المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التسميات المبنية على النظام العالمي
20-10-2017
سماك بن خرشة ( أبو دجانة )
2023-02-21
استخراج زيت السمسم
2023-06-18
العلاقة بين الجغرافيا والتخطيط الاقليمي
8-9-2016
Segmental processes
7-4-2022
مبيدات النيماتودا (مبيد كاربوفيوران Carbofuran 10% GR)
10-10-2016


احتفاء الصحابة بالحسين (عليه السّلام)  
  
3451   10:09 صباحاً   التاريخ: 19-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص106-108.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

احتفت الصحابة بالإمام الحسين احتفاءً بالغاً وقابلوه بمزيد من التكريم والتعظيم وأحلّوه محلّ جدّه العظيم (صلّى الله عليه وآله) وقد وجدوا فيه ما يرومونه من العلم والتقوى والحريجة في الدين ويقول المؤرّخون : إنّه كان يحنو عليهم ويحدب على ضعفائهم ويشاركهم في البأساء والضراء ويصفح عن مسيئهم ويتعهّد جميع شؤونهم كما كان يصنع معهم جدّه الأعظم (صلى الله عليه وآله) ؛ وتسابق أعلام الصحابة ووجوههم للقيام بخدمته وخدمة أخيه الزكي الإمام أبي محمد الحسن (عليه السّلام) وكانوا يرون أنّ أيّة خدمة تسدى لهما فإنّما هي شرف ومجد لمَن يقوم بها فهذا عبد الله بن عباس حبر الاُمّة على جلالة قدره وعظيم مكانته بين المسلمين كان إذا أراد الحسن والحسين أن يركبا بادر فأمسك لهما الركاب وسوى عليهما الثياب معتزّاً بذلك. وقد لامه على ذلك مدرك بن زياد أو ابن عمارة فزجره ابن عباس وقال له : يا لكع أو تدري مَن هذان؟ هذان ابنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أو ليس مما أنعم الله به عليّ أن أمسك لهما الركاب واُسوي عليهما الثياب؟ , وبلغ من تعظيم المسلمين وتكريمهم لهما أنّهما لمّا كانا يَفِدان إلى بيت الله الحرام ماشيين يترجّل الركب الذي يجتازان عليه تعظيماً لهما حتّى شَقَ المشي على كثير من الحجّاج فكلّموا أحد أعلام الصحابة وطلبوا منه أن يعرض عليهما الركوب أو التنكّب عن الطريق فعرض عليهما ذلك ،

فقالا : لا نركب ولكن نتنكّب عن الطريق وسلكا طريقاً آخر , وكانا إذا طافا بالبيت الحرام يكاد الناس أن يحطموهما من كثرة السّلام عليهما والتبرّك بزيارتهما ؛ ومن ألوان ذلك التقدير أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) اجتاز في مسجد جدّه على جماعة فيهم عبد الله بن عمرو بن العاص فسلّم عليهم فردّوا عليه السّلام فانبرى إليه عبد الله فردّ عليه السّلام بصوت عالٍ وأقبل على القوم فقال لهم : ألا أخبركم بأحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟

ـ بلى.

ـ هذا الماشي وأشار إلى الحسين ما كلّمني كلمة منذ ليالي صفّين ولئن يرضى عنّي أحبّ إليّ من أن يكون لي حمر النِعم.

وانبرى إليه أبو سعيد الخدري فقال : ألا تعتذر إليه؟ فأجابه إلى ذلك ؛ وخفّا إلى بيت الإمام فاستأذنا منه فأذن لهما ولمّا استقرّ بهما المجلس أقبل الإمام على عبد الله فقال له : أعلمت يا عبد الله أنّي أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟.

فأسرع عبد الله مجيباً : أي وربّ الكعبة.

ـ ما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفّين فوالله لأبي كان خيراً منّي؟!.

وألقى عبد الله معاذيره قائلاً : أجل ولكن عمرو يعني أباه شكاني إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، قال له : إنّ عبد الله يقوم الليل ويصوم النهار فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : صلِّ ونَم وصُم وأفطر وأطع عمرواً فلمّا كان يوم صفّين أقسم عليّ فخرجت ؛ أما والله ما اخترطت سيفاً ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم وما زال يتلطّف بالإمام حتّى رضي عنه .

وقد كان عذره في طاعة أبيه في محاربة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) لا يحمل طابعاً من المشروعية ؛ فإنّ طاعة الأبوين لا تشرع في معصية الله حسب ما جاء في القرآن.

وعلى أيّ حال فقد كان الإمام الحسين موضع عناية المسلمين وإجلالهم ويقول المؤرّخون : إنّه حضر تشييع جنازة فسارع أبو هريرة فجعل ينفض بثوبه التراب والغبار عن قدمه وقد أوصى المقداد بن الأسود صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأحد السابقين الأوّلين للإسلام أن تدفع للحسين ستة وثلاثون ألفاً من تركته بعد وفاته .

لقد رأت الصحابة أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) هو بقية الله في أرضه والمثل الأعلى لجدّه فأوْلَته المزيد من حبّها وتقديرها وراحت تتسابق للتشرّف بخدمته وزيارته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.