قال تعالى : {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ } [البقرة : 228] .

قال الزمخشري : فإنْ قلتَ : لِمَ جاء المُميّز على جمع الكثرة دون القلّة التي هي الأقراء ؟ .

قلت : يَتّسعون في ذلك فيستعملون كلّ واحد من الجمعَين مَكان الآخر ؛ لاشتراكهما في الجمعيّة ، أَلا تَرى إلى قوله ( بِأَنْفُسِهِنَّ ) وما هي إلاّ نفوس كثيرة ، ولعلّ القُرُوء كانت أكثر استعمالاً في جمع قُرء من الأَقراء ، فأُوثر عليه ، تنزيلاً لقليل الاستعمال منزلة المُهمل ، فيكون مِثل قولهم : ثلاثة شسوع (1) .
_________________
(1) الكشّاف ، ج1 ، ص272 .