المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



وصية الأم لابنتها  
  
2304   01:18 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص81
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

خطب الحارث بن عمرو ملك كندة ابنة عوف بن محلم الشيباني , وقبل ان تزف الفتاة الى زوجها , اوصتها أمها أمامة بنت الحارث , فقالت لها : اي بنية , ان الوصية لو تركت لفضل ادب تركت لذلك منك , ولكنها تذكرة للغافل , ومعونة للعاقل , ولو ان امرأة استغنت عن الزوج لغني ابويها , وشدة حاجتهما اليها , كنت اغنى الناس عنه , ولكن النساء للرجال خلقن , ولهن خلق الرجال , اي بنية , انك فارقت الجو الذي منه خرجت , وخلفت العش الذي فيه درجت الى وكر لم تعرفيه , وقرين لم تألفينه , فاصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا , فكوني له امة يكن لك عبدا وشيكا , يا بنية احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا : الصحبة بالقناعة , والمعاشرة بحسن السمع والطاعة , والتعهد لموقع عينه منك على قبيح , ولا يشم منك الا اطيب ريح , والكحل احسن الحسن , والماء اطيب الطيب المفقود , والتعهد لوقت طعامه , والهدوء عنه عند منامه , فان حرارة الجوع ملهبة , وتنغيص النوم مبغضه , والاحتفاظ ببيته وماله , والارعاء على نفسه وحشمه وعياله , فان الاحتفاظ بالمال حسن التقدير , والارعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير , ولا تفشي له سرا , ولا تعصي له امرا , فانك ان افشيت سره لم تأمني غدره , وان عصيت امره اوغرت صدره , ثم اتقي مع ذلك الفرح ان كان ترحا , والاكتئاب عنده ان كان فرحا , فان الخصلة الاولى من التقصير , والثانية من التكدير , وكوني اشد ما تكونين له إعظاما , يكن اشد ما يكون لك اكراما , واشد ما تكونين له موافقة , يكن اطول ما تكونين له مرافقة , واعلمي انك لا تصلين الى ما تحبين , حتى تؤثري رضاه على رضاك , وهواه على هواه , فيما احببت وكرهت , والله يخير لك يا بنية .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.