المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مقاومة الأكاروسات لفعل المبيدات
7-7-2021
عدم وجوب الزكاة في الثمار والغلّات إلّا في التمر والزبيب والحنطة والشعير
29-11-2015
الإدارة المدينة في باكورة الأسرة الثامنة عشرة.
2024-05-28
The Arrow Notation in Mechanisms
8-7-2019
The Standard Model
6-11-2016
علم تاريخ
19-8-2020


خطبة الإمام بذي قار  
  
3883   02:07 مساءاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص72-75.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

خطب الإمام (عليه السلام) بذي قار خطابا بالغ الأهمّية عرض فيه الأحداث الرهيبة التي واجهها بعد وفاة أخيه وابن عمّه الرسول (صلى الله عليه واله) فقد جاء فيها بعد البسملة والثناء على الله تعالى : الحمد لله على كلّ أمر وحال في الغدوّ والآصال , وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله ابتعثه رحمة للعباد وحياة للبلاد حين امتلأت الأرض فتنة واضطرب حبلها وعبد الشّيطان في أكنافها واشتمل عدوّ الله إبليس على عقائد أهلها فكان محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب الّذي أطفأ الله به نيرانها وأحمد به شرارها ونزع به أوتادها وأقام به ميلها إمام الهدى والنّبيّ المصطفى (صلى الله عليه واله) فلقد صدع بما امر به وبلّغ رسالات ربّه فأصلح الله به ذات البين وأمّن به السّبل وحقن به الدّماء وألّف به بين ذوي الضّغائن الواغرة في الصّدور حتّى أتاه اليقين ثمّ قبضه الله إليه حميدا , ثمّ استخلف النّاس أبا بكر فلم يأل جهده , ثمّ استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده , ثمّ استخلف النّاس عثمان بن عفّان فنال منكم ونلتم منه حتّى إذا كان من أمره ما كان أتيتموني لتبايعوني فقلت : لا حاجة لي في ذلك ودخلت منزلي فاستخرجتموني فقبضت يدي فبسطتموها وتداككتم عليّ حتّى ظننت أنّكم قاتليّ أو أنّ بعضكم قاتل بعض فبايعتموني وأنا غير مسرور بذلك ولا جذل وقد علم الله سبحانه أنّي كنت كارها للحكومة بين أمّة محمّد (صلى الله عليه واله) ولقد سمعته يقول : ما من وال يلي شيئا من أمر أمّتي إلاّ أتي به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه على رؤوس الخلائق ثمّ ينشر كتابه فإن كان عادلا نجا وإن كان جائرا هوى حتّى اجتمع عليّ ملؤكم وبايعني طلحة والزّبير وأنا أعرف الغدر في أوجههما والنّكث في أعينهما ثمّ استأذناني في العمرة فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان فسارا إلى مكّة واستخفّا عائشة وخدعاها وشخص معهما أبناء الطّلقاء فقدموا البصرة فقتلوا بها المسلمين وفعلوا المنكر فيا عجبا لاستقامتهما لأبي بكر وعمر وبغيهما عليّ وهما يعلمان أنّي لست دون أحدهما ولو شئت أن أقول لقلت ؛ ولقد كان معاوية كتب إليهما من الشّام كتابا يخدعهما فيه فكتماه عنّي وخرجا يوهمان الطّغام أنّهما يطلبان بدم عثمان والله! ما أنكرا عليّ منكرا ولا جعلا بيني وبينهم نصفا وإنّ دم عثمان لمعصوب بهما ومطلوب منهما .يا خيبة الدّاعي إلى ما دعا وبما ذا أجيب!! والله! إنّهما لعلى ضلالة صمّاء وجهالة عمياء وإنّ الشّيطان قد ذمر لهما حزبه واستجلب منهما خيله ورجله ليعيد الجور إلى أوطانه ويردّ الباطل إلى نصابه ؛ ثمّ رفع الإمام (عليه السلام) يديه وقال : اللهمّ إنّ طلحة والزّبير قطعاني وظلماني وألّبا عليّ ونكثا بيعتي فاحلل ما عقدا وانكث ما أبرما ولا تغفر لهما أبدا وأرهما المساءة فيما عملا وأمّلا .

وانبرى الزعيم المجاهد مالك الأشتر فقال للإمام : خفّض عليك يا أمير المؤمنين! فو الله! ما أمر طلحة والزبير علينا بمحيل لقد دخلا في هذا الأمر اختيارا ثمّ فارقانا على غير جور عملناه ولا حدث في الإسلام أحدثناه ثمّ أقبلا بنار الفتنة علينا تائهين جائرين ليس معهما حجّة ترى ولا أثر يعرف قد لبسا العار وتوجّها نحو الديار فإن زعما أنّ عثمان قتل مظلوما فليستقد منهما آل عثمان فاشهد أنّهما قتلاه واشهد الله يا أمير المؤمنين! لئن لم يدخلا فيما خرجا منه ولم يرجعا إلى طاعتك وما كانا عليه لنلحقنّهما بابن عفّان .

عرض الإمام (عليه السلام) في خطابه الرائع إلى الأمور التالية :

1- تحدّث الإمام (عليه السلام) عن البعثة النبوية التي هي أعظم حدث تاريخي في العالم فقد غيّر النبيّ (صلى الله عليه واله) مجرى التأريخ وطوّر الحياة العامّة من واقعها البائس القاتم إلى عالم مشرق بالحضارة والنور فألّف ما بين القلوب المتنافرة وجمع الكلمة وأقام صروح الفضيلة في الأرض.

2- حكى خطاب الإمام ما عاناه من الخطوب والكوارث بعد وفاة أخيه وابن عمّه الرسول (صلى الله عليه واله) فقد دفع عن حقّه وتجاهل القوم مكانته من رسول الله (صلى الله عليه واله) وعظيم جهاده وما أسداه على الأمّة من عوائد لا تنسى فقد عمد القوم إلى جحد فضائله والغضّ من شأنه ومعاملته معاملة عادية وقد عرضنا إلى ذلك في بعض بحوث هذا الكتاب.

3 - عرض الإمام (عليه السلام) إلى حكومة عثمان بن عفّان عميد الأسرة الأموية وما قام به من أحداث مؤسفة أدّت إلى سخط المسلمين وقيامهم بقتله وإسقاط حكومته.

4 - أعرب الإمام (عليه السلام) عن تدافع الجماهير على مبايعته بعد مقتل عثمان وامتناعه من إجابتهم لأنّه كان كارها للحكم وذلك لما يترتّب عليه من المسئوليات أمام الله تعالى وبالإضافة لذلك فقد خاف من قتل المسلمين بعضهم لبعض إن لم يستجب لهم ويتولّى شؤونهم فقبل ببيعتهم له على كراهية منه لخلافتهم.

5 - تناول الإمام في خطابه تمرّد طلحة والزبير على حكومته فقد بايعاه أمام ملأ من الناس ثمّ نكثا بيعتهما وخرجا إلى مكّة يريدان الغدرة لا العمرة كما يقول الإمام (عليه السلام) وقد خفّا إلى عائشة فوجدا عندها تجاوبا فكريا معهما فانضمّت إليهما كما انضمّ إليهما أبناء الطلقاء من الأمويّين وآل بني معيط وغيرهما من الأسر القرشية الذين حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) وجهدوا على إطفاء نور الإسلام هؤلاء جميعا خلعوا طاعة الإمام (عليه السلام) وأعلنوا العصيان المسلّح على حكومته واتّخذوا دم عثمان بن عفّان شعارا لهم ومعظهم قد شاركوا في إراقة دمه وليس للإمام (عليه السلام) أي ضلع في الإجهاز عليه وقد فتحوا باب الحرب على الإمام فاحتلّوا البصرة وأراقوا دماء المسلمين بغير حقّ هذا بعض ما حفل به خطاب الإمام من بنود.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.