المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28

علم الصحافة وتطورها
17-12-2020
تّميز الاتهام عن التهمة
11-5-2017
نقص العيش
30-1-2021
علم الواجب تعالى بذاته وبما سواه بالعلم الحضوري
2-07-2015
الامن في الاسرة
9-1-2016
رواد فن المقال- الدكتور محمد حسين هيكل
12/12/2022


ابن الهبّارية  
  
3206   08:39 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص222-225
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015 2444
التاريخ: 11-3-2016 2534
التاريخ: 24-06-2015 1956
التاريخ: 12-08-2015 3721

هو الشريف نظام الدين أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة الهاشمي البغداديّ العبّاسيّ، كان من نسل عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ (كان عيسى ابن أخي أبي جعفر المنصور) .

ولد ابن الهبّارية في بغداد و نشأ فيها و تلقّى العلم في المدرسة النظامية في الغالب؛ ثم اتّصل بنظام الملك وزير ملكشاه السلجوقيّ و حظي عنده. و لكنّ خبث لسانه و نفسه حمله على هجاء نظام الملك، أغراه بذلك أبو الغنائم بن دارست. و أغضى نظام الملك على هذا الهجاء و زاد في أفضاله على ابن الهبّارية. غير أنّ ابن الهبارية ظلّ يوجس خيفة في نفسه فغادر بغداد، في أواخر وزارة نظام الملك (456-485 ه‍) في الاغلب، الى أصبهان. و مع أن نظام الملك قتل سنة 485 ه‍ (1092 م) و ولي الوزارة بعده أبو الغنائم (ت 486 ه‍) ، فانّ ابن الهبّارية لم يعد إلى بغداد فيما نعلم. و بعد أن قضى ابن الهبّارية مدّة في أصبهان رحل عنها إلى كرمان و بقي فيها إلى أن توفّي سنة 509 ه‍ (1105 م) .

ابن الهبارية شاعر مجيد مقتدر مكثر، و لكن غلب على شعره الهجاء و الهزل و السخف و المجون أحيانا، و النظيف من شعره في غاية الحسن. و شهرة ابن الهبّارية إنما هي في الشعر القصصي الحكمي قصيدا و رجزا. و قد نظم قصص كتاب كليلة و دمنة (لابن المقفّع) شعرا و سمّاه نتائج الفطنة في نظم كليلة و دمنة. ثمّ انّه وضع كتابا سمّاه ال‍ «الصادح و الباغم» (1)على أسلوب كليلة و دمنة و جعله شعرا في ألفي بيت و قدّمه إلى أبي الحسن صدقة بن منصور صاحب الحلّة (479-501 ه‍) . و لابن الهبّارية أيضا أرجوزة في الشطرنج و كتاب فلك المعالي.

مختارات من شعره:

- قال ابن الهبّاريّة يردّ على من يقول بأنّ الانسان اذا سافر حصل على رزق كثير:

قالوا: أقمت و ما رزقت؛ و إنما...  بالسير يكتسب اللبيب و يرزق (2)

فأجبتهم: ما كلّ سير نافعا... الحظّ ينفع لا الرحيل المقلق (3)

كم سفرة نفعت، و أخرى مثلها... ضرّت: و يكتسب الحليم و يخفق (4)

كالبدر يكتسب الكمال بسيره... و به اذا حرم السعادة يمحق (5)

- من نتائج الفطنة: باب الحمامة المطوقة (6):

لمّا انقضى الكلام قال دبْشلمْ... لبيدبا: لقد أتيت بالحِكمْ (7)

و قد علمنا كيف قطع الخائن... بين المحبّين بقول المائن (8)

فاذكر لنا أخلاق إخوان الصفا... و ما سمعت عنهم من الوفا (9)

و كيف يبدا حبّهم و ودّهم... ثم يدوم عهدهم و عقدهم

فكان قول الفيلسوف بيدبا... خير كنوز المرء إخوان الصفا

لا تخدعن فإنّما الإخوان... على الأمور كلّها أعوان

كمثل الحمامة المطوّقة... و قصدها في كربها الأخ الثّقة

الجرذ الناصح للأصحاب... السلحفا و الظبي و الغراب

قال: فحدّثني بذاك أسمع... و لا تحدّث جاهلا ليس يعي (10)

قال: نعم، كان بأرض صيد... مرتعه دشت عليه ريد (11)

بينا غراب ساقط في شجره... إذ مرّ صيّاد به فأنكره (12)

و قال: ما أبرح من مكاني... حتّى أرى فعال ذا الإنسان (13)

-الغراب و العقاب (من الصادح و الباغم) :

و فعل ما يفعل للصلاح... ما فيه من عيب و لا جناح (14)

فالشهم من أصلح أمر نفسه... و لو بقتل ولده و عرسه (15)

أ ما سمعت خبر الغراب... إذ خشي الشرّ من العقاب (16)

كان به مستأنسا مختصّا... لا يجد العائب فيه نقصا

و صاحب النعمة محسود على... ما ناله من العلا إذا علا

فطرحوا في مسمع العقاب... خيانة عن ولد الغراب

فقيل: قد أفسد بعض الحُرم... و لم يكن في ذاك بالمتّهم (17)

فخشي الغراب من نكيره... إذ بالغ الحاسد في تزويره (18)

و قال: لا يحتمل السلطان... ثلاثة يفعلها خوّان

إذاعة السر و إفساد الحُرم...و القدح في الملك؛ و من يفعل يُلم

و إنني أرهب من عقابه... جائحة تغمّ من عذابه (19)

فتذهب النفس و كلّ الأهل... و الحزم أن أفديهم بالشكل

قد يقطع العضو، إذا العضو فسد... و يقلع الضرس لإصلاح الجسد

حينئذ قام فسمّ ولده... كم رجل أصلحه ما أفسده

و جاءه برأسه (20) و قالا... لست لما تكرهه حمّالا

من خان مولاه فذا جزاؤه... و ربّما داوى العليل داؤه

إني عدوّ كلّ من عاداكا... كذا وليّ كلّ من والاكا

فجلّ في نفس العقاب قدره... و صانه من العقاب مكره

و للرجال فاعلمن مكائد... و خدع منكرة شدائد

____________________

1) الصادح من الطير و الباغم من البهائم (كالغزال) .

2) اللبيب: العاقل.

3) المقلق: المزعج (الذي يحمل الانسان على أن ينتقل من مكان الى آخر) .

4) أخفق الرجل: خاب (طلب أمرا فلم يحصل عليه) .

5) يمحق (بالبناء للمجهول) القمر: يذهب نوره (في آخر الشهر) .

6) باب الحمامة المطوقة: باب (فصل) في كتاب كليلة و دمنة لابن المقفع يقوم على أن الصداقة ممكنة بين الأجناس المتنافرة في الطباع كالإنسان و الحمام و السلحفاة و الغزال و الجرذ و الغراب الخ.

7) دبشليم ملك الهند و بيدبا الفيلسوف الهندي هما اللذان بنى ابن المقفع عليهما الحوار في كتاب كليلة و دمنة.

8) المائن: الكاذب. و قد علمنا كيف قطع الخائن. . . . : في باب الاسد و الثور (قبل باب الحمامة المطوقة مباشرة) يقول دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: اضرب لي مثل المتحابين اللذين يقطع بينهما الكذوب المحتال.

9) اخوان الصفا: الأصدقاء الذين لا تبطل صداقتهم.

10) حدثني أنا و لا تحدث بهذه الحكمة رجلا جاهلا لا يستوعب ما يسمع.

11) الدشت: الصحراء. الريد: الحرف الناتئ من الجبل.

12) أنكر: أنكر مجيء هذا الصياد الى هذه الصحراء التي ليس فيها طيور.

13) أبرح: أترك، أذهب.

14) ما فيه: ليس فيه. جناح: ذنب. «ما» الأولى (اسم موصول) ، و الثانية (حرف نفي) .

15) الولد (بضم الواو) : الاولاد. العرس: الزوجة.

16) العقاب (بالضم) : طائر من الجوارح.

17) الحرم: جمع حرمة (بضم الحاء) : ما يحرم على الآخرين، المرأة. لم يكن في ذاك بالمتهم: كان أمينا لا يفعل مثل ذلك.

18) من نكيره-من نكير العقاب: من استنكاره-كثرة اللوم و التهويل بالذنب. التزوير: تحسين الكلام و تزويقه.

19) الجائحة: الشدة التي تذهب بالمال، الاهلاك. تغم: تجلب الغم و الحزن.

20) و جاءه برأسه: (قتل الغراب ابنه) و جاء برأسه الى العقاب.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.