المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مشكلة المارقين  
  
3471   11:26 صباحاً   التاريخ: 15-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص73-75.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

يقول الرواة : إنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) سمّى أهل النهروان بالمارقين وأنّه قد عهد إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بقتالهم كما عهد إليه بقتال الناكثين والقاسطين من بعده.

والظاهرة البارزة في اتجاهات الخوارج هي الالتواء في السلوك والإصرار على الجهل والعناد فقد بنوا واقعهم على التعصّب وعدم التدبر والإمعان في حقائق الأمور وقد كان شعارهم الذي تفانوا في سبيله وقدّموا له المزيد من الضحايا لا حكم إلاّ لله ولكنّهم لمْ يلبثوا أنْ جعلوا الحكم للسيف فنشروا الإرهاب والخوف والفساد في الأرض ؛ وعلى أي حال فإنّ الإمام (عليه السّلام) لمّا نزح من صفّين إلى الكوفة لمْ يدخلوا إليه وإنّما انحازوا إلى حروراء فنسبوا إليها وكان عددهم فيما يقول المؤرّخون : اثني عشر ألفاً وقد جعلوا أميرهم على القتال شبث بن ربعي وعلى الصلاة عبد الله بن الكوّاء اليشكري وخلعوا الإمام (عليه السّلام) عن الخلافة وجعلوا الأمر شورى بين المسلمين.

والتاع الإمام (عليه السّلام) من تمرّدهم فأوفد للقياهم عبد الله بن عباس وأمره أنْ لا يخوض معهم في ميدان الخصومة والنزاع حتّى يأتيه إلاّ أنّه لمْ يجد بداً من الحوار معهم وبينما هو يحاورهم إذ أطلّ عليهم الإمام (عليه السّلام) فنهى ابن عباس عن مناظرتهم وأقبل عليهم فقال لهم : اللهمّ إنّ هذا مقام مَنْ أفلج فيه كان أولى بالفلج يوم القيامة ومَنْ نطق وأوعث فيه فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً. ثم قال لهم : مَنْ زعيمكم؟.

ـ ابن الكواء.

ـ ما أخرجكم علينا؟.

ـ حكومتكم يوم صفّين.

ـ أنشدكم بالله أتعلمون أنّهم حيث رفعوا المصاحف فقلتم نجيبهم إلى كتاب الله قلتُ لكم : إنّي أعلم بالقوم منكم ؛ إنّهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن إنّي صحبتهم وعرفتهم أطفالاً ورجالاً فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال , امضوا على حقّكم وصدقكم فإنّما رفع القوم هذه المصاحف خديعة ودهناً ومكيدة فرددتم عليّ رأيي وقلتم : لا بل نقبل منهم ؛ فقلت لكم : اذكروا قولي لكم ومعصيتكم إيّاي فلمّا أبيتم إلاّ الكتاب اشترطت على الحكمين أنْ يحييا ما أحيا القرآن وأنْ يميتا ما أمات القرآن فإنْ حكما بحكم القرآن فليس لنا أنْ نخالف حكماً يحكم بما في القرآن وإنْ أبيا فنحن من حكمها براء , وأبطلت هذه الحجّة النيرة جميع أوهامهم فهم المسؤولون عن التحكيم كما هم مسؤولون عن كلّ ما حدث من الفتنة والفساد وليس للإمام (عليه السّلام) ظلع في ذلك وأيقنوا أنّ الذنب ذنبهم وليس على الإمام (عليه السّلام) أي تبعة في ذلك فقالوا له : أتراه عدلاً تحكيم الرجال في الدماء؟

ـ لسنا حكّمنا الرجال إنما حكّمنا القرآن وهذا القرآن إنّما هو خط مسطور بين دفّتين لا ينطق وإنّما يتكلّم به الرجال.

ـ خبّرنا عن الأجل لِمَ جعلته فيما بينك وبينهم؟

ـ ليعلم الجاهل ويثبت العالم ولعلّ الله يصلح في هذه الهدنة هذه الأُمّة.

وسدّ عليهم الإمام (عليه السّلام) كلّ نافذة ينفذون منها ووجد منهم تقارباً وإذعاناً لمقالته فخاطبهم بناعم القول : ادخلوا مصركم رحمكم الله ؛ فأجابوه إلى ذلك ودخلوا عن آخرهم معه إلى الكوفة إلاّ أنّهم بقوا مصرّين على فكرتهم يذيعونها بين البسطاء حتّى شاع أمرهم وقويت شوكتهم وأخذوا ينشرون الخوف والإرهاب ويدعون إلى البغي وعزل الإمام (عليه السّلام) وجعل الأمر شورى بين المسلمين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.