لاشك أن البرودة عدو للإنسان، خصوصاً حينماً تنخفض انخفاضاً كبيراً للغاية حتى ولو كان هذا الانخفاض موسمياً، والمعدل الحراري السنوي الشديد الانخفاض غير ملائم للإنسان والنبات، لكن النبات ينمو في منطقة باردة شريطة أن تتضمن فصلاً دافئاً يصلح لنموه ونضجه.

وفي نصف الكرة الجنوبي، تخلو القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) التي يغطيها الجليد من السكان، ولا تمتد القارات لأكثر من دائرة العرض 60 ̊  جنوبا، ونعني بها قارة أمريكا الجنوبية التي يدق طرفها الجنوبي ويدخل ضمن (العروض العليا الباردة) لكنه يتمتع بتأثيرات المناخ البحري، واعتاد سكانه المعيشة في ظروف مناخ حرارته الشهرية الدنيا (- 4 ̊ م) والقصوى (9 ̊  م) بمدى حرارة مقداره (13 ̊ م).

وفي نصف الكرة الشمالية نجد أراضي واسعة تقع الى الشمال من العروض الستينية، لكن أجزاءها الواقعة في غرب أوروبا عامرة بالسكان، وذلك بسبب تأثير المناخ المحيطي الذي يتأثر هنا بتيارات شمال الأطلسي الدافئة، أما الأراضي الداخلية في شمال أوروبا، حيث تتجول أعداد من عناصر الفينز) وفي شمال آسيا حيث عناصر (اللاب)، وفي شمال أمريكا الشمالية حيث عناصر (الأسكيمو)، فهي سلالات قد تكيفت بتلك البيئات منذ زمن بعيد، ولم يستطع التقدم العلمي أن يقهر هذه الصعوبات المناخية، وبالتالي لا يمكن تعمير هذه الجهات، لكن يصبح من المستطاع انشاء مراكز استقرار دائمة لأغراض خاصة، مثال ذلك إنشاء قواعد عسكرية، أو مراكز أبحاث قطبية.