المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05



كيف كان لقاء جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله) ؟  
  
2484   04:11 مساءاً   التاريخ: 4-1-2016
المؤلف : السيد مير محمدي زرندي
الكتاب أو المصدر : بحوث في تاريخ القرآن
الجزء والصفحة : ص 37-45 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الوحي القرآني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2015 5992
التاريخ: 2023-07-27 2251
التاريخ: 21-10-2014 1980
التاريخ: 30-05-2015 1806

١ - كان يستأذن على النبي (صلى الله عليه وآله).

٢ - كان يقعد بين يديه كما يقعد العبد.

٣ - كان يأتي إليه في صورة الآدميين إلا مرتين.

٤ - كان يأتي إليه على صورة دحية الكلبي.

٥ - في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) مقام اسمه مقام جبرئيل (عليه السلام) يستحب الدعاء فيه.

وقبل أن نتكلم حول هذه النقاط لابد من الإشارة إلى أن هذه أمور توقيفية ، فلابد من الرجوع فيها إلى الروايات الواردة في بيانها ، فنقول :

أدب جبرئيل :

روى المحدث الحر العاملي بسند صحيح عن معاوية بن عمار أنه قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ائت مقام جبرئيل (عليه السلام) - وهو تحت الميزاب ، فإنه كان مقامه إذا استأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله) - فقل... الخ (١).

وروى أيضا عن عمر بن يزيد قال : حاضت صاحبتي وأنا بالمدينة - إلى أن قال : - فذكرت ذلك لأبي عبد الله (عليه السلام) فقال : مرها فلتغتسل ، ولتأت مقام جبرئيل (عليه السلام) ، فإن جبرئيل كان يجئ فيستأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن كان على على حال لا ينبغي له أن يأذن له قام في مكانه حتى يخرج إليه ، وإن أذن له دخل عليه... الخ (2).

وفي البحار للمحقق المجلسي نقلا عن الشيخ الصدوق في عقائده قوله :

اعتقادنا في نزول الوحي من عند الله عز وجل... فأما جبرئيل (عليه السلام) فإنه كان لا يدخل على النبي (صلى الله عليه وآله) حتى يستأذنه إكراما له ، وكان يقعد بين يديه قعدة العبد (3).

وقد أخذه من الروايات المصرحة بذلك ، مثل ما رواه في علل الشرائع : حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي ، قال : حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان جبرئيل (عليه السلام) إذا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) قعد بين يديه قعدة العبد ، وكان لا يدخل حتى يستأذنه (4).

وفي البحار نقلا عن كمال الدين للشيخ الصدوق : سئل الصادق (عليه السلام) عن الغشية التي كانت تأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) أكانت تكون عند هبوط جبرئيل ؟ فقال : لا ، إن جبرئيل إذا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) لم يدخل عليه حتى يستأذنه ، فإذا دخل عليه قعد بين يديه قعدة العبد ، وإنما ذلك عند مخاطبة الله عز وجل إياه بغير ترجمان وواسطة.

حدثنا بذلك ابن إدريس عن أبيه عن جعفر بن محمد عن محمد بن الحسين بن زيد عن الحسين بن علوان عن عمر بن ثابت عن الصادق (عليه السلام) (5).

وفي البحار أيضا نقلا عن أمالي الشيخ الطوسي : أنه روت جماعة عن أبي المفضل عن عدة (قد سماهم) عن ابن عباس قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغدو إليه علي (عليه السلام) في الغداة ، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد ، فإذا النبي (صلى الله عليه وآله) في صحن الدار ، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي ، فقال : السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله ؟ قال : بخير يا أخا رسول الله - إلى أن قال : - فأخذ رأس النبي (صلى الله عليه وآله) فوضعه في حجره (أي حجر علي) فانتبه النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : ما هذه الهمهمة ، فأخبره الحديث ، فقال : لم يكن دحية ، كان جبرئيل ، سماك باسم سماك الله تعالى به... الخ (6).

وهذا الحديث يدل دلالة واضحة على أن جبرئيل كان يعظم النبي ويكرمه غاية الإكرام ، حتى أنه ليضع رأسه في حجره لينام.

الوحي على نوعين :

هذا وقد نطقت الأخبار الكثيرة بأنه إذا كان الوحي للنبي (صلى الله عليه وآله) بواسطة جبرئيل فلا يثقل الوحي على النبي (صلى الله عليه وآله) ولا تصيبه السبتة.

فقد روى الشيخ أبو جعفر البرقي في العلل من المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أتاه الوحي من الله وبينهما جبرئيل يقول : هو ذا جبرئيل ، وقال لي جبرئيل ، وإذا أتاه الوحي وليس بينهما جبرئيل تصيبه تلك السبتة ، ويغشاه منه ما يغشاه لثقل الوحي عليه من الله عز وجل (7).

وعن الشيخ الصدوق في التوحيد بإسناده عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جعلت فداك ، الغشية التي كانت تصيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا نزل عليه الوحي ؟ قال : فقال : ذلك إذا لم يكن بينه وبين الله أحد ، ذلك إذا تجلى الله له. قال : ثم قال : تلك النبوة يا زرارة ، وأقبل يتخشع (8).

وفي صحيح البخاري : حدثنا فروة حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن الحارث بن هشام سأل النبي (صلى الله عليه وآله) : كيف يأتيك الوحي ؟

قال : كل ذلك يأتي ، الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني ، وقد وعيت ما قال ، وهو أشده علي ، ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا ، فيكلمني فأعي ما يقول (9). روى مثله مسلم والبيهقي ، وفي الطبقات والبداية والنهاية قريب منه أيضا.

وروى في الطبقات عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه أنه بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول : كان الوحي يأتيني على نحوين : يأتيني به جبرئيل فيلقيه علي كما يلقي الرجل على الرجل فذلك يتفلت مني ، ويأتيني في شئ مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي ، فذاك الذي لا يتفلت مني (10).

ويستفاد من هذه الأحاديث أن الغشية إنما كانت تصيبه لو لم يكن جبرئيل بينه وبين الله عز وجل ، أما إذا كان جبرئيل فلا يصيبه شئ من ذلك ، وهذه النقطة - وهي حصول السبتة والغشية له (صلى الله عليه وآله) لو لم يكن جبرئيل - لابد من بحثها وتمحيصها ، ولسنا الآن في صدد ذلك ، وإنما ذلك له محل آخر.

فما روي في طبقات ابن سعد مطلقا من أنه (صلى الله عليه وآله) إذا أوحي إليه وقذ لذلك كهيئة السكران - ولا يخفى ما في هذا التعبير من الإساءة إلى قدس رسول الله (صلى الله عليه وآله) - أو فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض ، ولا يتثبته أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد - كما عن مسند أحمد - غير مقبول ، ولابد من حمله على صورة ما لو لم يكن جبرئيل هو الواسطة بينه (صلى الله عليه وآله) وبين الله سبحانه.

وما عن أبي عوانة في صحيحه بعد قوله (صلى الله عليه وآله) " وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول " : وهو أهونه علي (11) يشهد ويدل على أن تكليم جبرئيل كان أهون الوحي وأسهله على النبي (صلى الله عليه وآله).

لماذا السبتة ؟

ولعل حصول السبتة وعروض الغشية له (صلى الله عليه وآله) إذا كان الوحي بلا واسطة - إن صحت - لعلها من جهة رؤيته (صلى الله عليه وآله) عظمة الله وجلاله ، وقد قدمنا رواية الشيخ الصدوق عن أبي عبد الله (عليه السلام) والتي فيها أن تلك الغشية إنما هي إذا تجلى الله تعالى للنبي (صلى الله عليه وآله) ، أي ظهر أمره وجلاله وعظمته لا أنه ظهر بنفسه ، فإن رؤيته محال على ما حقق في محله ، وليس هذا إلا على حد قوله تعالى : {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف : 143]. أي تجلى بنوره ، كما عن ابن عباس على ما في مجمع البيان. وقال في تفسير الجلالين : أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر ، كما في حديث صححه الحاكم.

على أي صورة كان يأتي جبرئيل ؟

بقي الكلام في أنه هل كان جبرئيل يأتي النبي (صلى الله عليه وآله) على صورته الأصلية أم أنه كان تارة يأتيه على صورة الآدمي واخرى على صورته الأصلية ؟ وأيضا إذا كان يأتيه على صورة الآدمي فهل كان يأتيه على هيئة شخص معين أم أنه أتاه على صور أشخاص متعددين ؟ وإذا فرضنا أنه كان يأتيه على هيئة رجل خاص فمن هو ذلك الرجل الذي كان يأتيه جبرئيل على هيئته ؟ فلابد لنا من الإشارة باختصار إلى حقيقة الأمر في هذه الناحية ، فنقول :

إن المستفاد من الروايات والأقوال أنه (عليه السلام) جاء على صورة دحية بن خليفة الكلبي ، إلا مرتين جاء فيهما على صورته الأصلية ، على ما في تفسير الصافي للفيض (رحمه الله) قال فيه : وروي : ما رآه - أي جبرئيل - أحد من الأنبياء في صورته غير محمد ، مرة في السماء ، ومرة في الأرض (12).

وقد تعرض الشيخ الطبرسي في مجمع البيان لهما عند تعرضه لتفسير الآية المباركة : {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم : 12، 13]. قال (رحمه الله) : أي رأى جبرئيل في صورته التي خلق عليها. وقال عند تفسيره : {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم : 5 ، 6] : أي جبرئيل على صورته التي خلق عليها - إلى أن قال : - قالوا (لعله يقصد الذين سبقوا في كلامه ، وهم : ابن عباس والربيع وقتادة) : إن جبرئيل كان يأتي النبي (صلى الله عليه وآله) في صورة الآدميين ، فسأله النبي (صلى الله عليه وآله) أن يريه نفسه (عليه السلام) على صورته التي خلق عليها ، فأراه نفسه مرتين : مرة في الأرض ، ومرة في السماء.

وقال السيوطي عند تفسيره لهذه الآيات : وقد رآه النبي (صلى الله عليه وآله) على صورته التي خلق عليها ، فرآه النبي (صلى الله عليه وآله) وكان بحراء ، وقد سد الأفق إلى المغرب ، فخر مغشيا عليه ، وكان قد سأله أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها ، فواعده بحراء ، فنزل جبرئيل على صورة الآدميين... الخ (13).

وأما أنه على هيئة أي رجل كان يأتيه جبرئيل فإنني ما رأيت موردا يدل دلالة واضحة على أنه كان دائما ينزل على صورة شخص بعينه. إلا أنه قد ورد في الروايات والتواريخ ذكر موارد خاصة ، نزل فيها جبرئيل على صورة دحية بن خليفة الكلبي.

منها : ما سبق عن أمالي الشيخ عن ابن عباس قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغدو إليه علي في الغداة ، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد ، فإذا النبي في صحن الدار ، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي - إلى أن قال : - فانتبه النبي فقال : ما هذه الهمهمة ، فأخبره الحديث ، فقال : لم يكن دحية ، كان جبرئيل... الخ (14).

ومنها : ما في صحيح البخاري بسنده إلى أبي عثمان قال : أنبئت أن جبرئيل (عليه السلام) أتى النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده أم سلمة فجعل يتحدث ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لام سلمة : من هذا ؟ أو كما قال ، قالت : هذا دحية ، فلما قام قالت : والله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) يخبر خبر جبرئيل... الخ (15).

ومنها : ما ورد في البحار في غزوة بني قريظة ، وفيه : فخرج فاستقبله حارثة ابن نعمان ، فقال له : ما الخبر يا حارثة ؟ فقال : بأبي وأمي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، هذا دحية الكلبي ينادي في الناس : ألا لا يصلين العصر أحد إلا في بني قريظة ، فقال : ذاك جبرئيل... الخ (16).

إلى آخر ما هنالك من القضايا المشابهة لما ذكرنا ، وهي كما ترى لا تدل على أنه كان ينزل دائما على صورة دحية الكلبي ، لكنه قد روي عن حذيفة بن اليمان حديث لا يبعد أن يستفاد منه العموم ، وهو أنه قال : إن الناس كانوا يدخلون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الحجاب إذا شاؤوا ، فنهاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يدخل أحد إليه وعنده دحية بن خليفة الكلبي (17).

وعلى ما نقله في البحار في مورد آخر ، قال حذيفة : وإني أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما في حاجة فرأيت شملة مرخاة على الباب ، فرفعت الشملة فإذا أنا بدحية الكلبي ، فغمضت عيني فرجعت ، قال : فلقيت علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لي : يا عبد الرحمن من أين أقبلت ؟ قلت : أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حاجة ، فلما أتيت منزله رأيت شملة مرخاة على الباب ، فرفعت الشملة فإذا أنا بدحية الكلبي فرجعت. قال : فقال لي علي (عليه السلام) : ارجع يا حذيفة - إلى أن قال : - فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : يا علي من حجر من أخذت رأسي ؟ وغاب دحية ، فقال : أظنه من حجر دحية الكلبي ، قال : أجل ، فأي شئ قلت ؟ وأي شئ قيل لك ؟ قال : قلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد علي : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : طوبى لك يا علي ، سلمت عليك الملائكة بإمرة المؤمنين (18).

فالمستفاد منه أنه (صلى الله عليه وآله) قد منع الناس من الدخول عليه إذا كان دحية عنده ، من جهة أنه لعله جبرئيل ، فلا يليق ، ولا ينبغي الدخول عليه وهو عنده فإذا فرض أن جبرئيل كان يتمثل أيضا بصورة شخص غير دحية فلابد من النهي أيضا عن الدخول على النبي (صلى الله عليه وآله) إذا كان ذلك الشخص الذي يحتمل أنه جبرئيل عنده.

وإذا أضفنا إلى ذلك كله ما ورد في ترجمة دحية فإنه يحصل لنا الاطمئنان بأنه كان دائما يأتي على صورة دحية إلا مرتين.

قال في الإصابة : وكان (أي دحية) يضرب به المثل في حسن الصورة ، وكان جبرئيل ينزل على صورته ، جاء ذلك في حديث أم سلمة ، ومن حديث عائشة ، وعن الطبراني من حديث عفير بن معدان عن قتادة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : كان جبرئيل يأتيني على صورة دحية الكلبي (19).

وفي الاستيعاب قال : وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشبه دحية الكلبي بجبرئيل (عليه السلام). ومثل ذلك جاء في الطبقات في عدة روايات ، وفيه قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن ابن شهاب قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أشبه من رأيت بجبرئيل دحية الكلبي (20).

وفي الطبقات أيضا قال : أخبرنا عفان بن سلم قال : حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر عن ابن أبي عمير عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : كان جبرئيل يأتي النبي في صورة دحية الكلبي (21).

وقال في قاموس الرجال : دحية بن خليفة الكلبي عده أبو عمر وغيره في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهد أحدا وما بعدها ، وفي أخبار الفريقين : أن جبرئيل (عليه السلام) كان يأتي النبي (صلى الله عليه وآله) في صورته ، وذلك دليل ثقته (22).

الجمع بين الأقوال :

هذا ، ويمكن الجمع بين هذه الأقوال وبين الأقوال الدالة على أن جبرئيل (عليه السلام) كان يأتي على صورة دحية كثيرا كما في البداية والنهاية ، أو أنه كان يأتي على صورته أحيانا كما في أسد الغابة ورجال المامقاني ، بأن يقال : إن جبرئيل (عليه السلام) كان إذا تمثل رجلا فإنه يتمثل بصورة دحية دائما ، وهذا لا ينافي أن يكون هذا التمثل قليلا بالنسبة إلى الموارد التي لا يتمثل فيها على صورة الآدميين ، وهي كثيرة :

قال في المناقب : وسمعت مذاكرة أنه نزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستين ألف مرة (23). وسواء كان ذلك مبالغة أو لم يكن فإن النتيجة تكون أنه إذا تمثل بصورة الآدمي تمثل بصورة دحية ، وأن ذلك كان أحيانا. وأما مجيئه على غير صورة الآدمي وكونه على صورة الملك فقد كان أكثر ، والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على عباده المصطفين.

____________________

(١) وسائل الشيعة : ج ١٠ ص ٢٧١ ب ٨ من أبواب المزار.

(2) وسائل الشيعة : ج ٩ ص ٥٠٩ ب ٩٣ من أبواب الطواف.

(3) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٢٤٨.

(4) علل الشرائع : ص ٧ الباب ٧.

(5) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٢٦٠.

(6) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٢٦٧.

(7) المحاسن : في قسم العلل ص ٣٣٨.

(8) التوحيد : ص ١١٥ حديث ١٥.

(9) صحيح البخاري : ج ٤ ص ١٣٦.

(10) الطبقات الكبرى : ج ١ ص ١٣١ باب شدة نزول الوحي.

(11) الإتقان : ج ١ ص ٤٦.

(12) في تفسير سورة النجم ، عند تفسير قوله " فاستوى ".

(13) تفسير الجلالين : في تفسير سورة النجم.

(14) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٢٦٧.

(15) صحيح البخاري : ج ٦ ص ٢٢٣ ، وقريب منه ما في ج ٤ ص ٢٥٠.

(16) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٢٣٣.

(17) بحار الأنوار : ج ٢٨ ص ٩٠ نقلا عن إرشاد القلوب للديلمي.

(18) بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ٣٢٦ نقلا عن كشف اليقين للعلامة الحلي.

(19) الإصابة : ج ١ ص ٤٧٣.

(20) الطبقات الكبرى : ج ٤ ص ١٨٤.

(21) الطبقات الكبرى : ج ٤ ص ١٨٤.

(22) قاموس الرجال : ج ٤ ص ٢٧٢ تحت رقم ٢٧٥٩.

(23) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ٤٤.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .