اللغة العربيَّـة والآثار المنقولة

المقصود بالأثار المنقولة هي النصوص اللغوية الاستعمالية سواء في اللغة النفعية (لغة الاستعمال اليومي أو اللغة الأدبية، إذ تمثلت اللغة العربيَّـة بهذين الأثرين لتحيد تاريخها وخصائصها وملامحها اللغوية. والاثر الاكثر دوراناَ في لغة العرب قبل الاسلام هو الشعر الجاهلي وعلى الرغم مما صاحبه من شكوك وسلامة الاثر المنقول، الا ان الاعتماد على نصوصه بحسب توثيق الرواة وعلماء اللغة يعود بالفائدة الكبرى على دراسة اللغة العربيَّـة الفصحى وتبين أصولها قبل نزول النص القرآني.

وبالنظر إلى طبيعة التناقل الشفهي الذي وسم تداول الشعر الجاهلي صار من الصعوبة بمكان افتراض تاريخ بالقدم قبل ظهور الاسلام تعيينا لأي بداية على وجه

ص81

التحديد ، ولذلك يقدر الباحثون ان نصوص الشعر الجاهلي لا تبتعد عن ظهور الاسلام (بداية نزول القران سنه612م) بأكثر من قرون ونصف القرن أو قرنين على ابعد تقدير.

وبناء على تلك المعطيات تكون العربيَّـة الفصحى التي مثلتها تلك النصوص غير بعيدة عن ظهور الاسلام ، اما المراحل التي سلختها من تاريخها حتى انتهت إلى ما وصلت إليه من الاكتمال ، فليس من المتيسر التعرف عليه.

ومن خلال الاستعمال اللغوي اصطلحت القبائل العربيَّـة على لغة مشتركة متداولة في انحاء واسعة امتدت من اليمن حتى الفرات، وللعرب في نشوء هذه اللغة الفصحى راي يذهب إلى أنها عين اللهجة القرشية لان قريشا كانت اجود العرب انتقاء للفصيح، واصرحها لبعدها عن بلاد العجم.

ص82