المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

عملية طرح السفتراكزون خارج الجسم
2024-09-12
Ap Repair System
5-6-2017
الذوبان Solubility
1-11-2016
المد البارومتري barometric tide
26-12-2017
الأليلات المتعددة Multiple Alleles
12-11-2015
التكاثف - التكاثف السطحي – الضباب
30/11/2022


في الاقتصاد والقناعة  
  
2370   09:36 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : اية الله المشكيني
الكتاب أو المصدر : دروس في الاخلاق
الجزء والصفحة : ص155- 156
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

الاقتصاد من القصد وهو الاستقامة ، والمراد به هنا : اعتدال الانسان واستقامته في صرف ماله وانفاقاته لنفسه وعياله ، فهو حالة متوسطة بين الافراط الذي هو الاسراف ، والتفريط الذي هو التقتير ، فيرادف القناعة في المعنى ، وهذا غير الجود المتوسط بين الاسراف والبخل ، فان ذلك ملحوظ في ما يبذله الانسان لغيره.

وقد ورد في الكتاب والسنة في فضل الاقتصاد وحسنه وآثاره.

قال تعالى :{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا }[الفرقان: 67].

وورد في النصوص : أن القصد أمر يحبه الله (1).

وأن التقدير نصف العيش (2).

وأنه : ما عال امرؤ اقتصد (3).

وأن القصد مثراة والسرف مثواة (4).

وأن حسن التقدير من المعيشة في المروة (5).

وأن القناعة مال لا ينفد (6).

وأنه : كفى بالقناعة ملكاً (7).

وأن قوله تعالى : {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[النحل: 97] هي القناعة (8).

وأن القصد في الغنى والفقر من المنجيات (9).

وأن من قنع بما اوتي قرت عينه (10).

وأن من قنع شبع ، ومن لم يقنع لم يشبع (11).

وأنه : لا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي (12).

وأن الانفاق على العيال ينبغي أن يكون بين المكروهين (13) لقوله تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[الفرقان: 67].

وأن من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل (14).

_______________

1ـ الكافي : ج4 ، ص52 ـ ثواب الأعمال : ص221 ـ الخصال : ص10 ـ وسائل الشيعة : ج15 ، ص257 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص346.

2ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص347.

3ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص347 وج103 ، ص21.

4ـ الكافي : ج4 ، ص52 ـ وسائل الشيعة : ج15 ، ص258.

5ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص347 ـ الوافي : ج17 ، ص85.

6ـ نهج البلاغة: الحكمة 57 و 475 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص220 ـ بحار الأنوار: ج71 ، ص 344.

7ـ نهج البلاغة : الحكمة 229 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص344 و396.

8ـ نهج البلاغة : الحكمة 229 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص345.

9ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص347.

10ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص345.

11ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص348.

12ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص346.

13ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص347.

14ـ معاني الأخبار : ص260 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص348 وج72 ، ص65 وج103 ، ص21.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.