المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التعاون في أعمال الخير
5-10-2014
وفاء الامام الحسن لشروط الصلح
13-4-2021
Topologically Transitive
29-7-2021
منهج تفسير القرآن بالقرآن
2024-09-15
قبر الموظف بنحت.
2024-05-16
WAVE PULSES
2-12-2020


مناجاته في البيت الحرام  
  
18966   04:05 مساءاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص236-241.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016 3437
التاريخ: 20/10/2022 1134
التاريخ: 12-4-2016 5298
التاريخ: 13-4-2016 9868

أثرت عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) مناجاة كثيرة في بيت اللّه الحرام كان يناجي بها ربه في غلس الليل البهيم و من بينها ما يلي:

1- روى محمد بن أبي حمزة قال: رأيت علي بن الحسين (عليه السلام)  في فناء الكعبة و هو يصلي فأطال القيام حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى و مرة على رجله اليسرى ثم سمعته بصوت عال كأنه باك و هو يناجي ربه قائلا : يا سيدي تعذبني و حبك في قلبي؟!! أما و عزتك لتجمعن بيني و بين قوم طالما عاديتهم فيك .

و في هذه المناجاة القصيرة أعرب الإمام (عليه السلام) عن مدى انقطاعه و تضرعه الى اللّه طالبا منه أن يمنحه العفو و الرضوان.

2- روى الأصمعي قال: كنت أطوف حول الكعبة فإذا شاب متعلق بأستار الكعبة و هو يقول بنبرات حزينة تأخذ بمجامع القلوب: نامت العيون و علت النجوم و أنت الملك الحي القيوم غلقت الملوك ابوابها و أقامت عليها حراسها و بابك مفتوح للسائلين جئتك لتنظر إلي برحمتك يا أرحم الراحمين .

ثم أنشأ يقول:

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم‏                 يا كاشف الضر و البلوى مع السقم‏

قد نام وفدك حول البيت قاطبة             و أنت وحدك يا قيوم لم تنم‏

ادعوك رب دعاء قد أمرت به‏             فارحم بكائي بحق البيت و الحرم‏

إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف‏                  فمن يجود على العاصين بالنعم‏

قال الأصمعي: فاقتفيت أثره فإذا هو زين العابدين‏ فوقعت عليه و قلت له: أنت علي بن الحسين أبوك شهيد كربلاء وجدك علي المرتضى و أمك فاطمة الزهراء وجدتك خديجة الكبرى وجدك الأعلى محمد المصطفى و أنت تقول: مثل هذا القول؟ .

فأجابه الإمام برفق و لطف: أ لم تقرأ قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]‏ أ لم تسمع قول جدي: خلقت الجنة للمطيع و إن كان حبشيا و خلقت النار للعاصي و إن كان قرشيا .

لقد تعلق هذا الإمام العظيم باللّه تعالى و انقطع إليه و قد أطاعه و عبده عن معرفة و إيمان و إخلاص.

3- روى طاوس اليماني قال: مررت بالحجر فإذا بشخص راكع و ساجد تأملته فإذا هو علي بن الحسين فقلت: في نفسي رجل صالح من‏ أهل بيت النبوة و اللّه لأغتنمن دعاءه فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته فرفع بطن كفيه و جعل يخاطب اللّه قائلا:

 إلهي سيدي سيدي هاتان يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءتين و عيناي بالرجاء ممدودتين و حق من دعاك بالندم تذللا أن تجيبه بالكرم تفضلا.

سيدي من أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي؟ أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي؟

سيدي أ لضرب المقامع خلقت اعضائي؟ أم لشرب الحميم خلقت امعائي؟

سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين من مولاه لكني أعلم أني لا أفوتك.

سيدي لو أن عذابي مما يزيد في ملكك سألتك الصبر عليه غير أني اعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين و لا ينقص منه معصية العاصين.

سيدي ها أنا و ما خطري؟ هب لي بفضلك و جللني بسترك و اعف عن توبيخي بكرم وجهك.

إلهي و سيدي ارحمني مصروعا على الفراش تقلبني أيدي أحبتي و ارحمني مصروعا على المغتسل يغسلني صالح حيرتي و ارحمني محمولا قد تناول الأقرباء اطراف جنازتي و ارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي و غربتي ؛ و لما سمع طاوس هذه المناجاة الحزينة التي تفزع منها النفوس و تضطرب منها القلوب لم يملك نفسه ان بكى فالتفت إليه الإمام قائلا: يا يماني ما يبكيك؟ أو ليس هذا مقام المذنبين؟ , و انبرى طاوس بخضوع و إكبار للإمام قائلا: حق على اللّه أن لا يردك .

لقد سمت روح الإمام (عليه السلام) إلى الملأ الأعلى و تعلقت به و انقطعت إليه

4- و نقل الرواة عن الحسن البصري أنه رأى الإمام في الكعبة و هو يتضرع إلى اللّه و يدعوه منيبا فدنا منه فسمعه ينشد هذه الأبيات الرقيقة:

الا أيها المأمول في كل حاجة              شكوت إليك الضر فارحم شكايتي‏

ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي‏            فهب لي ذنوبي كلها و اقض حاجتي‏

و إن إليك القصد في كل مطلب‏            و أنت غياث الطالبين و غايتي‏

أتيت بأفعال قباح ردية            فما في الورى خلق جنى كجنايتي‏

فزادي قليل لا أراه مبلغي‏                  أ للزاد ابكي أم لبعد مسافتي‏

أ تجمعني و الظالمين مواقف‏              فأين طوافي ثم أين زيارتي‏

أ تحرقني بالنار يا غاية المنى‏              فأين رجائي ثم أين مخافتي‏

فيا سيدي فامنن علي بتوبة                فانك رب عالم بمقالتي  

و أثر ذلك تأثيرا بالغا في نفس الحسن البصري فاندفع يقبل رجلي الإمام و هو يقول له:  يا سلالة النبوة ما هذه المناجاة و البكاء و أنت من أهل بيت النبوة؟ قال اللّه: {لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]

فانبرى الإمام يبين له واقع الإسلام الذي تبنى الأعمال الصالحة و لا يقيم وزنا للأنساب قائلا:  دع هذا خلقت الجنة لمن اطاع اللّه و لو كان عبدا حبشيا و خلقت النار لمن عصاه و لو كان حرا قرشيا و قال (صلى الله عليه و آله): ايتوني بأعمالكم لا بأنسابكم , و استبعد بعض المؤلفين صحة هذه الرواية و ذلك لاشتمالها على تلك الأبيات و هي ركيكة بالإضافة إلى تقبيل الحسن البصري لرجلي‏ الإمام و هو لا يليق بمكانة البصري و لا يرضى بذلك الإمام‏ و هذه المناقشة واهية و ذلك لما يلي:

أولا: إن الإمام (عليه السلام) أنشد هذه الأبيات و لا يعلم أنها من نظمه.

ثانيا: انا لا نعرف الوجه في ركاكة هذه الأبيات و ضعفها فإنها من الرقة و الجودة بمكان.

ثالثا: أن تقبيل الحسن البصري ليس اهانة له و إنما هو شرف و فخر له فإن الإمام بقية اللّه في أرضه و سيد العترة الطاهرة في عصره و فلذة من كبد رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) و البصري أعرف بمكانته من هذا المؤلف.

5- و من مناجاته للّه في البيت الحرام ما رواه طاوس الفقيه قال: رأيت علي بن الحسين يطوف من العشاء إلى السحر و يتعبد فإذا لم ير أحدا رمق السماء بطرفه و قال: إلهي غارت نجوم سماوتك و هجعت عيون أنامك و أبوابك مفتحات للسائلين جئتك لتغفر لي و ترحمني و تريني وجه جدي محمد (صلى الله عليه و آله) في عرصات القيامة .

ثم بكى و خاطب اللّه تعالى قائلا: أما و عزتك و جلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك و ما عصيتك إذ عصيتك و أنا بك شاك و لا بنكالك جاهل و لا لعقوبتك متعرض و لكن سولت لي نفسي و اعانني على ذلك سترك المرخي به علي فأنا الآن من عذابك من يستنقذني و بحبل من اعتصم إن قطعت حبلك عني فوا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين جوزوا و للمثقلين حطوا أ مع المخفين أجوز؟ أم مع المثقلين احط؟ و يلي كلما طال عمري كثرت خطاياي و لم أتب أ ما آن لي ان استحي من ربي , و انفجر بالبكاء و أنشأ يقول:

أ تحرقني بالنار يا غاية المنى‏              فأين رجائي ثم أين محبتي‏

            اتيت بأعمال قباح ردية                   و ما في الورى خلق جنى كجنايتي‏      

سبحانك تعصى كأنك لا ترى و تحلم كأنك لم تعص تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة إليهم و أنت يا سيدي الغني عنهم , ثم خر إلى الأرض ساجدا فدنوت منه و رفعت رأسه و وضعته في حجري فوقعت قطرات من دموعي على خده الشريف فاستوى جالسا و قال بصوت خافت: من هذا الذي اشغلني عن ذكر ربي؟ .

فأجابه طاوس بخضوع و إجلال: أنا طاوس يا ابن رسول اللّه ما هذا الجزع و الفزع؟ و نحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا؟ و نحن عاصون جانون أبوك الحسين بن علي و أمك فاطمة الزهراء وجدك رسول اللّه , و لم يحفل الإمام بالنسب الوضاح الذي حظي به فانبرى قائلا: هيهات هيهات يا طاوس دع عنك حديث أبي و أمي وجدي خلق اللّه الجنة لمن أطاعه و أحسن و لو كان عبدا حبشيا و خلق النار لمن عصاه و لو كان سيدا قرشيا أ ما سمعت قوله تعالى: {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ‏} و اللّه لا ينفعك غدا إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح .

6- و من مناجاته (عليه السلام) في بيت اللّه الحرام ما رواه طاوس قال: دخلت الحجر- يعني حجر اسماعيل- في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل فقام يصلي ما شاء اللّه ثم سجد سجدة فأطالها فقلت: رجل صالح من بيت النبوة لأصغين إليه فسمعته يقول: عبدك بفنائك مسكينك بفنائك سائلك بفنائك فقيرك بفنائك , و حفظ طاوس هذه المناجاة القصيرة التي عبرت عن نكران الذات و الاعتراف بالعبودية المطلقة للّه فكان يدعو بها عند الحاجة و ان اللّه يكشف ما المّ به كما حدث بذلك‏ .

هذه بعض مناجاة الإمام في بيت اللّه الحرام و هي تكشف عن عظيم انابته و اتصاله باللّه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.