المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مصادر عـرض المـوارد الرأسماليـة (مـصادر توفـير رأس المال للمشـروعات الاستثماريـة العامـة)
23-11-2021
الآلية E1 The E1 mechanism
16-3-2017
Bisphenol
31-8-2017
المواطن الرقمي Digital Citizen
27-1-2023
cost (n.)
2023-07-29
نشاط الشعر/ علم الشعراء بأسرار العربية
27-7-2019


مناجاة العارفين‏  
  
5012   10:42 صباحاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص214-215.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015 3759
التاريخ: 2-4-2016 3472
التاريخ: 13-4-2016 3914
التاريخ: 31-3-2016 3192

إلهي قصرت الألسن عن بلوغ ثنائك كما يليق بجلالك و عجزت العقول عن ادراك كنه جمالك و انحسرت الأبصار دون النظر إلى سبحات وجهك و لم تجعل للخلق طريقا إلى معرفتك إلا بالعجز عن معرفتك , إلهي فاجعلنا من الذين ترسخت أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم و أخذت لوعة محبتك بمجامع قلوبهم فهم إلى أوكار الأفكار يأوون و في رياض القرب و المكاشفة يرتعون و من حياض المحبة بكأس‏ الملاطفة يكرعون و شرائع المصافاة يردون قد كشف الغطاء عن أبصارهم و انجلت ظلمة الريب عن عقائدهم و ضمائرهم و انتفت مخالجة الشك عن قلوبهم و سرائرهم و انشرحت بتحقيق المعرفة صدورهم و علت لسبق السعادة في الزهادة هممهم و عذب في معين المعاملة شربهم و طاب في مجلس الأنس سرهم و أمن في موطن المخافة سربهم و اطمأنت بالرجوع إلى رب الأرباب أنفسهم و تيقنت بالفوز و الفلاح أرواحهم و قرت بالنظر إلى محبيهم أعينهم و استقر بادراك السؤال و نيل المأمول قرارهم و ربحت في بيع الدنيا بالآخرة تجارتهم إلهي ما الذ خواطر الالهام بذكرك على القلوب و ما أحلى المسير إليك بالأوهام في مسالك الغيوب و ما أطيب طعم حبك و ما أعذب شرب قربك؟ فاعذنا من طردك و ابعادك و اجعلنا من أخص عارفيك و أصلح عبادك و أصدق طائفتك و اخلص عبّادك يا عظيم يا جليل يا كريم يا منيل برحمتك و منك يا أرحم الراحمين .

حقا إن الإمام زين العابدين سيد الموحدين و زعيم العارفين باللّه لم تكن عبادته للّه تقليدية و إنما ناشئة عن كمال معرفته باللّه تعالى .

لقد أعرب الإمام (عليه السلام) عن قصر الألسنة عن بلوغ الثناء على اللّه و عجز العقول عن ادراك كنه جماله إذ كيف يحيط الممكن في ادراكه بمعرفة واجب الوجود و مبدع الكون .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.