أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
1686
التاريخ: 8-10-2014
2022
التاريخ: 23-11-2014
1625
التاريخ: 11-7-2016
1391
|
قال تعالى : {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل : 78] .
تذكر الاية بعض نعم الله تعالى علينا ، وانها تدل على وجوده وقدرته ، وانها تستدعي عبادته وشكره.
كان بامكان الله تعالى ان يخلق الانسان ابتداء من تراب ، ولكنه خلقه عن طريق الولادة من الام والاب ، ليتم كيان الاسرة . لان الاسرة هي الخلية التي يتكون منها المجتمع . اذ لا يمكن ان ينتظم شعب بدون تنظيم الاسرة . الاسرة تعطي الاخلاق والتربية ، كما تعطي التماسك بين افراد المجتمع.
من جهة اخرى يريد سبحانه ان يذكرنا بمصدر ولادتنا ، بأبينا وامنا ، لنتذكر التعب الذي بذلاه من اجلنا ، لنتذكر الحقوق التي يجب ان نوفيها لهما .
انتقلت الاية الكريمة الى حقيقة اخرى : {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل : 78] وهي ان الوليد يكون عند خروجه من بطن امه فارغ الذهن لا يعلم شيئا .. يدعي بعض العلماء ان الوليد يكون راسخاً في ذهنه بعض المعلومات الموروثة ، اي بشكل غرائز لا ارادية ، ولكن هذا ليس علماً . العلم هو انطباع صور الاشياء في الذهن . القران يقرر ان الطفل يولد كالأرض الفارغة ، كما تزرعها فانها تثمر .
وفي الاية رد على القائلين بالتناسخ.
{وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} [النحل : 78] ان العلوم التي حيصل عليها الانسان هي غالباً عن طريق الحسّ ، ولكن كثيرا من العلوم يحصل عليها عن طريق العقل . مثال ذلك اذا رأيت البرق اعتقد انه سينزل مع ماء المطر مركبات آزوتية ، كيف ذلك ؟ . من ملاحظة الارتباط بين البرق والنمو الجيد للنبات ..
فبواسطة عقلنا نستنتج القاعدة ، ونحكم عند حدوث البرق بجودة الموسم.
عبر القران في هذه الاية العقل (بالفؤاد)جرياً على لغة العرب ، مثل قوله : {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} [الحج : 46].
في الاية دعوة الى استخدام الحواس والعقل ، فبدون العقل لا تكون أية قيمة للانسان . يقول الامام علي (عليه السلام) مبيناً ضعف الانسان :
((مسكين ابن ادم ، مكتوم لأجل ، مكنون العلل ، محفوظ العمل ، تؤلمه البقة ، وتقتله الشرقة ، وتنتنه العرقة )) (2) يشير بذلك الى ضعفه ، فهو ضعيف وأضعف من كل الحيوانات ، وليس له تفضيل لولا العقل .
الانسان ليس بغرائزه ، وانما بعقله أقوى منه ، تحمل أكبر من جسمها بخمسين مرة .
ثم بينت الاية لزوم الشكر على هذه النعم ، من سمع وبصر وعقل ، فقالت :{ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} . والمراد بالشكر ليس القول وانما العمل .
ويكون الشكر على النعمة من نوعها ، فشكر العقل يكون بإعطاء المشورة الصالحة للأخرين ، وتعليمهم وتوجيههم . وضريبة السمع هي سماع الكلام الطيب ، واجتناب المحرم كالغيبة والغناء ، كذلك ضريبة العين هي استخدامها في طاعة الله ، وعدم النظر الى ما حرم الله .
________________
1- للدكتور أحمد الوائلي بتصرف .
2- نهج البلاغة ، الحكمة 419 .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|