المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الأصلي للرز وانتشاره
2024-12-19
الأنبياء والحجج لا يقتلهم إلا أولاد البغايا
2024-12-19
الأزواج الثمانية التي حملها نوح معه في السفينة
2024-12-19
التهاب القصبات الهوائية ( Bronchitis )
2024-12-19
اصل خلقة ابليس
2024-12-19
اشد الكرم اكرام الزوجة
2024-12-19

المرحلة الثانية للولد (7 - 14 سنة)
2023-08-03
عند ادخال الماشية الأجنبية الى مصر يجب مراعاة بعض الامور
4-2-2022
عوامل توطن الصناعة
2024-10-19
ظاهرة التطريد في النحل
18-3-2022
استخدام نبضة الساعة مع النطاطات Clocked Flip-Flops
2023-08-16
البوتاسيوم
17-4-2018


دعاؤه في السحر  
  
7056   10:49 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص212-215.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يناجي ربه و يدعوه بتضرع و إخلاص في سحر كل ليلة من ليالي شهر رمضان بالدعاء الجليل الذي عرف بدعاء أبي حمزة الثمالي لأنه هو الذي رواه عنه و هو من غرر أدعية أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لأنه يمثل مدى الانابة و الانقطاع إلى اللّه كما أن فيه من المواعظ ما يوجب صرف النفس عن غرورها و شهواتها و بالإضافة إلى ذلك فقد امتاز بجمال الأسلوب و روعة البيان و بلاغة العرض و فيه من التذلل و الخشوع و الخضوع أمام اللّه تعالى ما لا يوجد في بقية الأدعية و نقتطف بعض القطع المضيئة منه دون أن نذكره بأسره و ذلك لذيوعه و انتشاره في كتب الأدعية التي هي بمتناول الكثيرين من القراء , و قبل أن نذكر بعض فقرات هذا الدعاء نود أن نبين أنه قد احتل مكانة مهمة في نفوس الأخيار و الصلحاء من المسلمين فقد عكفوا على الدعاء به في سحر كل ليلة من ليالي رمضان كما قد رأيت بعض المؤمنين قد حفظه و يدعو به و فيما يلي بعض فقراته:

 الهي لا تؤدبني بعقوبتك و لا تمكر بي في حيلتك من أين لي الخير يا رب و لا يوجد إلا من عندك و من أين لي النجاة و لا تستطاع إلا بك لا الذي احسن استغنى عن عونك و رحمتك و لا الذي أساء و اجترأ عليك و لم يرضك خرج عن قدرتك يا رب بك عرفتك و أنت دللتني عليك و دعوتني إليك و لو لا أنت لم أدر ما أنت .

أ رأيتم راهب أهل البيت كيف يناجي ربه و يتضرع إليه يحاججه بهذا الأسلوب الذي ينبض بواقع الإيمان و المعرفة , و لنستمع إلى قطعة اخرى من هذا الدعاء الشريف :

 يا حبيب من تحبب إليك و يا قرة عين من لاذ بك و انقطع إليك أنت المحسن و نحن المسيئون فتجاوز يا رب عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك و أي جهل يا رب لا يسعه جودك؟ و أي زمان أطول من أناتك؟ و ما قدر اعمالنا في جنب نعمك و كيف نستكثر أعمالا نقابل بها كرمك بل كيف يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمتك يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة فوعزتك لو نهرتني ما برحت من بابك و لا كففت عن تملقك لما انتهى إلي من المعرفة بجودك و كرمك .

و هكذا يستمر الإمام (عليه السلام) في تملقه و تضرعه إلى الخالق العظيم طالبا منه المغفرة و الرضوان و اسمعوه كيف يقول:

 اللهم اني كلما قلت قد تهيأت و تعبّأت و قمت للصلاة بين يديك و ناجيتك القيت علي نعاسا إذا أنا صليت و سلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت , مالي كلما قلت: قد صلحت سريرتي و قرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي و حالت بيني و بين خدمتك سيدي: لعلك عن بابك طردتني و عن خدمتك نحيتني أو لعلك رأيتني مستخفا بحرمتك فاقصيتني أو لعلك رأيتني معرضا عنك فقليتني أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك ايستني أو لعلك رأيتني الف مجالس البطالين فبيني و بينهم خليتني أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني أو لعلك بجرمي و جريرتي كافيتني أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني فإن عفوت يا رب فطالما عفوت عن المذنبين قبلي لأن كرمك أي رب يجل عن مكافأة المقصرين .

و عرض الإمام (عليه السلام) إلى الأمور التي تحجب الإنسان من الاقبال على اللّه في حال صلاته و مناجاته و هذه بعضها:

1- الاستخفاف بحقوق اللّه و ذلك بأن يستهين بها.

2- الاعراض عن اللّه.

3- عدم اجتناب الكذب الذي هو مجمع الرذائل و الموبقات.

4- عدم شكر النعم التي أنعم اللّه بها على العبد.

5- عدم مجالسة العلماء الواقعيين الذين يذكرون الناس الدار الآخرة و يحثونهم على فعل الخيرات.

6- الغفلة عن ذكر اللّه و الغفلة عن ذكر الموت فإنهما يجران الإنسان إلى الشقوة و الهلاك.

7- مجالسة البطالين الذين يقضون أوقاتهم باللهو و يضيعون أعمارهم في توافه الأمور فإن مجالستهم مما توجب الانصراف عن اللّه.

هذه بعض الأمور التي تحجب التوفيق من الاتصال باللّه و تصده عن فعل الخير أعاذنا اللّه منها و لنستمع إلى فصل آخر من فصول هذا الدعاء:

 الهي و سيدي و عزتك و جلالك لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك و لئن طالبتني بلؤمي لأطالبنك بكرمك و لئن ادخلتني النار لأخبرن أهل النار بحبي لك الهي و سيدي إن كنت لا تغفر إلا لأوليائك و أهل طاعتك فإلى من يفزع المذنبون و إن كنت لا تكرم إلا أهل الوفاء بك فبمن يستغيث المسيئون الهي إن ادخلتني النار ففي ذلك سرور عدوك و إن ادخلتني الجنة ففي ذلك سرور نبيك و أنا و اللّه أعلم أن سرور نبيك أحب إليك من سرور عدوك .

لقد استعطف سيد المتقين و إمام العارفين (عليه السلام) الخالق العظيم الذي وسعت رحمته كل شي‏ء طالبا منه المغفرة و الرضوان للمذنبين و المقصرين من عباده فإن فيضه وجوده لا يقتصر على المؤمنين و المطيعين و إنما هو شامل لجميع عباده , و بهذه اللقطات اليسيرة ينتهي بنا الحديث عن دعاء الإمام في سحر كل ليلة من ليالي رمضان المبارك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.