المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

وحدات "هارتري" hartree units
26-11-2019
البصرة الحديثة
2024-11-08
انتقال الحرارة بالتوصيل أو النقل
2023-04-18
الشروط المناخية المناسبة لزراعة الاكي دنيا
14-7-2016
اضافة الماء Hydration
19-8-2018
محمد بن سديد الدين علي بن شهاب الدين ابن خاتون ( ت/بعد 1055 هـ)
4-7-2016


التبيان في تفسير القرآن‏  
  
3415   03:52 مساءاً   التاريخ: 14-3-2016
المؤلف : د. احسان الامين .
الكتاب أو المصدر : التفسير بالمأثور وتطويره عند الشيعة
الجزء والصفحة : ص413-420 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفاسير وتراجم مفسريها / التفاسير /

المؤلّف :

محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، أبو جعفر ، شيخ الطائفة ، ولد في طوس سنة 385 هـ ، وهاجر إلى العراق فنزل بغداد سنة 408 هـ ، وكانت زعامة الإماميّة فيها يومذاك للشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد- المقدّم في العلم وصناعة الكلام ، والفقيه المتقدّم فيه ، بحسب تعبير تلميذه الطوسي- فلازمه وتتلمذ عليه حتى توفّي سنة 413 هـ ، فكانت مدّة تلمذته عليه خمس سنوات .

ثمّ انتقل إلى درس تلميذ الشيخ المفيد المقدّم على غيره ، علم الهدى السيد المرتضى- الذي انتقلت إليه زعامة الشيعة- فلازمه ، كما عنى به استاذه وبالغ في توجيهه ، وكان للمرتضى مكانة رفيعة في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكلام ، وكانت له مكتبة ضمّت ثمانين ألف مجلّد من مصنّفاته ومحفوظاته ومقروءاته ، واستمرّ الطوسي يحضر درسه حتّى وفاته سنة 436 هـ ، فكانت مدّة تلمذته عليه أربعا وعشرين سنة .

وكان لهذين الاستاذين القديرين والموسوعيين الأثر الكبير في نشأته ونموّه العلمي وجامعيّته في علوم عدّة ، كالفقه والاصول وعلم الكلام والتفسير وغيرها .

كما إنّه أدرك شيخين قديرين ومؤسّسين في علم الرجال عند الشيعة ، وهما شيخه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري المتوفّى سنة 411 هـ ، ثمّ تلميذه أبو العبّاس أحمد بن علي النجاشي- صاحب الرجال- المتوفّى سنة 450 هـ ، والذي شاركه في جملة من رجاله .

وقد انعكست هذه الملازمة والمصاحبة لهؤلاء الكبار في مؤلّفات الطوسي ، فكان ممّا كتب في الفقه : تهذيب الأحكام ، وكتاب الاستبصار ، والخلاف في الأحكام ، والجمل والعقود والاقتصاد والنهاية ثمّ المبسوط- وهو أجلّ كتبه في الفقه- والعدّة في‏ الاصول ، وكتاب الرجال واختيار الرجال والفهرست في رجال الحديث ، وكتب في علم الكلام واصول العقائد عدّة كتب ، وفي التفسير كان بكتابه الجامع والواسع «التبيان» مؤسّسا لمرحلة جديدة من تطوّر التفسير عند الإمامية بعد الجوامع التفسيرية المبسّطة من قبله .

وقد تصدّى الطوسي لزعامة الشيعة- بعد وفاة استاذه المرتضى- ببغداد ، فكانت داره مأوى الامّة ومقصد العلماء ، حتّى بلغ تلامذته أكثر من ثلاثمائة من المجتهدين ، وبرز حتى جعل له الخليفة العبّاسي كرسي الكلام والإفادة ، وكان لهذا الكرسي يومذاك منزلة وقدر عظيم لا يخصّ به إلّا لمن بلغ في العلم المرتبة السامية وتفوّق على أقرانه ، ولم يكن ببغداد يومذاك من يفوقه قدرا ويفضل عليه علما «1» .

إلّا أنّ الفتن المختلفة حلّت ببغداد- بعد دخول السلاجقة- ، فاضطرّ الطوسي إلى مغادرتها ، هاربا بنفسه عام 448 هـ ، وقد احرقت كتبه عدّة مرّات بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر ، كما نهبت داره فيما بعد .

وفي النجف الأشرف ، عند مشهد الامام علي (عليه السلام) ، حيث توطّن الطوسي نحوا من اثني عشر عاما حتّى وفاته سنة 460 هـ ، أسّس مدرسة عظيمة تخرّج عليه عدد كبير من الفقهاء والمجتهدين ، واستمرّت هذه المدرسة في العطاء حتّى يومنا الحاضر ، كما كتب فيها كتبه المختلفة ، فكان حقّا أن قيل له شيخ الطائفة «2» .

التبيان :

أمّا تفسيره التبيان ، والذي يقع في عشرة مجلّدات كبيرة ، فهو من حيث المنهج يعتمد على الأثر والمنقول كما يعتمد على المعقول ، فهو يبدأ في كل سورة بذكر عدد آياتها واختلاف القرّاء إن وجد ، ثمّ ينبّه إلى المكّي والمدني من آياتها وآراء المفسّرين‏ بذلك ، ويشير إلى وجود النسخ أو عدمه ، ويشرح آراء اللّغويين والاختلافات الواردة في آرائهم ومناقشته لتلك الآراء ، وكذلك يذكر الإعراب وآراء النحاة ، وقد يستشهد بالشعر حيث يحتاجه شاهدا وكذلك الأمثال .

ثمّ يفسّر الآيات مستعينا بالقرآن ، ليفسّر بعضه بعضا مستفيدا من السياق والنظم بين الآيات لاستجلاء الكثير من معانيها ، ويكثر في التفسير من ذكر آراء المفسّرين ومناقشتها ليردّ ما يردّ أو يقبل ما يقبل ، وكلّ ذلك عن بيّنة وبدليل وبرهان ، كما يورد ما يتعلّق بالآيات من القراءة وأسباب النزول .

وقد احتوى التفسير على الكثير من البحوث الكلامية في ردّ أهل الكتاب أو مناقشة الفرق الكلامية المختلفة ، وكلّ ذلك دون تكرار مملّ أو اختصار مخلّ‏ «3» .

كلّ ذلك جعل من صاحب التفسير رائدا ومؤسّسا لمنهج تفسيري جديد ، حتى أنّ الشيخ الطبرسي وهو إمام التفسير كان في كتبه إليه يزدلف ومن عبره يغترف ، وهو في صدر كتابه الكبير (المجمع) بذلك يعترف‏ «4» ، فهو يقول عن «التبيان» : إنّه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق ويلوح عليه رواء الصّدق ، وقد تضمّن من المعاني الأسرار البديعة ، واحتضن من الألفاظ اللّغة الوسيعة ، ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها ، ولا بتنسيقها دون تحقيقها ، وهو القدوة أستضي‏ء بأنواره وأطأ مواقع آثاره . . . «5» .

بقي أمر ، وهو لمّا كان «التبيان» تفسيرا جامعا حوى شتّى المباحث العقلية ، فلما ذا ندرجه هنا ضمن التفاسير بالمأثور؟

ونجيب بأنّ التبيان إنّما بنى مباحثه العقلية على أساس ما توفّر بين يديه من الأثر المنقول ، سواء كانت أحاديث مرويّة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليه السلام) ، أو أخبارا منقولة عن الصحابة والتابعين ، وكذلك آراء المفسّرين الذين سبقوا صاحب التفسير ، ولذا فإنّ حجم المادّة المأثورة التي حواها التفسير تزيد على حجمها في التفاسير المأثورة السابقة عليه- عند الشيعة- كتفسير القمي وغيره .

أضف إلى ذلك أنّنا ومن حيث الاسناد نستطيع اعتبار «التبيان» أوّل تفسير يصل إلينا مسندا ومتواترا بخلاف التفاسير السابقة ، فانّها ورغم جلالتها لم تصل إلينا مسندة ، بل أنّ أكثر رواتها مجهولون .

والميزة الاخرى أنّ «التبيان» شملت رواياته كلّ القرآن ، وعن طريق الفريقين سنّة وشيعة ، فهو اشتمل على الروايات المرويّة عن أهل البيت (عليه السلام) إضافة إلى ما روي عن طريق الصحابة والتابعين ، وتلك ميزة اتّصفت بها مدرسة «الطوسي» ومن بعده «الطبرسي» وتابعهما على ذلك جملة من العلماء الشيعة المحققين ، في الوقت الذي نجد البعض من كلا الفريقين قد غضّ البصر عن الثروة الروائية والمعرفية لدى الطّرف الآخر .

منهج الطوسي في التفسير بالمأثور :

1- استعان الطوسي في تفسيره كثيرا بآيات القرآن في تفسير بعضه للبعض الآخر ، وفي تقييد مطلقه وبيان ما اجمل منه في موضع بما فصّل في موضع آخر ، وكذلك في بيان المعنى اللّغوي‏ «6» ، كما اعتمد مبدأ السياق والنظم في القرآن من خلال الربط بين الآيات المتجاورة ضمن السياق القرآني لاستجلاء المفاهيم منها «7» .

2- بيّن المفسّر منهجه في التفسير من خلال تقسيم معاني القرآن ، وبالتالي طريقة التعامل معها إلى ما يلي :

أوّلها : ما اختصّ اللّه تعالى بالعلم به ، فلا يجوز لأحد تكلّف القول فيه ولا تعاطي معرفته ، وذلك مثل قوله تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} [الأعراف : 187] .

ثانيها : ما كان ظاهره مطابقا لمعناه ، فكلّ من عرف اللّغة التي خوطب بها عرف معناه ، مثل قوله تعالى : { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الأنعام : 151] ، ومثل قوله تعالى : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص : 1] ، وغير ذلك .

ثالثها : ما هو مجمل لا ينبئ ظاهره عن المراد به مفصّلا ، مثل قوله تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة : 43] ، وقوله : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران : 97] ، فإنّ تفصيل الصلاة وعدد ركعاتها ومناسك الحج وأحكامه ، لا يمكن معرفتها إلّا ببيان النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، من خلال ما يوحى إليه من جهة اللّه تعالى ، لذا أكّد الطوسي على منع القول فيه : «فتكلّف القول في ذلك خطأ ممنوع منه» .

ويمكن أن تكون الأخبار متناولة له .

رابعها : ما كان اللّفظ مشتركا بين معنيين فما زاد عنهما ، ويمكن أن يكون كلّ منهما مرادا ، فإنّه لا ينبغي أن يقدم أحد به فيقول أنّ مراد اللّه فيه بعض ما يحتمل إلّا بقول نبيّ أو إمام معصوم ، بل ينبغي أن يقول إنّ الظاهر يحتمل لأمور ، وكلّ واحد يجوز أن يكون مرادا على التفصيل .

ومتى كان اللّفظ مشتركا بين شيئين أو ما زاد عليهما ، ودلّ الدليل على أنّه لا يجوز أن يريد إلّا وجها واحدا ، جاز أن يقال : إنّه هو المراد «8» .

3- رغم التزام المؤلّف بأنّ تفسير القرآن لا يجوز إلّا بالأثر الصحيح عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعن الأئمة (عليه السلام) ، الذين قولهم حجّة كقول النبيّ (صلى الله عليه واله)- لأنّه ليس اجتهادا ، وإنّما هو إخبار عن الوحي ، وبما استحفظوا من سنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وهم المطهّرون وقرناء القرآن ، إذ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : إنّي مخلف فيكم الثّقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي- ، رغم التزامه بذلك ، فإنّه إنّما عنى بذلك أنّه لا يجوز القطع بالتفسير إلّا بالثابت عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين ، أمّا في باب ذكر الوجوه المحتملة للتفسير في ما كان اللّفظ مشتركا- وهو القسم الرابع ممّا سبق- فإنّه يمكن الاستعانة بسائر المأثور ، ويرجّح ما دلّ عليه الدليل .

لذا نجد المفسّر يروي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، والإمام عليّ (عليه السلام) وسائر الأئمة من أهل البيت (عليه السلام) ، كما يروي أيضا عن جملة من الصحابة والتابعين .

4- بيّن المفسّر المنهج المقبول لديه في النظر في تفسير الآية وتقديم رأي على آخر ، فيما لا ينبئ ظاهرها عن المراد تفصيلا ، بأن يرجع- في تفسيرها- «إلى الأدلّة الصحيحة : إمّا العقليّة ، أو الشرعيّة ، من إجماع عليه ، أو نقل متواتر به ، عمّن يجب اتباع قوله ، ولا يقبل في ذلك خبر واحد ، خاصّة إذا كان من طريقه العلم ، ومتى كان التأويل يحتاج إلى شاهد من اللّغة ، فلا يقبل من الشاهد إلّا ما كان معلوما بين أهل اللّغة ، شائعا بينهم» «9» .

5- ورغم الخبرة الكبيرة للمفسّر في علم الرجال ممّا هو جلي في كتبه الفقهيّة والرجاليّة ، إلّا أنّه لم يكن يعتني كثيرا بنقد السند ، وإنّما كان يعطي لمتن الرواية أكبر الأهمية في دراسة ما يروى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليه السلام) وسائر الصحابة ، ولم يجعل من روايات النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليه السلام) شاهدا على التفسير إلّا بعد ثبوت صحّتها ، إذ كان متقيّدا بالمبدإ القائل بضرورة عرض الأخبار على الكتاب- القرآن- فما وافقه يؤخذ به وما خالفه فهو زخرف ومطروح‏ «10» .

لذا لم يتحرّج الشيخ الطوسي في عدم الأخذ ببعض الروايات المرويّة عن أهل البيت (عليهم السلام)؛ لعدم ثبوتها عنده‏ «11» .

6- تحفّظ الطوسي من آراء المفسّرين الذاتية ؛ «لأنّ من المفسّرين من حمدت طرائقه ومدحت مذاهبه؛ كابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد وغيرهم ، ومنهم من ذمّت مذاهبه؛ كأبي صالح ، والسدّي ، والكلبي وغيرهم ، هذا في الطبقة الاولى ، وأمّا المتأخّرون ، فكلّ واحد منهم نصر مذهبه ، وتأوّل على ما يطابق أصله» ، لذا صرّح بأنّه : «لا يجوز لأحد أن يقلّد أحدا منهم» ، إلّا أنّه لم يهمل آراءهم ولم يسقطها من الاعتبار ، بل نجده يستشهد بآراء المفسّرين ، على اختلاف طرائقهم ، من حمدت منهم مذاهبه أو من ذمّت ، ليجعل الدليل هو الفيصل ، وذلك بالرجوع إلى «الأدلّة الصحيحة : إمّا العقليّة أو الشرعيّة» «12» . . فقبل من آرائهم ما نهض به البرهان ، وردّ على الكثير من آرائهم بالحجج العقليّة أو الشرعيّة ، سواء من كان منهم من الممدوحين أو غيرهم ، إذ إنّه لم يمنعه ذمّ مذاهب البعض من قبول بعض الآراء التي ذكروها ممّا قام عليه الدليل وأيّده البرهان .

7- كان موقف الطوسي حذرا من الروايات الإسرائيلية التي تمسّ اصول العقيدة؛ كمسائل التوحيد والنبوّة ، وقد تعرّضنا لذلك فيما سبق من البحث في الاسرائيليات ، إلّا أنّ موقفه ذلك لم يشمل سائر المرويّات ، فتضمّن تفسيره بعض المرويّات عن أهل الكتاب ؛ ككعب الأحبار ، ووهب بن منبه ، وعبد الملك بن جريج ، وذلك في الموارد التي لا تمسّ العقيدة ولا تتنافى مع اصول الدين ، فنجده أحيانا يتساهل في قبولها دون تعقيب ، وقد يذكر بعض الروايات الغريبة أو الخرافيّة بصيغة التضعيف ، وكأنّه لم يقطع بصحّتها أو خطئها ، فيذكرها على نحو الحكاية بصيغة (قيل) أو (يقال) أو (حكي) ، وهو بذلك ينقل عن تفاسير سابقة ضمّت تلك الروايات كتفسير الطبري وغيره‏ «13» .

والخلاصة ، فإنّ تفسير الطوسي شكّل بحقّ مدرسة متميّزة في التفسير ، سواء على صعيد مباحثه الكلاميّة المتميّزة بالعمق القرآني ، أو منهجه التحقيقي والموضوعي في التعامل مع المأثور من التفسير ممّا ميّزه أيضا عن سائر التفاسير التي سبقته وشكّل الأساس لما جاء من بعده من تفاسير جامعة ، وترك بصماته العملية على أعلام المفسّرين حتّى يومنا هذا . فجزاه اللّه عن القرآن خير جزاء المحسنين .

______________________________

(1)- مقدّمة رجال الطوسي/ العلّامة السيّد محمّد صادق بحر العلوم/ ص 12 .
(2)- معجم رجال الحديث/ ج 16/ ص 262 .
(3)- الشيخ الطوسي مفسّرا/ د . خضير جعفر/ ص 90 .
(4)- رجال الطوسي/ المقدّمة/ ص 93 .
(5)- مجمع البيان/ الطبرسي/ المقدّمة .
(6)- راجع كأمثلة على ما سبق : التبيان : 1/ 107 و115 و2/ 383 ، وانظر : المنهج الأثري في تفسير القرآن الكريم/ هدى جاسم أبو طبرة/ ص 164 .
(7)- التبيان : 8/ 470 و3/ 222 ، 268 و491 ، راجع : الشيخ الطوسي مفسّرا/ د . خضير جعفر/ ص 142 .
(8)- التبيان/ مقدّمة المؤلّف/ ص 5 .
(9)- المصدر السابق/ ص 6- 7 .
(10)- القرآن في الاسلام/ الطباطبائي/ ص 67 .
(11)- التبيان/ ج 10/ ص 418 .
(12)- التبيان/ مقدّمة المؤلّف/ ص 6 .
(13)- التبيان/ ج 8/ ص 89- 100 . المنهج الأثري/ ص 185 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .