المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نوبات الغضب عند الطفل
6/11/2022
تعليب canning
5-3-2018
ماذا يحدث عند سقوط ثقب أسود في ثقب أسود؟
2023-04-05
accommodation (n.)
2023-05-05
كنى وألقاب الامام السجاد
30-3-2016
Amino Acids that form Succinyl CoA: Methionine
7-11-2021


مؤمن بن سعيد  
  
3931   01:24 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص122-124
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو مؤمن بن سعيد بن إبراهيم بن قيس، كان جدّه إبراهيم مولى للأمير عبد الرحمن الداخل. رحل مؤمن بن سعيد إلى المشرق فلقي أبا تمّام (ت ٢٣٢) و روى عنه شعره. فلمّا عاد إلى الأندلس جعل الناس يقرءون عليه شعر أبي تمّام. 
و كان مؤمن بن سعيد مؤدّبا لأولاد أمراء قرطبة. و كذلك اتّصل بهاشم بن عبد العزيز و بغيره من رجال الدولة. و لكنّ فلتات لسانه أوقعت الوحشة بينه و بين هؤلاء. 
في سنة 262 خرج القائد هاشم بن عبد العزيز لقتال الثائر عبد الرحمن بن مروان الجليقيّ (و كان من الذين يتظاهرون في الأندلس بالإسلام) على غير أهبة صحيحة ثمّ أوغل في اللّحاق بابن مروان فقتل عدد كبير من رجاله و وقع هو أسيرا في يد ابن مروان الجليقي. فشمت به مؤمن بن سعيد و هجاه (من غير ضرورة توجب ذلك سوى فحش لسانه) . فلمّا خرج هاشم من الأسر، بعد عامين، أوغر صدر الأمير محمّد على مؤمن بن سعيد فغضب الأمير محمّد على مؤمن بن سعيد و حبسه. 
و ظلّ مؤمن بن سعيد في السجن حتّى توفّي في الرابع من رجب 267 (٩/٢/٨٨١ م) . 
كان مؤمن بن سعيد شاعرا مشهورا مكثرا محسنا مطبوعا، و كان فحل شعراء قرطبة في زمانه. و لكنّ شعره ضاع و لم يبق منه سوى نتف أكثرها في الهجاء. و كان مؤمن بن سعيد يهاجي ثمانية عشر شاعرا فيعلوهم. من هؤلاء عبّاس بن فرناس و ديك تيس الجنّ (أحمد بن محمّد الكتّاني) و العتبي. و لقد كان كثير التهكّم بالناس شديد الهجوم على أعراضهم لا يهاب سوقة و لا وزيرا حتّى سمّاه الحجاريّ دعبل الأندلس؛ لشدة هجائه (راجع نفح 3:538) . 
المختار من شعره: 
- قال مؤمن بن سعيد في الشكوى و النسيب: 
حرمتك ما عدا نظرا مضرّا... بقلب بين أضلاعي مقيم 
فعيني منك في جنّات عدنٍ... مخلّدة و قلبي في الجحيم
- و قال شامتا بهاشم بن عبد العزيز، عند أسره، يخاطب أبا حفص (ابن عمّ هاشم و عدوّه) : 
تصبّح، أبا حفص، على أسر هاشم... ثلاث زجاجات و خمس رواطم (1)
و بح بالذي قد كنت تخفيه خفية... فقد قطع الرحمن دولة هاشم 
- و لمّا صنع عبّاس بن فرناس لنفسه جناحين و طار بهما قال فيه مؤمن بن سعيد: 
يطمّ على العنقاء في طيرانها... إذا ما كسا جثمانه ريش قشعم (2) 
- و قال يشكو من أهل بلده. (تروى لمحمد بن بشير المعافري- ت ١٩٨ ه‍- فوق، ص 85) : 
إنّما أزرى بقدري أنّني... لست من بابة هذا البلد (3) 
ليس منهم غير ذي مقلية... لذوي الألباب أو ذي حسد (4) 
يتحامون لقائي مثلما... يتحامون لقاء الأسد
طلعتي أثقل في أعينهم... و على أنفسهم من أحد (5) 
لو رأوني قعر بحر لم... يكن أحد يأخذ منهم بيدي (6)
______________________
١) تصبّح: اشرب الخمر صباحا. ثلاث زجاجات (من خمر) . خمس رواطم (لا تفهم في هذا البيت إلاّ إذا كانت كناية عن النكاح) : مع خمس رواطم ( الرطوم: المرأة الضيقة. . .) . 
٢) طمّ الطائر الشجرة: علاها (يطمّ على العنقاء في طيرانها: يزيد عليها في الطيران) . القشعم: النسر المسنّ (التامّ العمر القويّ) . العنقاء: طائر خرافيّ كبير قويّ. 
3) أزرى به الشيء: نقص من قدره، عابه. البابة: النوع، المستوى. 
4) مقلية: بغض، كره. 
5) أحد: جبل (قرب المدينة) . 
6) قعر بحر: في قعر بحر. 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.