أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014
2450
التاريخ: 21-10-2014
2953
التاريخ: 21-10-2014
2573
التاريخ: 21-10-2014
4885
|
وعطف البيان وهو تابع موضح أو مخصص جامد غير مؤول ش هذا الباب الثالث من أبواب التوابع والعطف في اللغة الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه وفي الاصطلاح ضربان عطف نسق وسيأتي و عطف بيان والكلام الآن فيه قولي تابع جنس يشمل التوابع الخمسة وقولي موضح أو مخصص مخرج للتأكيد ك جاء زيد نفسه ولعطف النسق ك جاء زيد وعمرو وللبدل كقولك أكلت الرغيف ثلثه وقولي جامد مخرج للنعت فإنه وإن كان موضحا في نحو جاء زيد التاجر ومخصصا في نحو جاءني رجل تاجر لكنه مشتق وقولي غير مؤول مخرج لما وقع من النعوت جامدا نحو مررت بزيد هذا و بقاع عرفج فإنه في تأويل المشتق ألا ترى أن المعنى مررت بزيد المشار إليه وبقاع خشن
ص297
فيوافق متبوعه ش أعني بهذا أن عطف البيان لكونه مفيدا فائدة النعت ومن إيضاح متبوعه وتخصيصه يلزمه من موافقة المتبوع في التنكير والتذكير والافراد وفروعهن ما يلزم من النعت ص كأقسم بالله أبو حفص عمر وهذا خاتم حديد ش أشرت بالمثالين إلى ما تضمنه الحد من كونه موضحا للمعارف ومخصصا للنكرات والمراد بأبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولك في نحو خاتم حديد ثلاثة أوجه الجر بالاضافة على معنى من والنصب على التمييز وقيل على الحال والإتباع فمن خرج النصب على التمييز قال إن التابع عطف بيان ومن خرجه على الحال قال إنه صفة والأول أولى لأنه جامد جمودا محضا فلا يحسن كونه حالا ولا صفة ومنع كثير من النحويين كون عطف البيان نكرة تابعا للنكرة والصحيح الجواز وقد خرج على ذلك قوله تعالى ويسقى من ماء صديد وقال الفارسي في قوله تعالى أو كفارة طعام مساكين يجوز في طعام أن يكون بيانا وان يكون بدلا ص ويعرب بدل كل من كل إن لم يمتنع إحلاله محل الأول كقوله أنا ابن التارك البكري بشر وقوله أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا ش كل اسم صح الحكم عليه بأنه عطف بيان مفيد للإيضاح أو للتخصيص
ص298
صح أن يحكم عليه بأنه بدل كل من كل مفيد لتقرير معنى الكلام وتوكيده لكونه على نية تكرار العامل واستثنى بعضهم من ذلك مسألة وبعضهم مسألتين وبعضهم أكثر من ذلك ويجمع الجميع قولي إن لم يمتنع إحلاله محل الأول وقد ذكرت لذلك مثالين أحدهما قول الشاعر أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
ص299
والثاني قول الآخر أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا أعيذكما بالله أن تحدثا حربا وبيان ذلك في البيت الأول أن قوله بشر عطف بيان على البكري
ص300
ص301
الكلام ثلاثة معان أحدها أن يكونا جائا معا والثاني أن يكون مجيئهما على الترتيب والثالث أن يكون على عكس الترتيب فإن فهم أحد الأمور بخصوصه فمن دليل آخر كما فهمت المعية في نحو قوله تعالى وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل وكما فهم الترتيب في قوله تعالى إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها وكما فيهم عكس الترتيب في قوله تعالى إخبارا عن منكري البعث ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ولو كانت للترتيب لكان اعترافا بالحياة بعد الموت وهذا الذي ذكرناه قول أكثر أهل العلم من النحاة وغيرهم وليس بإجماع كما قال السيرافي بل روي عن بعض الكوفيين أن الواو للترتيب وأنه أجاب عن هذه الآية بأن المراد يموت كبارنا وتولد صغارنا فنحيا وهي بعيد ومن أوضح ما يرد عليهم قول العرب اختصم زيد وعمرو وامتناعهم من أن يعطفوا في ذلك بالفاء أو بثم لكونها للترتيب فلو كانت الواو مثلهما لامتنع ذلك معها كما امتنع معهما ص والفاء للترتيب والتعقيب ش إذا قيل جاء زيد فعمرو فمعناه أن مجيء عمرو وقع بعد مجيء زيد من غبير مهلة فهي مفيدة لثلاثة أمور التشريك في الحكم ولم أنبه عليه لوضوحه والترتيب والتعقيب وتعقيب كل شيء بحسبه فإذا قلت دخلت البصرة فبغداد وكان بينهما ثلاثة أيام ودخلت بعد الثالث فذلك تعقيب في مثل هذا عادة فإذا دخلت بعد الرابع أو الخامس فليس بتعقيب ولم يجز الكلام
ص302
وللفاء معنى آخر وهو التسبب وذلك غالب في عطف الجمل نحو قولك سها فسجد و زنى فرجم و سرق فقطع وقوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ولدلالتها على ذلك استعيرت للربط في جواب الشرط نحو من يأتيني فإني أكرمه ولهذا إذا قيل من دخل داري فله درهم أفاد استحقاق الدرهم بالدخول ولو حذف الفاء احتمل ذلك واحتمل الاقرار بالدرهم له وقد تخلو الفاء العاطفة للجمل عن هذا المعنى كقوله تعالى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى وثم للترتيب والتراخي ش إذا قيل جاء زيد ثم عمرو فمعناه أن مجيء عمرو وقع بعد مجيء زيد بمهلة فهي مفيدة أيضا لثلاثة أمور التشريك في الحكم ولم أنبه عليه لوضوحه والترتيب والتراخي فأما قوله تعالى ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة فقيل التقدير خلقنا أباكم ثم صورنا أباكم فحذف المضاف منهما ص وحتى للغاية والتدريج ش معنى الغاية آخر الشيء ومعنى التدريج أن ما قبلها ينقضي شيئا فشيئا إلى أن يبلغ إلى الغاية وهو الاسم المعطوف ولذلك وجب أن يكون المعطوف بها جزءا من المعطوف عليه إما تحقيقا كقولك أكلت السمكة حتى رأسها أو تقديرا كقوله
ص303
ألقى الصحيفة كي يخفف رجله والزاد حتى نعله ألقاها فعطف نعله بحتى وليست جزءا مما قبلها تحقيقا لكنها جزء تقديرا لأن معنى الكلام ألقى ما يثقله حتى نعله ص لا للترتيب ش زعم بعضهم أن حتى تفيد الترتيب كما تفيده ثم والفاء وليس كذلك وإنما هي لمطلق الجمع كالواو ويشهد لذلك قوله عليه الصلاة و السلام كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس ولا ترتيب بين القضاء والقدر وإنما الترتيب في ظهور المقضيات والمقدرات
ص304
و أو لأحد الشيئين أو الأشياء مفيدة بعد الطلب التخيير أو الإباحة وبعد الخبر الشك أو التشكيك ش مثالها لأحد الشيئين قوله تعالى لبثنا يوما أو بعض يوم ولأحد الأشياء فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة ولكونها لأحد الشيئين أو الأشياء امتنع أن يقال سواء علي أقمت أو قعدت لأن سواء لا بد فيها من شيئين لأنك لا تقول سواء علي هذا الشيء ولها أربعة معان معنيان بعد الطلب وهما التخيير والإباحة و ومعنيان بعد الخبر وهما الشك والتشكيك فمثالها للتخيير تزوج هندا أو أختها وللإباحة جالس الحسن أو ابن سيرين والفرق بينهما أن التخيير يأبى جواز الجمع بين ما قبلها وما بعدها والإباحة لا تأباه ألا ترى أنه لا يجوز له أن يجمع بين تزوج هند وأختها وله أن يجالس الحسن وابن سيرين جميعا ومثالها للشك قولك جاء زيد أو عمرو إذا لم تعلم الجائي منهما ومثالها للتشكيك قولك جاء زيد أو عمرو إذا كنت عالما بالجائي منهما ولكنك أبهمت على المخاطب وأمثلة ذلك من التنزيل قوله تعالى فكفارته إطعام عشرة مساكين الآية فإنه لا يجوز له الجمع بين الجميع على اعتقاد أن الجميع هو الكفارة وقوله تعالى ليس عليم جناح أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم الآية
ص305
وقوله تعالى لبثنا يوما أو بعض يوم وقوله تعالى وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ص و أم لطلب التعيين بعد همزة داخلة على أحد المستويين ش تقول أزيد عندك أم عمرو إذا كنت قاطعا بأن أحدهما عنده ولكنك شككت في عينه ولهذا يكون الجواب بالتعيين لا ب نعم ولا ب لا وتسمى أم هذه معادلة لأنها عادلت الهمة في الاستفهام بها ألا ترى أنك أدخلت الهمزة على أحد الاسمين اللذين استوى الحكم في ظنك بالنسبة إليهما وأدخلت أم على الآخر ووسطت بينهما ما لا تشك فيه وهو قولك عندك وتسمى أيضا متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر ص وللرد عن الخطأ في الحكم لا بعد إيجاب و لكن و بل بعد نفي ولصرف الحكم إلى ما بعدها بل بعد إيجاب ش حاصل هذا الموضع أن بين لا و لكن و بل اشتراكا وافتراقا فأما اشتراكها فمن وجهين أحدهما أنها عاطفة والثاني أنها تقيد رد السامع عن الخطأ في الحكم إلى الصواب وأما افتراقها فمن وجهين أيضا أحدهما أن لا تكون لقصر القلب
ص306
وقصر الإفراد و بل و لكن إنما يكونان لقصر القلب فقط تقول جاءني زيد لا عمرو ردا على من اعتقد أن عمرا جاء دون زيد أو أنهما جاءاك معا وتقول ما جاءني زيد لكن عمرو أو بل عمرو ردا على من اعتقد العكس والثاني أن لا إنما يعطف بها بعد الإثبات و بل يعطف بها بعد النفي و لكن إنما يعطف بها بعد النفي ويكون معناها كما ذكرنا
ص307
ويعطف ببل بعد الإثبات ومعناها حينئذ إثبات الحكم لما بعدها وصرفه عما قبلها وتصييره كالمسكوت عنه من قبل أنه لا يحكم عليه بشيء وذلك كقولك جاءني زيد بل عمرو وقد تضمن سكوتي عن إما أنها غير عاطفة وهو الحق وبه قال الفارسي وقال الجرجاني عدها في حروف العطف سهو ظاهر ص والبدل وهو تابع مقصود بالحكم بلا واسطة وهو ستة بدل كل نحو مفازا حدائق وبعض نحو من استطاع واشتمال نحو قتال فيه وإضراب وغلط ونسيان نحو تصدقت بدرهم دينار بحسب قصد الأول والثاني أو الثاني وسبق اللسان أو الأول وتبين الخطأ
ص308
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|