المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

حق الغريم‏ و الخليط
31-3-2016
Anaximander of Miletus
18-10-2015
علي بن عبد الجبار الطوسي
28-4-2016
قيمة كل امرئ ما يحسنه
17-2-2021
الشروط الواجب توافرها في عبوة الموادة الغذائية
2-1-2018
خطبة الإمام (عليه السّلام) في منطقة البيضة
6-10-2017


مخاريق واباطيل المضلين  
  
3757   04:03 مساءاً   التاريخ: 29-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص402-410.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

حاول بعض المتعصبين لبني أمية قديما وحديثا تنزيه يزيد وتبريره من قتله لريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) والقاء التبعة والمسؤولية على ابن مرجانة وقد دعاهم الى ذلك الجهل والعصبية العمياء التي حرفتهم عن الحق والقتهم في شر عظيم ومن بين هؤلاء :

1 ـ ابن تيمية : عظم حظ يزيد عند ابن تيمية فكان من أصلب المدافعين عنه فانكر أن يكون قد أمر بقتل الحسين وبالغ بحرارة في الدفاع عنه وقال : فيزيد لم يأمر بقتل الحسين ولا حمل رأسه بين يديه ولا نكث بالقضيب على ثناياه بل الذي جرى هذا منه هو عبيد اللّه بن زياد كما ثبت ذلك في صحيح البخاري ولا طيف برأسه في الدنيا ولا سبي أحد من أهل الحسين , وهذا القول مما يدعو الى السخرية والاستهزاء به فقد تنكر للضرورات التي لا يشك فيها كل من يملك وعيه واختياره فقد اعرض عن جميع ما ذكره المؤرخون من اقتراف يزيد لهذه الجريمة النكراء التي لا يقره عليها من يحمل وعيا دينيا أو روحا اسلامية , وقد عرف ابن تيمية بالتعصب المقيت حتى أعرض عن آرائه كل باحث حر وكاتب في التأريخ والبحوث الاسلامية.

2 ـ الغزالي : من المؤسف أن الغزالي قد هام حبا بحب يزيد وغالى في الاخلاص له والدفاع عنه فقال : ما صح قتله ـ يعني يزيد للحسين ـ ولا امره به ـ يعني لم يأمر يزيد ابن مرجانة بقتله - ولا رضاه بذلك ومتى لم يصح ذلك عنده لم يجز أن يظن ذلك به فان اساءة الظن بالمسلم حرام قال اللّه تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12] ؛ وسف الغزالي في كلامه على غير هدى فقد تنكر للبديهيات كما تنكر لها زميله ابن تيمية فهؤلاء المؤرخون أجمعوا على أن يزيد هو الذي أوعز لابن مرجانة بقتل الحسين وشدد عليه في ذلك وهدده بنفيه من آل أبي سفيان والحاقه بجده عبيد الرومي ان لم يخلص في حربه للامام  .

3 ـ ابن العربي : عرف ابن العربي بالبغض والكراهية لأهل البيت (عليهم السلام) وقد ذهب الى أن يزيد امام زمانه وخليفة اللّه في أرضه وخروج الامام عليه كان غير مشروع وان الحسين قتل بشريعة جده حفنة من التراب عليه وعلى كل منحرف عن الحق وضال عن الطريق ؛ بأي منطق كان يزيد القرود والفهود امام المسلمين وخليفة اللّه في الأرض أبقتله لسيد شباب اهل الجنة , أم بإباحته لمدينة الرسول (صلى الله عليه واله) وحرقه للكعبة كان اماما للمسلمين؟ وقد سمع عمر بن عبد العزيز شخصا وصف يزيد بأمير المؤمنين فأمر بضربه عشرين سوطا .

ان الدفاع عن يزيد واضفاء الشرعية على حكومته وتبريره من الاثم في قتله لريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انما هو دفاع عن المنكر ودفاع عن الباطل فيزيد وأمثاله من حكام الأمويين والعباسيين هم الذين عملوا على تأخير المسلمين وجروا لهم الفتن والخطوب والقوهم في شر عظيم.

4 ـ ابن حجر : انكر ابن حجر الهيثمي رضا يزيد او أمره بقتل الحسين وقد ساقته العصبية العمياء إلى هذا القول الذي يتنافى مع البديهيات من أن ابن مرجانة كان مجرد آلة من دون أن يكون له أي رأي أو ارادة في قتل الحسين وقد قال لمسافر بن شريح اليشكري : اما قتلي الحسين فانه أشار علي يزيد بقتله أو قتلي فاخترت قتله فلم يقدم ابن زياد على قتل الحسين إلا بعد أن هدده يزيد بالقتل إن لم يستجب له.

5 ـ أنيس زكريا : ودافع انيس زكريا النصولي بحرارة عن يزيد فقال : لا شك أن يزيد لم يفكر البتة بقتل الحسين ولم يأمل أن تتطور المسألة العلوية فتلعب هذا الدور المهيب ويقدم ابن زياد للفتك به .

6 ـ الدكتور النجار : ممن نزه يزيد الدكتور محمد النجار فقال : ولا يتحمل يزيد بن معاوية شيئا من هذه التبعة ـ يعني تبعة قتل الحسين ـ لأنه على الرغم من أن تأريخه ملطخ بالسواد الا انه بريء من تهمة التحريض على قتل الحسين .

7 ـ محمد عزة دروزه : من أصلب المدافعين عن يزيد في هذا العصر محمد عزة دروزه فقد اشاد بيزيد ونزهه من هذه الجريمة كما نفى المسئولية عن ابن زياد وسائر القوات المسلحة التي قتلت الحسين والقى باللائمة على الحسين قال : وليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين الى يزيد فهو لم يأمر بقتاله فضلا عن قتله وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل ومثل هذا القول يصح بالنسبة لعبيد اللّه بن زياد فكل ما أمر به أن يخاط به ولا يقاتل إلا اذا قاتل وان يؤتى به ليضع يده في يده أو يبايع ليزيد صاحب البيعة الشرعية بل ان هذا يصح قوله بالنسبة لأمراء القوات المسلحة التي جرى بينها وبين الحسين وجماعته قتال فانهم ظلوا ملتزمين بما أمروا به بل وكانوا يرغبون أشد الرغبة في أن يعافيهم اللّه من الابتلاء بقتاله فضلا عن قتله ويبذلون جاهدهم في اقناعه بالنزول على حكم ابن زياد ومبايعة يزيد فاذا كان الحسين أبى أن يستسلم ليدخل فيما دخل فيه المسلمون وقاوم بالقوة فمقابلته وقتاله من الوجهة الشرعية والوجهة السياسية سائغا , ويرى دروزه ان قتل ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وسيد شباب أهل الجنة كان سائغا من الوجهة الشرعية والوجهة السياسية لا اكاد اعتقد ان السفكة الجلادين من قتلة الحسين اكثر حقدا وعداء للامام من هذا الانسان الذي ران الباطل على ضميره فماج في تيارات سحيقة من المنكر والاثم.

رأي الدكتور طه حسين : ويرى طه حسين ان يزيد مسؤول عن اراقة دماء الامام وليس من الصحيح القول بأن تبعة هذه الجريمة ملقاة على ابن مرجانة قال : والرواة يزعمون أن يزيد تبرأ من قتل الحسين على هذا النحو فالقى عبء هذا الاثم على ابن مرجانة عبيد اللّه بن زياد ولكنا لا نراه لام ابن زياد ولا عاقبه ولا عزله عن عمله كله او بعضه ومن قبله معاوية قتل حجر بن عدي وأصحابه ثم القى عبء قتلهم على زياد وقال : حملني ابن سمية فاحتملت .

ان ابن زياد لم يفعل ما فعل الا بأمر قاطع من يزيد ولو كان لم يرض بذلك لحاسبه على جريمته وما جلس وإياه في مجلس الشراب ولما جزل له في العطاء فان ذلك يدل على رضاه بقتل الحسين وعدم ندمه على مرارة المذبحة وهول الجناية.

كلمة التفتازاني حيث قال : اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين أو أمر به او اجازه او رضي به والحق ان رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك واهانته أهل بيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) مما تواتر معناه وإن كان تفصيله آحادا فنحن لا نتوقف في شأنه بل في كفره لعنة اللّه عليه وعلى أنصاره واعوانه .

ويقول العلامة اليافعي : واما حكم من قتل الحسين او امر بقتله فهو كافر فمن استحل ذلك فهو كافر .

رأي احمد بن حنبل : افتى احمد بن حنبل بالامساك عن لعن يزيد يقول ابو طالب : سألت احمد عمن نال من يزيد بن معاوية فقال : لا تتكلم في هذا قال النبي : لعن المؤمن كقتله  ومن الغريب هذه الفتيا فقد جعل مدركها الحديث النبوي وهو لا ينطبق على يزيد فانه لا نصيب له من الايمان والاسلام بعد اقترافه للجرائم الفظيعة كإبادة العترة الطاهرة واباحة مدينة الرسول (صلى اللّه عليه وآله) وحرق الكعبة المقدسة فان كل واحدة من هذه الموبقات تخرجه من حظيرة الاسلام.

وقد أنكر على أحمد ولده صالح فقد قال له : إن قوما ينسبونا إلى تولي يزيد؟ فقال له : وهل يتولى يزيد أحد يؤمن باللّه؟ فقال له ولده .

ـ ولم لا تلعنه؟

ـ ومتى رأيتني لعنت أحدا؟

ـ يا ابة ولم لا يلعن من لعنه اللّه في كتابه؟

ـ واين لعن اللّه يزيدا؟

ـ في قوله تعالى : {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ} [محمد: 22، 23]  فهل يكون فساد أعظم من القتل , وأمسك احمد عن الجواب.

كلمة المعتضد العباسي : واصدر المعتضد العباسي كتابا نشر فيه مخازي بنى أمية واشاد فيه بآل البيت وأمر باذاعته ونشره في النوادي الحكومية والشعبية والمجتمعات العامة أيام الجمعات والاعياد وقد جاء فيه مما يخص يزيد : ولما تكنّ الخلافة إلى يزيد طلب متحفزا يطلب بثأر المشركين من المسلمين فأوقع بأهل المدينة وقعة الحرة الوقعة التي لم تمر على البشرية مثلها ولا على المسلمين أفظع وابشع منها فشفا عند نفسه غليله وظن انه انتقم لأشياخه من أولياء اللّه وبلغ الثأر لأعداء اللّه والرسول (صلى الله عليه واله) ؛ وأضاف يقول : ثم ان أغلظ ما انتهك واعظم ما اجترم سفكه لدم الحسين بن علي (عليه السلام) مع علمه بموقعه من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وسماعه منه أنه قال : الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة اجتراء منه على اللّه ورسوله وعداوة منه لهما فما خاف من عمله ذلك نقمة ولا راقبه في معصية .

لقد كان قتل ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) من اعظم الاحداث الجسام التي روع بها المسلمون وامتحنوا بها امتحانا شاقا وعسيرا كما انها من افجع الأحداث العالمية فقد كانت القسوة التي قوبلت بها عترة النبي (صلى اللّه عليه وآله) من افظع ما جرى في تاريخ العالم فقد مارس اولئك الجفاة الممسوخون من جيش يزيد جميع ضروب الخسة وألوان اللؤم وتنكروا لجميع القيم الانسانية والاعراف السائدة وما قننه الناس من معاني الفضيلة والاخلاق فقتلوا الرجال والأطفال والنساء بعد أن حرموهم من الماء ومثلوا بتلك الجثث الزواكي وحملوا الرؤوس الطاهرة على الحراب وسبوا ودائع الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) على اقتاب الجمال يطاف بهن في الاقطار والامصار ليظهر الطاغية قهره لآل النبي (صلى الله عليه واله) وتغلبه عليهم وكل هذه الأحداث جرت بأمره والحاحه فهو المسؤول عنها ؛ أما ابن زياد فلم يكن سوى آلة واداة بيده ومنفذ لرغباته .

ان تنزيه يزيد والقاء المسؤولية على ابن مرجانة ما هو الا لون من الوان الانحراف عن الحق والانقياد للعصبية العمياء التي لا يخضع لها من يملك وعيه واختياره , وبهذا ينتهي بنا الحديث عما قيل في تبرير يزيد من المخاريق والأباطيل وما أثر من الأعلام في تجريم يزيد وتحميله المسؤولية في اراقة دم الامام .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.