المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

النار وجحيمها
14-4-2018
ما هي مبيدات الطحالب وما تعريفها وأنواعها؟
12-10-2021
تسمية الشركات متعددة الجنسية
26-2-2017
informant (n.)
2023-09-23
اختاروا لنطفكم
13-1-2016
كعب بن عجرة
2023-03-19


حقيقة الاخوة الإسلامية  
  
3722   01:14 مساءاً   التاريخ: 27-6-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : الاسلام وحقوق الانسان
الجزء والصفحة : ص115-117
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016 5436
التاريخ: 2024-06-22 713
التاريخ: 2023-12-07 844
التاريخ: 14-2-2021 2092

الاُخوّة الإسلامية من أوثق ألوان الترابط الاجتماعي الذي هو من شرائح الحقوق العامة للإنسان التي أقرّتها هيأة الامم المتحدة.

إن الاخوة الإسلامية لم تكن شعارا زائفا، وانما هي حقيقة واقعة، وتجربة تاريخية، وأصل بارز من أصول الإسلام، ولم تقم على أساس قبلي او جنسي او إقليمي او عاطفي، كما لم تبن على اسس سطحية، وانما بنيت واقيمت على أنها جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، يسأل عنها المسلم، ويحاسب على اهمالها، وبذلك أصبحت قوة هائلة تمد المجتمع بالإيثار والتعاون.

ففي فجر الدعوة الإسلامية قدم المسلمون في المدينة لإخوانهم المهاجرين جميع ألوان المعونة، وشاركوهم في ديارهم واموالهم، كما شاركوهم في مكاره الدهر وجشوبة العيش، وخلقوا بذلك أنموذجا فريدا من التكامل الاجتماعي لم يعهد له نظيرا او مثيل.

ووصف النبي (صلى الله عليه واله) المجتمع الاسلامي في تقارب عواطفه ووحدة مشاعره بانه كالجسم الواحد، فإذا تألم عضو منه سرى الالم الى بقية الاعضاء.

قال ( صلى الله عليه واله) :(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)(1).

لقد أراد النبي (صلى الله عليه واله) ان تكون الاخوة الإسلامية كالأخوة النسبية في قوتها ومكانتها امتثالا لقوله تعالى :{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الحجرات:10].

لقد أوجب الله تعالى صيانة هذه الاخوة بالإصلاح فيما اذا شجر بينهم خلاف، او عصفت فيهم ريح التفرقة والعداء.

إن الاخوة الإسلامية ليست مجرد عاطفة ظاهرة، وانما هي علاقة وثيقة تمتد الى اعماق القلوب، ودخائل النفوس، وقد وصفها النبي (صلى الله عليه واله) بقوله :(لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

ان الاخوة الإسلامية حب وولاء ومودة واخلاص، وقد بعث النبي (صلى الله عليه واله) رجلا في حاجة له فأبطأ عليه فقال له :(ما أبطأك؟).

(العري).

(أما كان لك جار له ثوبان يعيرك احدهما؟).

 (بلى يا رسول الله).

فتألم النبي وقال :

(ما هذا لك بأخ).

قال الامام الصادق (عليه السلام) : (المسلم اخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه، ولا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه ولا يغتابه)(2).

هذه حقيقة الاخوة التي ينشدها الإسلام. قال الامام الباقر (عليه السلام) : (ان المؤمن اخو المؤمن؛ لا يشتمه، ولا يحزنه، ولا يسيئ الظن به).

هذه هي الاخوة الإسلامية قائمة في أعماق القلوب توحد الكلمة، وتجمع الشمل، وتنفي الفرقة.

______________

1ـ أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الأدب : باب 27، ومسلم – كتاب البر، الحديث 66 و67. مسند أحمد بن حنبل : 4/268.

2ـ أصول الكافي : 2/166، الحديث 5.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.