أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-02
![]()
التاريخ: 12-1-2016
![]()
التاريخ: 2025-01-01
![]()
التاريخ: 28-6-2021
![]() |
صحيح أن الإسلام حث على بر الوالدين ولكنه أعطى للأم مساحة أكبر من الاهتمام فطلب أن تُعامل الأم برعاية أكبر , ولعل ذلك يعود لأكثر من سبب أهمها أنها تبذل الجهد الأعظم في تربية ابنها فهي التي تحمله في جوفها تسعة أشهر تكابد فيها الصعاب والمشاق ويأخذ منها الغذاء وكل ما يحافظ على استمراريته في رحمها , ثم بعد ذلك تغذيه بلبنها وتسهر عليه الليالي الطوال وتضحي بسعادتها وراحتها كي يعيش هو ويواجه العالم الذي سيرميه بما لا يعد ولا يحصى من الميكروبات الوبائية , أو الميكروبات الفكرية حتى يقوى ويواجه المجتمع بصحة جسدية وفكرية ونفسيه .
وقد تحدث الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن حق الأم بكلام رائع حيث قال:(اما حق أمك فإن تعلم أنها حملتك حيث لا يتحمل أحد أحدا , وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها , ولم تبال أن تجوع وتطعمك , وتعطش وتسقيك , وتعرى وتكسوك وتضحي وتظلك , وتهجر النوم لأجلك , ووقتك الحر والبرد لتكون لها , فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه)(1).
لقد اعتبر الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنك بحاجة الى تدخل إلهي كي توفق الى شكر أمك فمهما فعل الإنسان لن يستطيع أن يشكر لها ساعة قضتها أمام سريرنا ونحن مرضى .
ولذلك جعل الإسلام الجنة تحت أقدام الامهات , بمعنى أن من أراد الجنة عليه أن يبر أمه ويحسن اليها فينالها , وقد ورد عن بعض الصالحين أنه كان يصر على تقبيل قدمي أمه وعندما يسأل عن سبب ذلك يقول إنه يريد أن يشم رائحة الجنة , فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله:(الجنة تحت أقدام الأمهات)(2) ،وإن قلت إن كون الجنة تحت أقدامهن لا يعني مفاضلتهن عن الآباء، قلت إن الأحاديث متواترة عن تقديمهن على الآباء فقد روى الإمام الصادق (عليه السلام) ما نصه: جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه واله) فقال يا رسول الله من أبر ؟ قال : أمك , قال : ثم من ؟ قال : أمك , قال : ثم من ؟ قال : امك , قال ثم من ؟ قال : أباك)(3) .
ولعل هذا الاهتمام يعود ايضا الى أن الأم كامرأة عنصر ضعيف لا يقوى على مواجهة بعض الظروف الاستثنائية كالأب الرجل , ومن جهة أخرى لعدم قدرتها على تحصيل المال لإنفاقها الخاص مقارنة بقدرة الرجل .
المهم أن الإسلام شجع رعاية الأم أكثر مما شجع على رعاية الأب فأعطاها الأولوية بمراحل عن الرجل إكراما لها وتقديرا لدورها .
_____________________________________________________
1ـ من لا يحضره الفقيه الجزء 2 ص 621 .
2ـ مستدرك الوسائل الجزء 15 ص 180 .
3ـ وسائل الشيعة الجزء 15 ص 207 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|