أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
2505
التاريخ: 2-3-2018
2369
التاريخ: 26-12-2015
5360
التاريخ: 30-12-2015
4031
|
و كان نصاري الشمال-و خاصة القشتاليين-لا يزالون مع يوسف بين مهادنة و منازلة و موادعة و محاربة، و انتصر عليهم يوسف في بعض الوقائع، مما جعله ينشد مثل قوله في قصيدة حماسية من قصائده:
راق الزمان و جاءنا ميقاته بالضّحوة الغرّاء من أيامه (1)
نأتمّ في حرب الصّليب و حزبه بشفيع كلّ موحّد و إمامه
مستأصلى بيع العداة مهتّمى ما صان فيها الكفر من أصنامه (2)
و اللّه جلّ جلاله متكفّل بالنّصر و المعهود من إنعامه
و يوسف يعلن أنه انتصر في ضحوة أو ضحى أحد الأيام على حملة الصليب، و هو يقتدى في جهاده لهم بجهاد الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم للكفار. مصمما على استئصال بيعهم أو كنائسهم و تهتيم أو تهشيم أصنامهم مستعينا بعون اللّه في نصره عليهم و سحقهم سحقا ذريعا. و طبيعي أن يكتظ ديوان يوسف بحمم كثيرة من الحماسة و الفخر المضطرم من مثل قوله:
لقد علمت نصر بأنى كفيلها إذا هاجت الهيجاء و احمرّت الأرض (3)
أدافع عنهم بالصوارم و القنا و أحمى حماها أن ينال لها عرض
بنا ساعة الهيجاء يحمى و طيسها و تهتك أستار البغاة إذا انقضوّا
إلى عترة الأنصار تعزى أرومتى إلى معشر في الذّكر حبّهم فرض
و هو يقول إن بني نصر من أسرته يعلمون بلاءه في الحرب و أنه حين يحمى و طيسها أو شرارها و تسيل الدماء على أديم الأرض و يتساقط عليها القتلى صرعى يذود عن حماهم و يدافع عنهم مستميتا بالسيوف و بالرماح، و لا غرو فإنه ينتمي إلى رهط الأنصار إذ أسرته من سلالة سعد بن عبادة، و معروف أن عداده في السابقين الأولين من الأنصار.
و ينشد مفاخرا:
ألست سليل الصّيد من آل حمير و خير ملوك الأرض قوما و لا فخر (4)
لنا المنصب الأعلى على كل منصب لنا العزّة القعساء و الغرر الغرّ (5)
لنا الهضبة الشّمّاء سامية الذّرى لنا الرّاية الحمراء يهفو بها النّصر (6)
مكارم أعيت كلّ من رام حصرها و هيهات ما للشّهب في أفقها حصر
و هو يفتخر بأنه سليل أصحاب الحول و الطّول من حمير، إذ أصل الأنصار من اليمن، و أن لهم المنصب أو المقام الرفيع و العزة الوطيدة و الأعمال العظيمة المشهورة و الهضبة الضاربة في السماء التي لا يمكن لأحد بلوغ ذراها السامقة و الراية الحمراء رمز إمارتهم و انتصاراتها الماحقة، و هي مكارم يعزّ حصرها، و هل يمكن أن تحصر أو تحصى الشهب و النجوم في السماء. و وراء ما اخترناه ليوسف الثالث من أشعار في الفخر و الحماسة أشعار ذات نسيج ضعيف، و هي طبيعية ممن ينشأ مثله في الملك و الترف و النعيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) الضحوة: الضحى.
2) بيع: كنائس مهتمي: محطمي.
٣) كفيل: ضامن. الهيجاء: الحرب. احمرار الأرض: كناية عن كثرة الدماء.
4) الصيد: جمع أصيد: السيد.
5) القعساء: الوطيدة. الغرر: الأعمال العظيمة. الغر: المشهورة.
6) الشماء: السامقة: يهفو: يخفق.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|