أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2016
754
التاريخ: 4-12-2015
637
التاريخ: 4-12-2015
657
التاريخ: 4-12-2015
693
|
يستحب لمن صلى منفردا إعادة تلك الصلاة مع الجماعة، تحصيلا لفضيلة الجماعة أية صلاة كانت - وبه قال علي عليه السلام، وأنس وحذيفة وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والزهري والشافعي(1) - لان يزيد بن الاسود العامري قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله، حجته فصليت معه صلاة الفجر في مسجد الخيف وأنا غلام شاب، فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في آخر القوم لم يصليا معه، فقال: (علي بهما) فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: (ما منعكما ان تصليا معنا؟) فقالا يا رسول الله كنا قد صلينا في رحالنا، فقال: (لا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنهما لكما نافلة)(2).وأطلق ولم يفرق. وقال أحمد كذلك، ألا أنه قال: لا يصلي العصر والصبح إلا مع إمام الحي دون غيره(3).وقال مالك: إن كان قد صلى وحده، أعادهما جماعة إلا المغرب، وإن صلاها جماعة، لم يعدها(4).وقال الاوزاعي: يصلي ما عدا المغرب والصبح(5).وقال أبو حنيفة: لا يعيد إلا صلاتين: الظهر والعشاء(6).
واحتجوا: بقوله عليه السلام: (لا تصلى صلاة في اليوم مرتين)(7).وقال: (لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس)(8) والمغرب وتر لا يتنفل بها(9).والخبر لا حجة فيه، لأنه لا يصليهما على أنهما واجبتان. والنهي بعد العصر محمول على ما لا سبب له. ونمنع انتفاء التنفل بالوتر. وقال بعض الشافعية: يضيف إليها رابعة، ورووه عن حذيفة بن اليمان(10).وليس ب شيء.
فروع:
أ: هل يستحب لمن صلى جماعة إعادة صلاته في جماعة أخرى؟ قال الشافعي: نعم(11) وعموم قول الصادق عليه السلام، في الرجل يصلي الفريضة ثم يجد قوما يصلون جماعة، أيجوز أن يعيد الصلاة معهم؟ قال: " نعم وهو أفضل"(12).ويحتمل العدم، لان المطلوب حصل أولا، وهو: إدراك فضيلة الجماعة، وإنما سوغنا الاعادة، استدراكا لمصلحة الجماعة، وهو إنما يتحقق في المنفرد.
ب: لو صلى في جماعة ثم حضر واحد وأراد الصلاة، استحب له أن يصلي معه جماعة إماما أو مأموما، تحصيلا لفضيلة الجماعة للحاضر.
ج: هل يستحب التكرار ثلاثا فما زاد؟ إشكال، أقربه: المنع.
د: الوجه: أن الفرض هو الاولى، والثانية سنة - وبه قال أبو حنيفة وأحمد والشافعي في الجديد(13) - لقوله عليه السلام: (فتكون لكم نافلة)(14).وقول الصادق عليه السلام، لما حكم باستحباب الاعادة، قلت: فإن لم يفعل؟ قال: " ليس به بأس "(15).ولان الاولى قد سقط بها الفرض، ولهذا لم يجب أن يصلي ثانيا. ولأنه صلى المأمور به على وجهه، فيخرج عن العهدة. وقال في القديم: يحتسب الله له بأيهما شاء، لأنه استحب إعادة الفريضة ليكملها بالجماعة، فلو كانت الثانية نافلة، لم تستحب لها الجماعة(16).وليس بجيد، فإن الجماعة(17) استحبت، لان الجماعة سببها. وفي رواية عن الصادق عليه السلام، في الرجل يصلي الصلاة وحده ثم يجد جماعة، قال: " يصلي معهم ويجعلها الفريضة "(18).وهي محموله على ما إذا دخل في الصلاة ثم حضرت الجماعة، فإنه يعدل بنيته إلى النفل، ثم يجعل الثانية هي الفريضة.
ه: إذا جعلنا الثانية نفلا، فالأقرب: أنه ينوى النفل لان الفعل يقع نفلا فكيف نأمره بنية الفرض !؟ وهو أحد قولي الشافعية، وأصحهما عندهم: أنه ينوي الفرض، لان القصد إدراك فضيلة الجماعة، ولا تشرع الجماعة في النوافل(19).وليس بجيد، لأنهم سلموا أنها نفل.
______________
(1) المهذب للشيرازي 1: 102، فتح العزيز 4: 296، المجموع 4: 223 و 225، حلية العلماء 2: 160.
(2) سنن أبي داود 1: 157 / 575، سنن الترمذي 1: 424 - 425 / 219، سنن النسائي 2: 112 - 113، سنن البيهقي 2: 301.
(3) حلية العلماء 2: 161، المغني 1: 786، الشرح الكبير 2: 6 و 7.
(4) حلية العلماء 2: 161، الكافي في فقه أهل المدينة: 50.
(5) حلية العلماء 2: 161.
(6) حلية العلماء 2: 161، المجموع 4: 225، فتح العزيز 4: 298، المغني 1: 786، الشرح الكبير 2: 7.
(7) سنن أبي داود 1: 158 / 579 وفيه: (لا تصلوا..).
(8) سنن أبي داود 2: 24 / 1276، صحيح مسلم 1: 567 / 827.
(9) أنظر: المغني 1: 786، والشرح الكبير 2: 7.
(10) المجموع 4: 225، حلية العلماء 2: 160 - 161.
(11) المهذب للشيرازي 1، 102، المجموع 4: 223 و 225، حلية العلماء 2: 161.
(12) التهذيب 3: 50 / 175.
(13) المهذب للشيرازي 1: 102، المجموع 4: 224، فتح العزيز 4: 301، حلية العلماء 2: 161، الشرح الكبير 2: 8، المغني 1: 788.
(14) سنن النسائي 2: 113، سنن الترمذي 1: 425 / 219، مسند أحمد 4: 161 بتفاوت فيها.
(15) التهذيب 3: 50 / 175.
(16) المهذب للشيرازي 1: 102، المجموع 4: 223 - 224، فتح العزيز 4: 301، حلية العلماء 2: 162.
(17) أي: صلاة الجماعة.
(18) الكافي 379 / 1، الفقيه 1: 251 / 1132، التهذيب 3: 50 / 176.
(19) فتح العزيز 4: 303.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|