المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

بِنْت بريطاني imperial pint
19-4-2020
حقد يزيد على النبي
7-4-2016
ثواب زيارة قبر الحسين (عليه السلام)
13-4-2019
البيبتيدات الحيوية في منتجات الحليب
22-9-2016
حكم تملّك الإنسان ما تصدّق به اختياراً
22-11-2015
الاسمدة والتسميد لمزارع الزيتون
2024-01-12


استشهاد الرضا (عليه السلام) وثواب زيارته  
  
3571   04:20 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص201-205.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

قبض ابو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في آخر صفر كما اختاره ابن الاثير والطبرسي والسيد الشبلنجي وغيرهم من سنة 203 ثلاث ومئتين وهو ابن خمس وخمسين سنة، وتوفي بطوس في قرية يقال لها سناباد من نوقان على دعوة ودفن بها (صلوات اللّه عليه)، وكتب المأمون الى اهل بغداد وبني العباس والموالي يعلمهم بموته (عليه السلام) وانهم نقموا ببيعته وقد مات وسألهم الدخول في طاعته، فكتبوا اليه اغلظ جواب .

وروي عن امية، بن علي، قال : كنت بالمدينة وكنت اختلف إلى أبي جعفر (عليه السلام) وابو الحسن بخراسان وكان اهل بيته وعمومة ابيه يأتونه ويسلمون عليه فدعا يوماً الجارية، فقال : قولي لهم يتهيأون للمأتم فلما تفرقوا قالوا ما سألناه مأتم من ؟ فلما كان من الغد فعل مثل ذلك فقالوا مأتم من ؟ قال مأتم خير من على ظهرها، فأتانا خبر أبي الحسن بعد ذلك .

وروى الصدوق عن دعبل بن علي، قال : جاءني خبر موت الرضا (عليه السلام) وانا بقم فقلت قصيدتي الرائية :

ارى امية معذورين ان قتلوا *** ولا أرى لبني العباس من عذر

اولاد حرب ومروان واسرتهم *** بنو معيط ولاة الحقد والوغر

قوم قتلتم على الإِسلام اولهم *** حتى اذا استمسكوا جازوا على الكفر

اربعْ بطوس على قبر الزكي به *** ان كنت تربع من دين على وطر

قبران في طوس خير الناس كلهم *** وقبر شرهم هذا من العبر

ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما *** على الزكي بقرب الرجس من ضرر

هيهات كل امرئ رهن بما كسبت *** له يداه فخذ ما شئت او فذر

وقال الصدوق : ولعلي بن ابي عبد اللّه الخوافي يرثي الرضا (عليه السلام) افضل الصلوات واكمل التحيات :

يا ارض طوس سقاك اللّه رحمته *** ماذا حويت من الخيارت يا طوس

طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها *** شخص ثوى بسناباد ومرموسُ

شخص عزيز على الإِسلام مصرعه *** في رحمة اللّه مغمور ومغموس

يا قبره انت قبر قد تضمنه*** حلم وعلم وتطهير وتقديس

فخراً بأنك مغبوط بجثته*** وبالملائكة الأبرار محروس

وثواب زيارته (عليه السلام) اكثر من ان يذكر، قال الشيخ الشهيد في الدروس عن الكاظم (عليه السلام) : من زار قبر ولدي عليّ كان عند اللّه كسبعين حجة مبرورة، قال له يحيى المازني سبعين حجة مبرورة قال نعم وسبعين الف حجة .

وقيل لأبي جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام) زيارة الرضا (عليه السلام) افضل ام زيارة الحسين (عليه السلام) ؟ فقال زيارة ابي افضل لأنه لا يزوره الا الخواص من الشيعة.

وعنه (عليه السلام) انها أفضل من الحج، وافضلها رجب.

وروى البزنطي قال : قرأت كتاب ابي الحسن الرضا (عليه السلام) بخطه : ابلغ شيعتي ان زيارتي تعدل عند اللّه الف حجة، والف عمرة، متقبلة كلها.

قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : الف حجة قال إي واللّه والف الف حجة لمن يزوره عارفاً بحقه.

وقال الرضا (عليه السلام) من زارني على بعد داري ومزاري اتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى اخلصه من اهوالها، اذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً وعند الصراط و الميزان.

وروى الصدوق عن ابي الحسن الهادي (عليه السلام) يقول، من كانت له الى اللّه عز وجل حاجة، فليزر قبر جدي الرضا (عليه السلام) بطوس وهو على غسل، وليصل عند رأسه ركعتين، وليسأل اللّه تعالى حاجته، في قنوته، فانه يستجيب له، ما لم يسأل في مأثم او قطيعة رحم، فان موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن الا اعتقه اللّه تعالى من النار واحله دار القرار.

قال الشيخ المفيد في المقنعة باب مختصر زيارته (عليه السلام) تقف على قبره بعد ان تغتسل لزيارته وتلبس اطهر ثيابك وتقول : السلام عليك يا ولي اللّه وابن وليه، السلام عليك يا حجة اللّه وابن حجته، السلام عليك يا امام الهدى والعروة الوثقى ورحمة اللّه وبركاته اشهد انك مضيت على ما مضى عليك آباؤك الطاهرون، (صلوات اللّه عليهم)، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق الى باطل، وانك نصحت للّه ولرسوله، واديت الامانة، فجزاك اللّه عن الإِسلام واهله خير الجزاء، أتيتك بأبي وأمي زائراً عارفاً بحقك موالياً لأوليائك معادياً لأعدائك، فاشفع لي عند ربك ؛ ثم انكب على القبر وضع خديك عليه ثم تحول الى عند الرأس فقل : السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته اشهد انك الإِمام الهادي والولي المرشد، ابرأ الى اللّه تعالى من اعدائك، واتقرب الى اللّه بولايتك، صلى اللّه عليك ورحمة اللّه وبركاته .

ثم صل ركعتي الزيارة وصل بعدهما ما بدا لك وتحول الى عند الرجلين فادع بما شئت ان شاء اللّه.

قال السيد بن طاوس في الاقبال : ورأيت في بعض تصانيف اصحابنا العجم (رضوان اللّه عليهم)، انه يستحب ان يزار مولانا الرضا (عليه السلام) يوم ثالث وعشرين من ذي القعدة من قرب او بعد ببعض زياراته المعروفة او بما يكون كالزيارة من الرواية بذلك .

 وروى العلامة المجلسي (رحمه اللّه) عن صاحب كتاب العدد القوية انه قال : ان وفاة الرضا (عليه السلام) كانت في ذلك اليوم، واللّه العالم .

قال السيد الداماد (قدس سره) في رسالة اربعة ايام في ذكر اعمال يوم دحو الأرض، يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة، ان زيارة الرضا (عليه السلام) فيه افضل الاعمال المستحبة وأكد الآداب المسنونة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.