أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3657
التاريخ: 30-3-2016
3975
التاريخ: 11-04-2015
3373
التاريخ: 11-04-2015
3958
|
ظاهرة أخرى من نزعات الإمام النفسية و هي الزهد في الدنيا و عدم الاعتناء بأي مبهج من مباهجها لقد اعتصم الإمام بالزهد و الاعراض الكامل عن الدنيا فلم تفتنه و لم تخدعه فقد عرف واقعها و حقيقتها و علم أن الإنسان مهما تقلب في الطيبات و المناعم لا بد أن يتحول عن هذه الحياة و لا يجد بين يديه إلا ما عمل من خير و قد شاع في عصره أنه من أزهد الناس و قد سئل الزهري عن أزهد الناس فقال : علي بن الحسين و قد رأى (عليه السلام) سائلا يبكي فتأثر منه و راح يقول : لو أنّ الدنيا كانت في كف هذا ثم سقطت منه لما كان ينبغي له أن يبكى عليها ؛ إن زهد الإمام لم يكن استكانة للفقر أو استسلاما للعجز أو قناعة بغير عمل و إنما كان قائما على التقوى و الورع عن محارم اللّه و الاحتياط الشديد في أمور الدين شأنه في ذلك شأن جده و أبيه اللذين طلقا الدنيا و لم يحفلا بأي شأن من شئونها سوى ما يتصل بالحق و تأييد الفضيلة.
و نظرا لزهد الإمام (عليه السلام) و إعراضه الكامل عن الدنيا فقد عده الصوفيون من أعلامهم و ترجموا له ترجمة وافية و جعله الكلاباذي ممن نطق بعلومهم و نشر مقاماتهم و وصف احوالهم قولا و فعلا بعد الصحابة و هذا الرأي فيما اعتقد ليس موضوعيا و إنما هو سطحي للغاية فإن منهج الصوفيين رفض الحياة الدنيا رفضا كاملا و العيش في ظلمات الكهوف و لبس أخشن الثياب و أكل الجشب من الطعام و غير ذلك من الأمور التي لم تتفق مع واقع الدين الذي لم يقنن أي حكم فيه حرجا أو ضيقا على الناس لقد كانت الحياة التي عاشها الإمام زين العابدين (عليه السلام) تتجافى مع التصوف فقد كان يلبس افخر الثياب و يقول الرواة : أنه كان يلبس جبة خز و مطرف خز و عمامة خز و فند بعض الباحثين عن التصوف الرأي القائل أنه من الصوفية يقول : فزهد علي بن الحسين نفسي و عقلي باطني و ذلك اجدى من الزهد القائم على الجوع و لبس الصوف لأن الأول يمليه الادراك و تقيمه الفطرة العميقة إلى الحياة أما اللباس ففيه تظاهر .
إن سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) صريحة واضحة في رفض المناهج الصوفية يقول المؤرخون: ان الإمام الرضا (عليه السلام) لما بويع بولاية العهد قال له بعض الصوفية : إن الإمامة تحتاج إلى من يأكل الجشب و يلبس الخشن و كان الإمام متكئا فاستوى جالسا فرد عليه هذا المقال الرخيص قائلا له: كان يوسف بن يعقوب نبيا فلبس أقبية الديباج المزررة بالذهب و القباطي المنسوجة بالذهب و إنما يراد من الإمام قسط و عدل إن اللّه لم يحرم ملبوسا و لا مطعما و تلا قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32] .
إن هذه السيرة الندية لا تلتقي بأي حال مع التصوف الذي لا يحمل أي طابع اسلامي.
و من الصفات التي طبع عليها كراهته للهو فقد كان يبغض الحياة التافهة و يمجها و لا يميل إليها فلم ير في جميع فترات حياته لاهيا و لا ضاحكا و قد قال (عليه السلام) : من ضحك ضحكة مجّ من العلم مجة و كان في يثرب رجل بطال يضحك منه الناس فقال: قد اعياني هذا الرجل- يعني الإمام زين العابدين- ان اضحكه و اجتاز عليه الإمام و خلفه موليان له فبادر الرجل فانتزع الرداء منه و ولى هاربا فلم يلتفت له الإمام و سارع من كان مع الإمام فأخذوا الرداء منه و طرحوه عليه فقال (عليه السلام) لهم: من هذا؟ فقالوا: إنه بطال يضحك أهل المدينة منه فقال (عليه السلام) قولوا له: ان للّه يوما يخسر فيه المبطلون .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|