أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
2130
التاريخ: 11-7-2016
1445
التاريخ: 7-10-2014
2169
التاريخ: 20-10-2015
42580
|
فكأن القلب كائن حي مستقل ، له مثل ما للجسم من عقل وحواس ؛ فأما عقله فهو (اللب) وأما أذنه وعينه فهي الحواس الباطنة ، ونسمي مجموع تلك الطاقات المعنوية التي للقلب (الفؤاد).
وهناك عدة أحاديث تؤكد هذا الدور البالغ للقلب ، وأن له حواس كاملة ، منها :
◄ يقول النبي (صلى الله عليه وآله) : ما من عبد الا وفي وجهه عينان يبصر بهما أمر الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة. فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه ، فأبصر بهما ما وعده بالغيب ، فآمن بالغيب على الغيب (1) .
◄ ويقول الصادق (عليه السلام) : إن لك قلبا ومسامع، وان الله اذا اراد أن يهدي عبدا فتح مسامع قلبه ، واذا اراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه ، فلا يصلح ابدآ، وهو قول الله عز وجل : { أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد: 24] (2) .
ومن تفاعل الفؤاد مع القوى النفسية الاخرى ، نحصل على الانسان المؤمن، آو الانسان الكافر.
فالكافر له عقل دماغي وعينان وآذنان في رأسه ، وهى سليمه في عملها وفى انطباع المعلومات الحسيه فها ، لكن انقطاع الصلة بينها وبين القلب الواعي (الفؤاد) يجعلها كآنها غير موجوده . يقول تعالى : {وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا } [الأعراف : 179]
وذلك عند نشوء الغشاوات حول القلب التي تعيق الصلة بين العقل واللب ، فلا تعود المدركات العقلية او تصل الى القلب، آو تصل بشكل مشوه. فيكون المرض في القلب والفؤاد، وليس في العقل والحواس. يقول تعالى :
{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة : 10].
ويقول الامام على (عليه السلام) : " من عشق شيئا اعشى بصره ، وامرض قلبه . فهو ينظر بعين غير صحيحه ، ويسمع بآذن غير سمعيه. قد خرقت الشهوات عقله ، واماتت الدنيا قلبه " (3) .
فالعقل الحقيقي هو في القلب ، وكذلك السمع والبصر، ولذلك قال تعالى : {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } [الحج : 46] .
وحتى لا يظن احد آن المقصود بالقلب هو العقل الدماغي - ادعى البعض - فان الله قد قرن القلوب المعنوية بالصدور، فمنع اي اختلاط بين العقل الذي في الدماغ ، والفؤاد الذي في الصدر . فقال سبحانه :
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج : 46] .
فإبصار العين سليم ليس فيه عجز أو عمى، ولكن آثاره لا تصل إلى القلب الذي هو مركز الوعي والفهم والحكم ، فالعمى في القلب وحواسه الباطنة ، وليس في العقل وحواسه الطاهرة .
______________________
1. كنز العمال ، خ 3043.
2. بحار الانوار ، ج ٥ ص ٢٠٣ طبعة دار الكتب الإسلامية بطهران .
3. نهج البلاغة ، خطبة 109 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|