت شربة            و ان قلت موت إنه لقمين‏

أتعجب للاجلاف أن يتخيفوا                معالم دين اللّه و هو مبين‏

لقد سبقت فيهم بفضلك آية                 لدي و لكن ما هناك يقين‏

و قال في رثاء الامام:

ألا ما لعيني بالدموع استهلت‏              و لو فقدت ماء الشؤون لقرت‏

على من بكته الأرض و استرجعت له‏              رءوس الجبال الشامخات و ذلت‏

و قد أعولت تبكي السماء لفقده‏           و أنجمها ناحت عليه وكلت‏

رزينا رضي اللّه سبط نبينا                  فأخلفت الدنيا له و تولت‏

فنحن عليه اليوم أجدر بالبكاء             لمرزئة عزت علينا و جلت‏

و ما خير دنيا بعد آل محمد                   ألا لا نباليها إذا ما اضمحلت‏

تجلت مصيبات الزمان و لا أرى‏           مصيبتنا بالمصطفين تجلت‏

و مما قاله في رثاء الامام:

يا حسرة تتردّد           و عبرة ليس تنفد

على علي بن موسى‏              بن جعفر بن محمد

قضى غريبا بطوس‏               مثل الحسام المجرد

يا طوس طوباك قد                صرت لابن أحمد مشهد

و يا جفوني استهلي‏               و يا فؤادي توقد

و من رثائه للامام هذه المقطوعة:

لقد رحل ابن موسى بالمعالي‏              و سار بسيره العلم الشريف‏

و تابعه و الدين طرا               كما يتتبع الألف الأليف‏

فيا وفد الندى عودوا خفاف ال            حقائب لا تليد و لا طريف‏

و قد كنا نؤمل أن سيبقى‏                   امام هدى له رأي حصيف‏

ترى سكناته فتقول: غر          و تحت سكونه الفضل المنيف‏

له سمحاء تغدو كل يوم‏          بنائلة و سارية تطوف‏

فأهدى ريحه قدر المنايا           مزار دونه نأي قذوف‏

فقل للشامتين به رويدا            فما تبقي امرأ يمشي الحتوف‏

سررتم بافتقاد فتى بكاه‏           رسول اللّه و الدين الحنيف‏

و قال في رثائه:

يا نكبة جاءت من الشرق‏                   لم تتركن مني و لم تبق‏

موت علي بن موسى الرضا               من سخط اللّه على الخلق‏

و اصبح الاسلام مستعبرا                  لثلمة باينة الرتق‏

سقى الغريب المبتنى قبره‏                  بارض طوس مسبل الودق‏

اصبح عيني مانعا للكرى‏                   و أولع الأحشاء بالخفق‏

و حكى هذا الرثاء لوعة دعبل و حزنه العميق على وفاة امام المسلمين و سيد المتقين الامام الرضا (عليه السّلام) الذي ترك فقده ثلمة في الاسلام.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.