أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-28
942
التاريخ: 26-9-2020
10267
التاريخ: 2024-07-18
527
التاريخ: 19-7-2016
1412
|
أن الطريق إلى تحصيل المحبة و تقويتها ثمّ استعداد الرّؤية و اللقاء تحصيل المعرفة و تقويتها و ذلك بتطهير القلب من شواغل الدنيا و علايقها و التبتل(1) , إلى اللّه بالذكر و الفكر ثمّ إخراج حبّ غير اللّه منه ، فان القلب مثل الاناء الذي لا يسع للخل مثلا ما لم يخرج منه الماء ، و ما جعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه.
و كمال الحبّ في أن يحب اللّه بكل قلبه ، و ما دام يلتفت إلى غيره فزاوية من قلبه مشغولة بغيره ، فبقدر ما يشتغل بغير اللّه ينقص منه حبّ اللّه إلا أن يكون التفاته إلى الغير من حيث إنّه صنع اللّه و فعل اللّه و مظهر من مظاهر أسماء اللّه.
و إلى هذا التفريد و التّجريد الاشارة بقوله تعالى : {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ} [الأنعام : 91] , و ذلك إنما يكون بغلبة الشوق ؛ و هو استكمال الوضوح فيما اتضح اتضاحا ما و التشوق إلى ما بقي من المطلوب مما لم يحصل.
فان الشوق إنما يتعلق بما أدرك من وجه و لم يدرك من وجه ، و هو إنّما يكون باحد الأمرين و لا نهاية له ، لأن الاتضاح فيما حصل لا نهاية لدرجاته و كذلك الازدياد فيما بقي من جمال اللّه و جلاله لا ساحل له ، بل مع حصول أصل الوصال يجد أيضا شوقا لذيذا لا يظهر فيه ألم فالشوق لا يسكن قط و لا سيّما مما يرى فوقه درجات كثيرة {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا } [التحريم : 8].
و في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): «المشتاق لا يشتهي طعاما و لا يلتذ شرابا و لا يستطيب رقا و لا يأنس حميما و لا يأوي دارا و لا يسكن عمرانا و لا يلبس لينا و لا يقر قرارا و يعبد اللّه ليلا و نهارا راجيا بأن يصل إلى ما يشتاق إليه و يناجيه بلسان شوقه معبرا عمّا في سريرته كما أخبر اللّه تعالى عن موسى بن عمران في ميعاد ربّه بقوله: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه : 84].
و فسر النبيّ (صلى الله عليه واله) عن حاله أنّه ما أكل و لا شرب و لا نام و لا اشتهى شيئا من ذلك في ذهابه و مجيئه أربعين يوما شوقا إلى ربّه فاذا دخلت ميدان الشّوق فكبّر على نفسك و مرادك من الدنيا ، ودع المألوفات و أحرم عن سوى مشوّقك و لبّ بين حياتك و موتك لبّيك اللهمّ لبيك و أعظم اللّه تعالى اجرك.
و مثل المشتاق مثل الغريق ليس له همّة إلا خلاصه و قد نسي كل شيء دونه»(2).
_____________
1- التبتل الانقطاع الى اللّه و اخلاص النية و اصل ذلك من البتل و هو القطع. م.
2- مصباح الشريعة : ص 196.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|