المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



دعاؤه (عليه السلام) في التذلّل أمام الله و التضرّع إلى الله  
  
6717   03:02 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص53-57.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 2792
التاريخ: 21-4-2016 4236
التاريخ: 13-4-2016 2788
التاريخ: 13-4-2016 3131

من أدعية أمير المؤمنين (عليه السلام) في التضرّع إلى الله تعالى هذا الدعاء الجليل :

اللهمّ يا من برحمته يستغيث المذنبون ويا من إلى إحسانه يفزع المضطرّون ويا من لخيفته ينتحب الخاطئون يا انس كلّ مستوحش غريب يا فرج كلّ مكروب حريب  يا عون كلّ مخذول فريد يا عاضد كلّ محتاج طريد أنت الّذي وسعت كلّ شيء رحمة وعلما وأنت الّذي جعلت لكل مخلوق في نعمتك سهما وأنت الّذي عفوه أعلى من عقابه وأنت الّذي رحمته أمام غضبه وأنت الّذي إعطاؤه أكبر من منعه وأنت الّذي وسع الخلائق كلّهم بعفوه وأنت الّذي لا يرغب في غنى من أعطاه وأنت الّذي لا يفرّط  في عقاب من عصاه ...

وحكت هذه الكلمات عظمة الخالق العظيم الذي إليه يلجأ كلّ مكروب ويستغيث به كلّ محروم والذي وسعت رحمته كلّ شيء وعمّت ألطافه جميع الكائنات والمخلوقات ويستمرّ الإمام في دعائه قائلا :

وأنا يا سيّدي عبدك الّذي أمرته بالدّعاء فقال : لبّيك وسعديك ، وأنا يا سيّدي عبدك الّذي أوقرت الخطايا ظهره وأنا الّذي أفنت الذّنوب عمره وأنا الّذي بجهله عصاك ولم يكن أهلا منه لذلك فهل أنت يا مولاي راحم من دعاك فأجتهد في الدّعاء أم أنت غافر لمن بكى لك فأسرع في البكاء أم أنت متجاوز عمّن عفّر لك وجهه متذلّلا أم أنت مغن من شكا إليك فقره متوكّلا , اللهمّ فلا تخيّب من لا يجد معطيا غيرك ولا تخذل من لا يستغني عنك بأحد دونك , اللهمّ لا تعرض عنّي وقد أقبلت عليك ولا تحرمني وقد رغبت إليك ولا تجبهني بالرّدّ وقد انتصبت بين يديك أنت الّذي وصفت نفسك بالرّحمة وأنت الّذي سمّيت نفسك بالعفوّ فارحمني واعف عنّي فقد ترى يا سيّدي فيض دموعي من خيفتك ووجيب قلبي من خشيتك وانتفاض جوارحي من هيبتك ؛ كلّ ذلك حياء منك بسوء عملي وخجلا منك لكثرة ذنوبي قد كلّ لساني عن مناجاتك وخمد صوتي عن الدّعاء إليك ...

وحكت هذه الفقرات مدى تضرّع الإمام (عليه السلام) وتذلّله أمام الله تعالى وخوفه منه وشدّة فزعه من عقابه والتجاءه إليه في جميع أموره ؛ ويستمرّ الإمام قائلا :

يا إلهي فكم من عيب سترته عليّ فلم تفضحني وكم من ذنب غطّيت عليه فلم تشهّر بي وكم من عائبة ألممت بها فلم تهتك عنّي سترها ولم تقلّدني مكروه شنارها ولم تبد عليّ محرّمات سوآتها فمن يلتمس معايبي من جيرتي وحسدة نعمتك عندي ثمّ لم ينهني ذلك حتّى صرت إلى أسوإ ما عهدت منّي فمن أجهل منّي يا سيّدي برشدك ومن أغفل منّي عن حظّه منك ، ومن أبعد منّي من استصلاح نفسه حين أنفقت ما أجريت عليّ من رزقك فيما نهيتني عنه من معصيتك ومن أبعد غورا في الباطل وأشدّ إقداما على السّوء منّي ؛ حين أقف بين دعوتك ودعوة الشّيطان فأتّبع دعوته على غير عمى عن المعرفة به ولا نسيان من حفظي له وأنا موقن أنّ منتهى دعوتك الجنّة ومنتهى دعوته النّار ...

ذكرت هذه الفقرات ألطاف الله تعالى وعظيم نعمه على الإمام بل على جميع العباد فقد عمّتهم رحمته ورأفته وستره فيما يقترفون من مساوئ الأعمال التي يدفعهم إليها عدوّهم الألدّ الشيطان. ومن بنود هذا الدعاء الشريف قوله (عليه السلام) :

سبحانك فما أعجب ما أشهد به على نفسي وأعدّده من مكنون أمري وأعجب من ذلك أناتك عنّي وإبطاؤك عن معاجلتي وليس ذلك من كرمي عليك بل تأتّيا منك بي وتفضّلا منك عليّ لأن أرتدع عن خطيئتي ولأنّ عفوك أحبّ إليك من عقوبتي بل أنا يا إلهي أكثر ذنوبا وأقبح آثارا وأشنع أفعالا وأشدّ في الباطل تهوّرا وأضعف عند طاعتك تيقّظا وأغفل لوعيدك انتباها من أن احصي لك عيوبي وأقدر على تعديد ذنوبي وإنّما أوبّخ بهذا نفسي طمعا في رأفتك الّتي بها إصلاح أمر المذنبين ورجاء لعصمتك الّتي بها فكاك رقاب الخاطئين , اللهمّ وهذه رقبتي قد أرّقتها الذّنوب فأعتقها بعفوك وقد أثقلتها الخطايا فخفّف عنها بمنّك ,اللهمّ إنّي لو بكيت حتّى تسقط أشفار عينيّ وانتحبت حتّى ينقطع صوتي وقمت لك حتّى تنتشر قدماي وركعت لك حتّى ينجذع صلبي وسجدت لك حتّى تتفقّأ حدقتاي وأكلت التّراب طول عمري وشربت ماء الرّماد آخر دهري وذكرتك في خلال ذلك حتّى يكلّ لساني ثمّ لم أرفع طرفي إلى آفاق السّماء استحياء منك لما استوجبت بذلك محو سيّئة واحدة من سيّئاتي فإن كنت تغفر لي حين أستوجب مغفرتك وتعفو عنّي حين أستحقّ عفوك فإنّ ذلك غير واجب لي بالاستحقاق ولا أنا أهل له على الاستيجاب ؛ إذ كان جزائي منك من أوّل ما عصيتك النّار فإن تعذّبني فإنّك غير ظالم ...

وحوى هذا المقطع من دعاء الإمام (عليه السلام) تذلّله وخوفه وخشيته من الله تعالى وأنّه أهل لأن لان يتّقى من عذابه ؛ والفصل الأخير من هذا الدعاء قوله (عليه السلام) :

إلهي فإن تغمّدتني بسترك فلم تفضحني وأمهلتني بكرمك فلم تعاجلني وحلمت عنّي بتفضّلك فلم تغيّر نعمك عليّ ولم تكدّر معروفك عندي فارحم طول تضرّعي وشدّة مسكنتي وسوء موقفي ؛ اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وأنقذني من المعاصي واستعملني بالطّاعة وارزقني حسن الإنابة وطهّرني بالتّوبة وأيّدني بالعصمة واستصلحني بالعافية وارزقني حلاوة المغفرة واجعلني طليق عفوك واكتب لي أمانا من سخطك وبشّرني بذلك في العاجل دون الآجل بشرى أعرفها وعرّفني له علامة أتبيّنها إنّ ذلك لا يضيق عليك في وجدك ولا يتكاءدك في قدرتك وأنت على كلّ شيء قدير .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.