ان معجزة الله تعالى في فلق النور والصباح ، فهي قصة الفجر الذي يطلع علينا كل يوم ، يشق افق الظلام معلناً بداية يوم جديد في اعجاز جديد . فلولا قدرة الله تعالى لظل الليل دائما على ابشر ، ولكنه بتقديره ورحمته يفلق لنا  الصباح حاملا معه النور العميم الذي يمهد لنا الطريق الى العمل والسعي والمعاش ، بعد ليل مريح تتخلله النسمات الباردة المنعشة . يقول سبحانه : {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ } [النبأ : 9 ، 10] .

يمتد الصباح من طلوع الفجر الى طلوع الشمس . وهي فترة لا تعد من الليل ولا تعد من النهار .انها فترة يتداخل فيها الليل مع النهار ، وهو مدلول قوله تعالى : {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ } [الزمر : 5].

وهذه الظاهرة خاصة بالارض ، وناتجة عن وجود الغلاف الجوي حول الارض المليء بالهواء وبخار الماء والغبار . ولولا هذا الغلاف لكانت بداية الصبح بمجرد شروق الشمس . واما معو جود الغلاف الجوي فان اشعة الشمس قبيل شروق الشمس تنتثر على الذرات الموجودة فيا لجو وتنتشر معطية اضاءة بسيطة عمودي ،تبدأ من الفجر . ويمر الفجر بمرحلتين : الاولى يظهر في الافق ضوء بسيط عمودي كلما امعن فيه الناظر زاد ظلمة ، وهو الفجر الكاذب . ثم يبدأ  في السماء ظهور نور معترض على امتداد الافق ، وكلما حدّق فيه الناظر زاد نوراً ووضوحاً ، وهو الفجر الصادق . وهو المعتمد عليه في الواجبات الشرعية كالصلاة والصيام.

وعن هذه المعجزة الالهية وغيرها قال سبحانه : {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} [الأنعام : 96].

ومثل هذا المعنى ورد في دعاء الافتتاح للاما الحجة (عليه السلام) وهو يناجي رب : ((الحمد لله مالك الملك ، مُجري الفلك ، مُسخر الرياح ، فالق الاصباح ، ديّان الدين ، رب العالمين)).