أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-26
1152
التاريخ: 31-01-2015
4068
التاريخ: 18-10-2015
3713
التاريخ: 30-01-2015
3969
|
يقول الرواة : إنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) سمّى أهل النهروان بالمارقين وأنّه قد عهد إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بقتالهم كما عهد إليه بقتال الناكثين والقاسطين من بعده.
والظاهرة البارزة في اتجاهات الخوارج هي الالتواء في السلوك والإصرار على الجهل والعناد فقد بنوا واقعهم على التعصّب وعدم التدبر والإمعان في حقائق الأمور وقد كان شعارهم الذي تفانوا في سبيله وقدّموا له المزيد من الضحايا لا حكم إلاّ لله ولكنّهم لمْ يلبثوا أنْ جعلوا الحكم للسيف فنشروا الإرهاب والخوف والفساد في الأرض ؛ وعلى أي حال فإنّ الإمام (عليه السّلام) لمّا نزح من صفّين إلى الكوفة لمْ يدخلوا إليه وإنّما انحازوا إلى حروراء فنسبوا إليها وكان عددهم فيما يقول المؤرّخون : اثني عشر ألفاً وقد جعلوا أميرهم على القتال شبث بن ربعي وعلى الصلاة عبد الله بن الكوّاء اليشكري وخلعوا الإمام (عليه السّلام) عن الخلافة وجعلوا الأمر شورى بين المسلمين.
والتاع الإمام (عليه السّلام) من تمرّدهم فأوفد للقياهم عبد الله بن عباس وأمره أنْ لا يخوض معهم في ميدان الخصومة والنزاع حتّى يأتيه إلاّ أنّه لمْ يجد بداً من الحوار معهم وبينما هو يحاورهم إذ أطلّ عليهم الإمام (عليه السّلام) فنهى ابن عباس عن مناظرتهم وأقبل عليهم فقال لهم : اللهمّ إنّ هذا مقام مَنْ أفلج فيه كان أولى بالفلج يوم القيامة ومَنْ نطق وأوعث فيه فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً. ثم قال لهم : مَنْ زعيمكم؟.
ـ ابن الكواء.
ـ ما أخرجكم علينا؟.
ـ حكومتكم يوم صفّين.
ـ أنشدكم بالله أتعلمون أنّهم حيث رفعوا المصاحف فقلتم نجيبهم إلى كتاب الله قلتُ لكم : إنّي أعلم بالقوم منكم ؛ إنّهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن إنّي صحبتهم وعرفتهم أطفالاً ورجالاً فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال , امضوا على حقّكم وصدقكم فإنّما رفع القوم هذه المصاحف خديعة ودهناً ومكيدة فرددتم عليّ رأيي وقلتم : لا بل نقبل منهم ؛ فقلت لكم : اذكروا قولي لكم ومعصيتكم إيّاي فلمّا أبيتم إلاّ الكتاب اشترطت على الحكمين أنْ يحييا ما أحيا القرآن وأنْ يميتا ما أمات القرآن فإنْ حكما بحكم القرآن فليس لنا أنْ نخالف حكماً يحكم بما في القرآن وإنْ أبيا فنحن من حكمها براء , وأبطلت هذه الحجّة النيرة جميع أوهامهم فهم المسؤولون عن التحكيم كما هم مسؤولون عن كلّ ما حدث من الفتنة والفساد وليس للإمام (عليه السّلام) ظلع في ذلك وأيقنوا أنّ الذنب ذنبهم وليس على الإمام (عليه السّلام) أي تبعة في ذلك فقالوا له : أتراه عدلاً تحكيم الرجال في الدماء؟
ـ لسنا حكّمنا الرجال إنما حكّمنا القرآن وهذا القرآن إنّما هو خط مسطور بين دفّتين لا ينطق وإنّما يتكلّم به الرجال.
ـ خبّرنا عن الأجل لِمَ جعلته فيما بينك وبينهم؟
ـ ليعلم الجاهل ويثبت العالم ولعلّ الله يصلح في هذه الهدنة هذه الأُمّة.
وسدّ عليهم الإمام (عليه السّلام) كلّ نافذة ينفذون منها ووجد منهم تقارباً وإذعاناً لمقالته فخاطبهم بناعم القول : ادخلوا مصركم رحمكم الله ؛ فأجابوه إلى ذلك ودخلوا عن آخرهم معه إلى الكوفة إلاّ أنّهم بقوا مصرّين على فكرتهم يذيعونها بين البسطاء حتّى شاع أمرهم وقويت شوكتهم وأخذوا ينشرون الخوف والإرهاب ويدعون إلى البغي وعزل الإمام (عليه السّلام) وجعل الأمر شورى بين المسلمين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|