المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجُبن والشجاعة
2024-12-19
طرق علاج التعصّب والعناد
2024-12-19
التقليد البنّاء والأعمى في التعصب
2024-12-19
التعصّب الإيجابي والسلبي
2024-12-19
الآثار السلبية للتعصّب والعناد
2024-12-19
مفهوم التعصّب ودوافعه
2024-12-19



مراقبة قضاء الأوقات  
  
2083   12:58 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص204ـ205
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-3-2022 2221
التاريخ: 2-9-2016 2128
التاريخ: 19-4-2016 5068
التاريخ: 1-12-2016 2795

يبدو ان مرحلة الطفولة مصحوبة بإتلاف الوقت والعمر بل يتمتع الطفل بمهارة عالية في هذا المجال.

إنه يملأ أوقاته في الليل والنهار بشكل ما.. سواء بالتكلم أو بالضحك أو البكاء أو اللعب أو الركض أو النوم أو...

بل يحصل أحياناً أنه يركض في الزقاق أو الشارع من غير أن يكون له هدف معين أو قصد يعتد به وقد يحدث ان يجلس لساعات ليشاهد ظاهرة ما وهو ما لا يروق لنا. يعمد أحياناً الى خلق تسلية لنفسه فمثلاً يضع إصبعه في ثقب ليرى ماذا يحصل؟! ويقدم على القيام بشيء ما ليعرف النتائج ثم يسرق ما في يد طفل آخر ليسمع صراخه وآهاته ويراه وهو يتألم.. المهم مراقبته لئلا يوقع نفسه في الخطر.

ـ الوحدة وعزلة الطفل :

 تظهر للأطفال وخاصة من هم في السادسة من العمر حالة من الوحدة والعزلة التي تبلغ ذروتها في مرحلة الحداثة والبلوغ.

فهؤلاء يحبون ان يقضوا أوقاتاً من ليلهم وحيدين يختلون بأنفسهم بعيداً عن الآخرين؛ يسلون انفسهم في هذه الدقائق بعالمهم الداخلي ويهدّئون نفسوهم بتذكر الآلام التي عانوا منها طوال اليوم.

الحقيقة هي ان الطفل يستشعر وبمقدار نموه الآلام الناجمة من الإخفاقات وحالات الحرمان التي واجهها في مسيرة حياته وهي مما تولد الضغط عليه وتجعله في دوامة من العذاب. لهذا فهو يحب ان يختلي بنفسه ساعة من الزمن ويسلي نفسه من خلال التفكير أو البكاء أو التحدث الى نفسه ويرفه عنها.

ـ ضرورة الخلوة :

تعد هذه الخلوة والوحدة ضرورية لتسكين الحالات النفسية للطفل شريطة ان لا تصل حد الإفراط، علماً أنه لا ينبغي مزاحمته وكسر خلوته لأنها تورثه الهدوء وتمنحه مقاومة جديدة في مقابل الصعاب.

عندما تحيط الضغوط بالطفل من كل صوب وتجعل حياته مرة المذاق فمن الأفضل ان يحصل على دعة وهدوء يشعر فيه بالاستقرار وإلا صعبت عليه الحياة فلا يستطيع الاهتمام بالعمل أو اللعب أو الدرس أو يفقد القدرة على الدفاع عن شخصيته.

اما النقطة التي يجدر بالوالدين الالتفات إليها هنا فهي ان يخضعا خلوة وانعزال الطفل وبصورة غير مباشرة ودون ان يعلم الى المراقبة والإشراف تحسباً من ان يخلق لنفسه وللآخرين المتاعب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.