المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المدن الجديدة وعلاقتها بمفهوم المحلة
3-10-2021
الكويكبات والأجرام الوراء نبتونية والمذنبات
2023-02-13
تفسير الآية (55-68) من سورة يس
9-10-2020
الصلح مع معاوية
7-03-2015
الإعلان عن بيع العقار
8-5-2016
Olinthus Gilbert Gregory
9-7-2016


عمل الامهات  
  
2032   08:38 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص258
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2020 1511
التاريخ: 11-1-2016 1879
التاريخ: 26-10-2017 2634
التاريخ: 10-1-2016 2291

...إن الوظيفة الاساسية للأمهات هي الامومة، وهذا ليس بالعمل البسيط والسهل، فرعاية الابناء والاولاد وتربيتهم هي بحد ذاتها تستحق العناية والاهتمام، وإذا ارادت الام التي لديها طفلان او ثلاثة ان تقوم بواجب الامومة على النحو الاكمل والاحسن، فإنهم سيأخذون كل وقتها تقريباً، لأنها في الوقت نفسه التي هي فيه ام للأولاد هي زوجة لزوجها، وربة منزل ومديرة لبيتها واسرتها.

فلو لم تهتم بشؤون الذين هم ثمرة فؤادها وفلذة كبدها وحاصل محبتها وزواجها، بحجة العمل، واهملت ما يتعلق بتغذيتهم وإدارة شؤونهم، او اوكلت ذلك الى الآخرين فمن الذي سيهتم بهم؟ ومن الذي سيحتضنهم؟ ولو ان الاولاد تعرضوا لصدمة من جراء انشغال امهم بالعمل والشغل، ولم تتمكن الام لأمر قاهراً، من ان تقدم أي مساعدة لأطفالها، فمن هو المسؤول؟ ومن يتحمل هذه المسؤولية امام الطفل غداً عند الله تعالى وفي المحكمة الإلهية؟ وما هو العذر والحجة التي ستقدم له هناك.

للعمل ضرورته، ولكن ليس على حساب امر او شيء آخر، فالعمل خارج المنزل مهما كان مهماً وقيماً، فإنه لا يعادل ان يمرض طفلك لحظة وهو يتشوق لقدومك ورؤيتك، او ان ينادي الطفل امه ولكنه لا يجدها الى جانبه، فإذا لم يكن بدّ من العمل، فالأساس هو ان لا يتعرض الطفل الى ضرر وان لا يضيع حقه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.