المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Sulfur Hydrogen Compounds
23-2-2019
انواع الشبيكات: شبيكات براﭬيه  Bravais Lattices
2023-09-17
المحكمة التي تجري اعادة المحاكمة في القانون اللبناني
22-3-2022
Alfreds Arnolds Adolfs Meders
11-4-2017
Alveolar
21-7-2022
وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا
6-11-2014


رواياته عن أمير المؤمنين‏ علي بن ابي طالب  
  
3766   03:18 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص19-26.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

روى الإمام زين العابدين (عليه السلام) طائفة مشرقة من حكم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد عالج فيها الكثير من القضايا الاجتماعية كما روى طائفة من خطبه و مواعظه و في ما يلي بعضها:

1- قال (عليه السلام): للمسرف ثلاث علامات: يأكل ما ليس له و يلبس ما ليس له و يشتري ما ليس له.

إن المسرف مصاب بانحراف في سلوكه الاقتصادي و قد حدد الإمام الحكيم مظاهر الشذوذ في تصرفاته بأنه يأكل و يلبس و يشتري كل ذلك مع ما لا يتناسب و شأنه و لا يتفق مع دخله و وارده.

2- قال (عليه السلام): حدثني أبي الحسين (عليه السلام) قال: سمعت أبي عليا يقول: الأعمال على ثلاثة أحوال: فرائض و فضائل و معاص فأما الفرائض فبأمر اللّه و برضى اللّه و بقضاء اللّه و تقديره و مشيئته و علمه عز و جلّ و أما المعاصي فليست بأمر اللّه و لكن بقضاء اللّه و تقدير اللّه و بمشيئته و علمه ثم يعاقب عليها .

و ألقى الإمام الأضواء على أفعال الانسان و ارتباطها بالقضاء و القدر فكل ما يصدر من الانسان من عمل يعلم به اللّه الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض و لا في السماء و لكن لا شي‏ء من أعمال الخير أو الشر قد أجبر عليه العباد و إنما فوّض ذلك لإرادتهم و اختيارهم و قد دلل على ذلك علماء الإمامية في كتبهم الكلامية.

3- روى (عليه السلام) عن أبيه أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن اللّه تبارك و تعالى أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئا من طاعته فربما وافق رضاه و أنت لا تعلم و أخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه و أنت لا تعلم و أخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه فربما وافق اجابته و أنت لا تعلم و أخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبدا من عبيد الله فربما يكون وليه و أنت لا تعلم.

لقد دعا الإمام (عليه السلام) إلى عدم استصغار هذه الأمور لأن في احتقارها بعض المفاسد التي ألمح (عليه السلام) لها.

4- قال (عليه السلام): كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إنما الدهر ثلاثة أيام أنت في ما بينهن: مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه و فرحت بما استقبلته منه و إن كنت قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه و تفريطك فيه و أنت في يومك الذي أصبحت فيه من غد في غرة و لا تدري لعلك لا تبلغه و أن بلغته لعل حظك فيه في التفريط مثل حظك في الأمس الماضي عنك فيوم من الثلاثة قد مضى أنت فيه مفرط و يوم تنتظره لست منه على يقين من ترك التفريط و إنما هو يومك الذي أصبحت فيه و قد ينبغي لك إن عقلت و فكرت في ما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات ألا تكون اكتسبتها و من سيئات ألا تكون ابتعدت عنها و أنت مع هذا مع استقبال غد على غير ثقة من أن تبلغه و على غير يقين من اكتساب حسنة أو مرتدع عن سيئة محبطة فأنت في يومك الذي تستقبل على مثل يومك الذي استدبرت فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام الا يومه الذي أصبح فيه و ليلته فاعمل أودع و اللّه المعين على ذلك .

دعا سيد العارفين و إمام المتقين إلى اغتنام الوقت باكتساب الحسنات و اجتناب السيئات فإن أيام الانسان سرعان ما تنطوي و يقدم على ربه فيجازيه على ما عمله إن خيرا فخير و إن شرا فشر.

5- قال (عليه السلام): كان أمير المؤمنين يقول: اللهم منّ علي بالتوكل عليك و التفويض إليك و الرضا بقدرك و التسليم لأمرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت يا رب العالمين .

و في هذه الكلمات الدعوة إلى التوكل على اللّه تعالى و تفويض الأمور إليه و الرضا بقدره و التسليم لأمره فهو تعالى وحده بيده زمام أمور جميع‏ العبادة و ليس لغيره أي سلطان أو قدرة على التصرف في شئونهم.

6 - قال (عليه السلام): كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعبئ أصحابه للحرب إذ أتاه شيخ عليه هيئة السفر فسلم عليه و قال له: إني أتيتك من ناحية الشام و أنا شيخ كبير و قد سمعت فيك من الفضل ما لا احصيه و إني أظنك ستغتال فعلمني مما علمك اللّه تعالى فقال له أمير المؤمنين: نعم يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون و من كثرت همّه في الدنيا كثرت حسرته عند فراقها و من كان غده شرا من يومه فمحروم و من لم يبال بما يرى في آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك و من لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى و من كان في نقص فالموت خير لهيا شيخ إن الدنيا حقيرة و لها أهل و إن الآخرة لها أهل طلقت أنفسهم عن مناصرة أهل الدنيا لا يتنافسون في الدنيا و لا يفرحون بغضارتها و لا يحزنون لبؤسها يا شيخ من خاف البيات قل نومه و ما أسرع الليالي و الأيام في عمر العبد فأخزن كلامك وعد أيامك و لا تقل إلا بخير يا شيخ أرض للناس ما ترضى لنفسك و آت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك .

و بعد هذه النصائح و المواعظ المشرقة التي وجهها إلى الشيخ التفت إلى أصحابه فقال لهم: أيها الناس أ ما ترون أهل الدنيا يمسون و يصبحون على أحوال شتى فبين صريع مبتلى و بين عائد و معود و آخر بنفسه يجود و آخر لا يرجى و آخر مسجى و طالب للدنيا و الموت يطلبه و غافل و ليس بمغفول عنه و على أثر الماضي يصير الباقي .

لقد تحدث الامام الحكيم عن الحياة العامة التي يعيشها الناس على امتداد التاريخ فتحدث عن شؤونهم و أحوالهم و مجريات أحداثهم بما لا يختلف و لا يتغير حتى يرث اللّه الأرض و من عليها.

و انبرى إلى الامام صاحبه و تلميذه زيد بن صوحان العبدي و هو من خيار أصحابه و أكثرهم وعيا و استيعابا لعلومه فرفع له المسائل التالية يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب و أقوى؟ .

فأجابه الامام (عليه السلام): الهوى .

زيد: أي ذل أذل؟

الإمام: الحرص على الدنيا.

زيد: أي فقر أشد؟

الإمام: الكفر بعد الإيمان.

زيد: أي دعوة أضل؟

الإمام: الداعي بما لا يكون.

زيد: أي عمل أفضل؟

الإمام: التقوى‏.

زيد: أي عمل أنجح؟

الإمام: طلب ما عند اللّه.

زيد: أي صاحب أشر؟

الإمام: المزين لك معصية اللّه.

زيد: أي الخلق أشقى؟

الإمام: من باع دينه بدنيا غيره.

زيد: أي الخلق أقوى؟

الإمام: الحليم.

زيد: أي الخلق أشح؟

الإمام: من أخذ من غير حلّه فجعله في غير حقه.

زيد: أي الناس أكيس؟

الإمام: من أبصر رشده من غيه.

زيد: من أحلم الناس؟

الإمام: الذي لا يغضب.

زيد: أي الناس أثبت رأيا؟

الإمام: من لم يغيره الناس من نفسه و لم تغيره الدنيا بشقوتها.

زيد: أي الناس أحمق؟

الإمام: المغتر بالدنيا و هو يرى ما فيها من تقلب أحوالها.

زيد: أي الناس أشد حسرة؟

الإمام: الذي حرم الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين.

زيد: أي الخلق أعمى؟

الإمام: الذي عمل لغير اللّه تعالى و يطلب بعمله الثواب من عند اللّه.

زيد: أي القنوع أفضل؟

الإمام: القانع بما أعطاه.

زيد: أي المصائب أشد؟

الإمام: المصيبة بالدين.

زيد: أي الأعمال أحب إلى اللّه؟

الإمام: انتظار الفرج.

زيد: أي الناس خير عند الله؟

الإمام: أخوفهم له و اعملهم بالتقوى و أزهدهم في الدنيا.

زيد: أي الكلام أفضل عند الله؟

الإمام: كثرة ذكره و التضرع و دعاؤه.

زيد: أي القول أصدق؟

الإمام: شهادة أن لا إله إلا اللّه.

زيد: أي الأعمال أعظم عند اللّه؟

الإمام: التسليم و الورع.

زيد: أي الناس أكرم؟

الإمام: من صدق في المواطن.

و انتهت أسئلة زيد و قد أجاب الإمام عنها جواب العالم الخبير المحيط بواقع الأمور ثم أن الإمام (عليه السلام) التفت إلى الشيخ فقال له: إن اللّه عز و جل خلق خلقا و ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم فزهدهم فيها و في حطامها فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم إليه و صبروا على ضيق المعيشة و صبروا على المكروه و اشتاقوا إلى ما عند اللّه من الكرامة و بذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان اللّه و كانت خاتمة أعمالهم الشهادة و لقوا اللّه و هو عنهم راض و علموا أن الموت سبيل لمن مضى و بقي فتزودوا لآخرتهم غير الذهب و الفضة و لبسوا الخشن و صبروا على أدنى القوت و قدموا الفضل و أحبوا في اللّه و ابغضوا في اللّه عز و جل أولئك المصابيح و أهل النعيم في الآخرة .

و انطبعت هذه المواعظ الحسنة في ضمير الشيخ و في أعماق نفسه فالتفت إلى الإمام قائلا: أين أذهب و أدع الجنة؟ و أرى أهلها معك جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك .

فجهزه الإمام بلامة حرب و كان من ألمع المجاهدين معه و قد أبلى في الحرب بلاء حسنا حتى استشهد بين يديه فصلى عليه الإمام و ترحم عليه‏ .

7- روى الإمام زين العابدين (عليه السلام) خطبة من خطب جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و هذا نصها:

إن الحمد للّه أحمده و استعينه و استهديه و أعوذ باللّه من الضلالة من يهد اللّه فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله انتجبه لأمره و اختصه بالنبوة أكرم خلقه و أحبهم إليه فبلغ رسالة ربه و نصح لأمته و أدى الذي عليه أوصيكم بتقوى اللّه فإن تقوى اللّه خير ما تواصى به عباد اللّه و أقربه لرضوان اللّه و خيره في عواقب الأمور عند اللّه و بتقوى اللّه أمرتم و للاحسان و الطاعة خلقتم فاحذروا من اللّه ما حذركم من نفسه , فإنه حذر بأسا شديدا و اخشوا اللّه خشية ليست بتعذير و اعملوا في غير رياء و لا سمعة فإن من عمل لغير اللّه وكله اللّه إلى ما عمل له و من عمل للّه مخلصا تولى اللّه أجرهو اشفقوا من عذاب اللّه فإن لم يخلقكم عبثا و لم يترك شيئا من أمركم سدى قد سمى آثاركم و علم أعمالكم و كتب آجالكم فلا تغروا بالدنيا فإنها غرارة بأهلها مغرورون من اغتروا بها و إلى فناء ما هي و إن الآخرة هي دار الحيوان لو كانوا يعلمون اسأل اللّه منازل الشهداء و مرافقة الأنبياء و معيشة السعداء فإنما نحن له و به.

في هذه الخطبة الشريفة دعوة إلى الموعظة الحسنة و دعوة إلى تقوى اللّه الذي هو خير ما يتواصى به عباد اللّه المتقون كما فيها دعوة إلى تزكية العمل و تنزيهه عن الرياء فإن من عمل لغير اللّه فقد أفسد عمله و ضل سعيه و خاب أمله.

8- قال (عليه السلام): قال أمير المؤمنين: أيها الناس أ تدرون من يتبع الرجل بعد موته؟ فسكتوا فقال: يتبعه الولد يتركه فيدعو له بعد موته و يستغفر له‏  و تتبعه الصدقة يوقفها في حياته فيتبعه أجرها بعد موته و تتبعه السنة الصالحة يعمل بها بعده فيتبعه أجرها و أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شي‏ء .

9- قال (عليه السلام): صلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح ثم أقبل على الناس بوجهه فقال: و اللّه لقد أدركنا أقواما كانوا يبيتون لربهم سجدا و قياما يراوحون بين جباههم و ركبهم كأن زفير النار في آذانهم إذا ذكر اللّه عندهم مادوا كما يميد الشجر كأن القوم باتوا غافلين ثم قام (عليه السلام) و ما رؤي ضاحكا حتى قبض‏ , هذه بعض الأحاديث التي رواها عن جده الإمام أمير المؤمنين رائد العلم و الحكمة في الأرض.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.