للهرمون الدرقي افعال كثيرة ، نذكر منها الافعال التسعة التالية :

1- الفعل المولد للحرارة .

2- تأثيره على النمو : فعند الاشخاص المصابين بانعدام درق خلقي  ، نلاحظ بأن الملكات العقلية والنمو والصفات الجنسية متأخرة جداً ، ويرافق ذلك التأخر في السن العظمي (اي ان حجم العظام لا يتناسب مع العمر) .وبالعكس فان تناول الدرق يسرّع في نمو الكائن الحي وتطويره.

3- تأثيره على النخامى : يتبادل الدرق التأثير مع الغدة النخامية (النخامى) . فلقد ثبت اليوم بأن كمية الهرمون الدرقي في الدم تتناسب عكساً مع كمية حاثّة الدرق النخامية ، فارتفاع مستوى الثيروكسين في الدم يلجم افراز تلك الحاثّة ، ونقص مستواه يحثّ النخامى على افراز حاثتها الدرقية .

4- التأثير على البنكرياس : ان فرط عمل الدرق من درجة عمل الغلوكوز (سكر العنب) ويزيد الغليكوجين (Glycogen) في الكبد . يستنتج من ذلك بأن للدرق تأثيراً منظماً على سكر الدم وسكر الانسجة ، وذلك عن طريق تأثيرها في تحلل الغليكوجين في الكبد وتحريكه . وان نسبة حدوث الداء السكري عند المصابين بفرط نشاط الدرق ، هو أضاف ما يشاهد عند الاشخاص الطبيعيين.

5- التأثير على الكبد : نعلم ان الكبد يلعب دوراً استقلالياً هاماً في الجسم ، مثلا في خزن وتحريم السكاكر والشحوم والبروتيدات (Proteides) . والمعلوم ان الدرق هو الذي يسيطر على مستوى وسرعة الاستقلاب في الجسم . من هنا يظهر مدى التأثير المتبادل بين الدرق والكبد . فزيادة هرمون الدرق يتطلب زيادة فعالية الكبد ، ونقصه يتسبب في تدني وظائف الكبد بشكل عام . هذا ما يحدث في حالة زيادة عمل الدرق زيادة متوسطة . اما اذا كان فرط النشاط شديداً جدا ، فان الكبد يجيب على زيادة الهرمون الدرقي بزيادة فعالية خلاياها زيادة تؤدي الى نضوب محتوى الكبد من (الغليكوجين)

وانخفاض مستوى السكر في الدم  ، مما يؤدي الى ارتشاح الكبد بالشحوم ، واصابته بداء التشمع الكبدي (Girrhosis).

6- التأثير على الامعاء والمعدة : يرافق فرط فعالية الدرق تحسن في القابلية على الطعام نتيجة فرط تحرك الامعاء . والامساك شائع اكثر من الاسهال في هذه الحالة .

7- التأثير على الكلية : تساعد زيادة (الثيروكسين) على زيادة مستوى البولة الراشحة .

8- التأثير على العضلات : يرافق ازدياد الهرمون الدرقي نقص في القوى العضلية ، وقد يصل الى درجة الضمور الشديد .

9- التأثير على القلب : ان زيادة (الثيروكسين) تحمل القلب فوق طاقته لذلك فان التسمم الدرقي (Thyrotoxicosis) يؤدي الى التسمم القلبي  . ويزداد في هذه الحالة حجم القلب وتنتقص مقوية العضلة القلبية .

فانظر يا اخي في هذه الوظائف المتشابكة للهرمون الدرقي ، وانظر الى هذا التركيب المبدع لمادة الثيروكسين ، والفعل العجيب لهذا المركب ، وهذه الدقة الهائلة في التأثير والتوازن والاستقلاب ... مما يفوق في دقته أية دقة توصلت اليها القدرات البشرية المتقدمة يحدث ذلك كله في غدّة صغيرة ، موجودة وراء الحنجرة ، لا يزيد حجمها على حبة الكستناء ، وهي تتحكم في الضعفاء والاقوياء (1).

______________________

1- نشر هذا الموضوع في مجلة (المنطلق ) البيروتية ، العدد 3 عام 1398هـ .