أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2016
1796
التاريخ: 6-4-2016
1736
التاريخ: 11-06-2015
4393
التاريخ: 2023-10-03
1377
|
قال تعالى : {أَلَم نَجْعَلْ لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وشَفَتَيْنِ} (البلد 8 و9) .
{قُلْ أَرأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوْبِكُمْ مَّنْ الهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأتِيْكُمْ بِهِ أنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُوْنَ} (الانعام/ 46) . {سَنُرِيْهِمْ آيَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّىَ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}.
لو لم يكن في كلِّ الكَونِ موجودٌ سوى الإنسان ، ولم يكن في جميع كيان هذا الإنسان شىءٌ سوى عينٍ أو أُذُنٍ واحدة ، لصار ذلك سبباً لمعرفة الذات الإلهيّة المقدّسة وعلمهِ وقدرته ، لأنَّ بناءها دقيق ومعقّدٌ ومحبوكٌ بقدر لا يصدقُ أيُّ عقلٍ أنّها مِنْ صنعِ الصدفةِ أو الطبيعةِ العمياء والصمّاء ، بل نواجه في كلِّ مرحلةٍ من دراستها ، آيةً جديدةً من علم وقدرة ذلك الصانعِ الحكيم.
فمن بين مئات الخصائص ومن خلال الدقّة في حاسة البصر ، أي العين ، يكفينا ذكر المواضع الآتية كي نعرف الغرابة المذهلة في هذا العضو :
1- العدسة المتغيِّرة : من المعروف أنَّ العينَ تُشبَّهُ بآلة التصوير ، بينما لا تصل أحدث آلات التصوير في العالم انْ تكون كأُلعوبةٍ أمام عين الإنسان ، لأنّها تحتوي على عدسة ثابتةٍ ، حيث يجب أنْ تُنظَّمَ وتُدارَ مِنْ قبل مصورٍ باستمرار من أجل التقاط الصور من عدة جهات ، إلّا أنَّ عدسةَ العينِ الواقعة خلف إنسان العين مباشرة ، تتغير دائماً بشكلٍ آلي ، فقد يتقلص قطرها أحياناً فيبلغ 5/ 1 ملميتر وأحياناً يتّسع حيث يبلغ 8 ملمترات فيسمح لها بالتقاط الصور من مناظر بعيدة وقريبةٍ جدّاً.
2- طبقات العين السبع : إنَّ العينَ تتألفَ أساساً من سبعةِ حجُب أو سبع طبقات وتُسمى «الصلبية» و«العِنَبية» و«المشيمية» و«الجليدية» و«الزُلالية» و«الزُّجاجية» و«الشَبكيّة» ، حيث لكل منها بناؤها الخاص بها وواجبها الذي تتحمله ، وشرحها يجرُّنا إلى الاطالة ، فيكفينا أن نعلمَ أنَّ اقَلَّ اختلاف فيها يؤدّي إلى اختلال النظر ، طبعاً تكمنُ خلف «الشبكية» أعصاب بصرية تنقل الصور التي تقع على الشبكية إلى الدماغ.
3- الحساسية ازاء الضوء : إنَّ تنظيم النور بالنسبة للمصورين يعتبر عملًا شاقاً ، وكثيراً ما تُكلَّفُ مجموعةٌ متخصصة بهذا العمل ، بينما تستطيع العين من خلال تغيير حساسيتها ازاء شدة الضوء أن تلتقط الصورَ من مناظر مختلفةٍ وفي نورٍ ضعيفٍ أو قويٍّ جدّاً.
4- الحركة المستمرة : إنَّ المصوّرين يديرون اجهزتهم باستمرار نحو اليمين واليسار وإلى الأعلى والأسفل ، ويستخدمون مختلف الآلات لهذا العمل ، بينما نجد أنَّ العضلات التي تحيط بكرة العين تُدير هذا الجهاز بحركةٍ خاطفة إلى الجهات الأربع بشكلٍ كاملٍ ، وتضاعف قدرة المناورة لديها للتصوير في جميع الجهات.
5- المركبات البسيطة والدقيقة : فمن أجل إعداد أجهزة التصوير يستفادُ من أقوى العدسات والفلزات ، بينما تم صنعُ العين من مواد لطيفةٍ وفي نفس الوقت قد تستمر في العمل مائة عامٍ لأنّها جهاز حي يستطيع بناء نفسه وتجديد قواه باستمرار ، بينما تعتبر الأجهزة التي يصنعها البشر اجهزةً ميتة !
6- اعداد شريط التصوير : يعتبر اعداد شريط التصوير بالنسبة لأجهزة التصوير عملًا صعباً ويجب استعمال حلقاتٍ متباينة باستمرار من أجل التصوير ، بينما تصوِّرُ شبكيةُ العين ذاتياً على الدوام ، وبعد انتقاله وحفظِه في الدماغ يُمحا وتستعد لتصوير منظرٍ آخر ، ويُنجزُ هذا العمل بسرعةٍ عجيبةٍ ومدهشةٍ للغاية ، علماً أنَّ مسألة اخراج شريط التصوير التي تعتبر عملًا شاقاً ومستهلكاً للوقت لم تُطرح هنا.
7- الأجهزة الجانبية : من أجل أنْ تقومَ العين بإنجاز واجباتها فقد جُهزت بالكثير من اللوازم التي يعتبر كلٌ منها مدهشاً أيضاً.
إنَّ وجودَ الغدد «الفوّارة» التي تَصبُّ السائل الخاص والشفّاف بشكلٍ دائمٍ في العين ، ويَسمح للأجفان أن تتحرك فوق فص العين بدونِ أقَّل تماسٍ خشنٍ ، وتسوق فضلات الماء الموجودة في أسفلها إلى الخارج ، فينحدر إلى بؤبؤ العين ، وللأجفان ردود فعل سريعة مقابل الحوادث المختلفة حيث تحافظ على العين من الصدمات ، وهجوم التراب والغبار ، أو الضوء الشديد ، وبناء «الأهداب» التي هي بمنزلة ستائر تسمح للعين بالاستنارة قليلًا مع كون العين مفتوحة وتحفظها من دخول الغبار والتراب ، واستقرار العين في صندوقٍ عظمي قويٍّ جدّاً كالقلعةِ المنيعة ، ووضع هذا الصندوق في مكانٍ مرتفعٍ من الجسم حيث يسمح لها أن ترى جوانبها كالراصد الذي يتمركز في المرصد ، ووجود الحواجب التي تُمثلُ درعاً لحمايتها ، وامور جمَّة اخرى حيث لكلٍّ منها قصةٌ لطيفةٌ ومدهشةٌ وغنية بالمعاني.
لو جمعنا كلَّ هذه الامور وتمعّنا فيها قليلًا فمن المسلَّم به اننا سنذعنُ أنَّ صانعَ العين كانَ مطلعاً على جميع الأنظمة المتعلقة بالعدسات ، وانعكاس الضوء ، ومسائل اخرى معقّدة من هذا القبيل ، وخلقَ مثل هذا الموجود العجيب بعلمه وقدرته الأزلية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|