المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مفلح بن الحسن بن رشيد
11-8-2016
إن معقد سنثاز الحمض الدهني هو عديد ببتيد يحوي فعاليات سبعة انزيمات
13-8-2021
مشروعية القضاء في الفقه الإسلامي
23-6-2016
أبعاد النجوم الثوابت
2023-11-05
علي العاملي (1013، 1014 ـ 1103، 1104هـ)
15-6-2016
العبادة عن عشق
2023-09-12


في حلبات الشعر  
  
3731   09:40 صباحاً   التاريخ: 18-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص184-190.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

عرضت مصادر التاريخ والأدب العربي إلى بعض ما نظمه الإمام الحسين (عليه السّلام) من الشعر وما استشهد به في بعض المناسبات وإن كان بعضها لا يخلو من الانتحال وهذه بعضها :

1 ـ دخل أعرابي مسجد الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) فوقف على الحسين بن علي وحوله حلقة مجتمعة من الناس فسأل عنه فقيل له : إنّه الحسين بن علي فقال : إيّاه أردت بلغتي إنّهم يتكلّمون فيعربون في كلامهم وإنّي قطعت بوادي وقفاراً وأودية وجبالاً وجئت لا طارحه الكلام وأسأله عن عويص العربية فقال له أحد جلساء الإمام : إن كنت جئت لهذا فابدأ بذلك الشاب وأومأ إلى الحسين ؛ فبادر إليه ووقف فسلّم عليه فردّ الإمام عليه السّلام فقال له :

ـ ما حاجتك؟.

ـ جئتك من الهرقل والجعلل والأينم والهمهم .

فتبسّم الإمام الحسين (عليه السّلام) وقال له : يا أعرابي لقد تكلّمت بكلام ما يعقله إلاّ العالمون. فقال الأعرابي : وأقول أكثر من هذا فهل أنت مجيبي على قدر كلامي؟ فقال له الحسين (عليه السّلام) : قل ما شئت فإنّي مجيبك.

ـ إنّي بدوي وأكثر مقالي الشعر وهو ديوان العرب.

ـ قل ما شئت فإنّي مجيبك.

وأنشأ الأعرابي يقول :

هفا قلبي إلى اللهو           وقد ودّعَ شرخيهِ

وقد كان أنيقاً عصـ          ـر تجراريَ ذيليهِ

عيالاتٌ ولذّاتٌ               فيا سقياً لعصريهِ

فلمّا عمّم الشيبُ             من الرأس نطاقيهِ

وأمسى قد عناني منـ        ـه تجديد خضابيهِ

تسلّيت عن اللهو                وألقيت قِناعيهِ

وفي الدهر أعاجيبٌ           لمَنْ يلبسُ حاليهِ

فأجابه الإمام الحسين (عليه السّلام) ارتجالاً :

فما رسمٌ شجاني قد         محت آيات رسميهِ

سفورٌ درجت ذيلين           في بوغاء قاعيهِ

هتوفٌ حرجفٌ تترى          على تلبيد ثوبيهِ

وولاّج من المُزنِ              دنا نوءُ سماكيهِ

أتى مثعنجر الودقِ           بجود من خلاليهِ

وقد أحمد برقاهُ                  فلا ذمٌّ لبرقيهِ

وقد جلل رعداه                فلا ذمٌّ لرعديهِ

ثجيج الرعد ثجّاجٌ          اذا أرخى نطاقيهِ

فأضحى دارساً قفرا            لبينونة أهليهِ

فلمّا سمع الأعرابي ذلك بهر وانطلق يقول : ما رأيت كاليوم أحسن من هذا الغلام كلاماً وأذرب لساناً ولا أفصح منه نطقاً!

فقال له الإمام الحسن (عليه السّلام) : يا أعرابي

غلام كرّم الرحمنُ بالتطهير جدّيهِ        كساه القمر القمقام من نور سناءيهِ

وقد أرصنت من شعري وقوّمت عروضيه ؛ فلمّا سمع الأعرابي قول الإمام الحسن (عليه السّلام) انبرى يقول : بارك الله عليكما مثلكما تجلّهما الرجال فجزاكما الله خيراً ؛ وانصرف . ودلّت هذه البادرة على مدى ما يتمتع به الإمام (عليه السّلام) من قوة العارضة في الشعر ومقدرته الفائقة في الارتجال والإبداع إلاّ أنّ بعض فصول هذه القصة فيما نحسب لا يخلو من الانتحال ؛ وهو مجيء الأعرابي من بلد نائي قد تحمّل عناء السفر وشدّته من أجل اختبار الإمام ومعرفة مقدراته الأدبية.

2 ـ نسبت له هذه الأبيات الحكمية :

إذا ما عضك الدهرُ         فلا تجنح إلى الخلقِ

ولا تسأل سوى الله           تعالى قاسم الرزقِ

فلو عشت وطوّفتَ       من الغرب إلى الشرقِ

لما صادفت من يقد         رُ أن يُسعد أو يشقي

وحثّ هذا الشعر على القناعة وإباء النفس وعدم الخنوع للغير وأهاب بالإنسان أن لا يسأل أحداً إلاّ ربّه الذي بيده مجريات الأحداث.

3 ـ قال (عليه السّلام) :

اغنِ عن المخلوق بالخالقِ        تغن عن الكاذب والصادقِ

واسترزق الرحمن من فضلهِ       فليس غيرُ الله من رازقِ

مَن ظنَّ أن الناس يغنونهُ             فليس بالرحمن بالواثقِ

أو ظنّ أنّ المال من كسبهِ         زلّت به النعلان من حالقِ

وفي هذه الأبيات دعوة إلى الالتجاء إلى الله خالق الكون وواهب الحياة والاستغناء عمّن سواه ؛ فإنّ مَن ركن لغيره فقد خاب سعيه وحاد عن الصواب.

4 ـ زار الإمام الحسين (عليه السّلام) مقابر الشهداء بالبقيع فانبرى يقول :

ناديت سكّان القبور فأسكتوا       فأجابني عن صمتهم تربُ الحشا

قالت أتدري ما صنعت بساكني        مزّقتُ لحمَهمُ وخرّقت الكسا

وحشوت أعينهم تراباً بعدما            كانت تأذّى باليسير من القذا

أمّا العظام فإنني مزّقتها              حتّى تباينت المفاصل والشَّوى

قطّعت ذا من ذا ومن هذا كذا           فتركتها ممّا يطول بها البِلى

وحفلت هذه الأبيات بالدعوة إلى الاعتبار والعظة بمصير الإنسان وأنّه حينما يودَع في بطن الأرض لم يلبث أن يتلاشى وتذهب نضارته ويعود بعد قليل كتلة من التراب المهين.

5 ـ ونسب الأعشى هذه الأبيات للإمام الحسين (عليه السّلام) :

كلّما زيد صاحب المال مالاً         زِيد في همّهِ وفي الاشتغالِ

قد عرفناك يا منغّصة العيـ            ـشِ ويا دارَ كلّ فانٍ وبالِ

ليس يصفو لزاهد طلب الزه             دِ إذا كان مثقلاً بالعيال

وتحدّث الإمام بهذه الأبيات عن ظاهرة خاصّة من ظواهر الحياة : وهي أنّ الإنسان كلّما اتّسع نطاقه المادّي ازدادت آلامه وهمومه وازداد جهداً وعناءً في تصريف شؤون أمواله وزيادة أرباحه كما تحدّث الإمام عمّن يرغب في الزهد في الحياة فإنّه لا يجد سبيلاً إلى ذلك ما دام مثقلاً بالعيال ؛ فإنّ شغله بذلك يمنعه عن الزهد في الدنيا.

6 ـ روى الأربلي أنّ الإمام قال هذه الأبيات في ذمّ البغي :

ذهب الذين أحبهمْ            وبقيت فيمن لا اُحبّهْ

فيمن أراه يسبّني           ظهر المغيب ولا أسبّهْ

يبغي فسادي ما استطا         ع وأمره مما أربّهْ

حنقاً يدبّ لي الضرا          ء وذاك ممّا لا أدبّهْ

ويرى ذباب الشرّ من       حولي يطنّ ولا يذبّهْ

وإذا خبا وغرُ الصدو        ر فلا يزال به يشبّهْ

أفلا يعيج بعقلهِ                أفلا يثوب إليه لبّهْ

وتحدّث الإمام (عليه السّلام) بهذه الأبيات عن إحدى النزعات الشريرة في الإنسان وهي البغي فإنّ مَن يتلوّث به يسعى دوماً إلى سبّ أخيه والاعتداء عليه وإفساده أمره وإنه إذا سكن وغر الصدور فإنه يسعى لإثارتها ؛ انطلاقاً منه في البغي والاعتداء.

وقد وجّه (عليه السّلام) إليه النصح فإنه إذا رجع إلى عقله وفكر في أمره فإنّ غيّه على أخيه يرجع إليه وتلحقه أضراره وآثامه ومن الطبيعي أنه إذا أطال التفكير في ذلك فإنه يقلع عن نفسه هذه الصفة الشريرة حسب ما نصّ عليه علماء الأخلاق.

7 ـ وزعم أبو الفرج الأصبهاني أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) قال هذين البيتين في بنته سكينة واُمّها الرباب :

لعمرك أنني لاُحبّ داراً       تكون بها سكينة والربابُ

اُحبّهما وأبذل جُلّ مالي       وليس لعاتب عندي عتابُ

وزاد غيره هذا البيت :

فلستُ لهم وان غابوا مضيعاً    حياتي أو يُغيّبني الترابُ

وهذه الأبيات فيما نحسب من المنتحلات والموضوعات ؛ فإنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) أجلّ شأناً وأرفع قدراً من أن يذيع حبّه لزوجته وابنته بين الناس فليس هذا من خلقه ولا يليق به إنّ ذلك من دون شك من المفتريات التي تعمّد وضعها للحطّ من شأن أهل البيت (عليهم السّلام).

8 ـ ومما قاله :

الله يعلم أنّ ما         بيدي يزيد لغيرهِ

وبأنه لم يكتسبْـ       ـهُ بخيره وبميرهِ

لو أنصف النفس الخؤو           ن لقصّرت من سيرهِ

ولكان ذلك منه أد      نى شرّه من خيرهِ

وبهذا ينتهي بنا المطاف عن بعض مثُل الإمام الحسين (عليه السّلام) ونزعاته التي كان بها فذّاً من أفذاذ العقل الإنساني ومثلاً رائعاً من أمثلة الرسالة الإسلامية بجميع قِيَمها ومكوّناتها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.