أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-05-2015
1837
التاريخ: 20-04-2015
1779
التاريخ: 30-05-2015
5630
التاريخ: 20-04-2015
2330
|
عندما نراجع كتب التاريخ ، نجد تخبطاً واختلافاً في أجواء أسماء كتاب الوحي بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) . كما نجد الاختلاف في عدد هؤلاء الكتاب . فبينما نرى بعض المؤرخين يرقى بهم الى ثلاثة وأربعين كتابا ، نجد البعض الآخر يحصرهم في ستة وعشرين ، وثالثاً في أربعة عشر .
ولعل الأهواء السياسية والخلفيات العقائدية لدى بعض المؤرخين ، كانت هي الدافع الى مثل هذا الاختلاف في العدد ، فضلا عن الاختلاف في الأسماء .
والذي يؤيد ذلك :
هو أن بعض المؤرخين ، قد أدرج في كتاب الوحي أسماء أشخاص لم يعهد لها سابقة في الإسلام ، كما لم يعهد عن أصحابها أنهم كتبوا الوحي ، كما أهمل بعض الأسماء التي أجمعت الأمة على أن أصحابها كانوا الركن الأساس في كتابته كعلي (عليه السلام) ، كما فعل الذهبي في تذكرة الحفاظ ، وابن حجر في الإصابة ، حيث نجد هذا الأخير قد ذكر شخصاً كمعاوية أنه كان كاتباً للوحي مع إغفاله لذكر علي (عليه السلام) (1) ؟!!
ولعل بعض من أطنب في ذكر كتاب الوحي ، كان قد خلط بين من كان يكتب الوحي القرآني ، وبين من كان يكتب الوحي مما ليس بقرآن من الأحاديث القدسية أو الأحكام الشرعية ، وبين من كان يكتب رسائل النبي (صلى الله عليه واله) وعهوده أو يسجل ما يجيء من أموال الصدقات والغنائم وما يستحقه أربابها من قسمة ، ومنهم معاوية الذي كان يكتب في حوائج رسول الله (صلى الله عليه واله) . وكذلك خالد بن سيعيد بن العاص ، وكان المغيرة بن شعبة والحصين بن نمير يكتبان ما بين الناس) (2) .
ومن أجل ذلك سوف نقتصر كلامنا حول كتاب الوحي الذين أجمعت كلمات المؤرخين على أنهم كانوا كذلك وهؤلاء هم :
1- علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
كان في طليعة كتاب الوحي ، بل إمامهم ، إذ لم يفته شيء من القرآن أو السنة إلا وكتبه بإملاء رسول الله (صلى الله عليه واله) . ويدل على ذلك ما ورد في رواية احتجاجه (عليه السلام) على جماعة من المهاجرين والأنصار وفيهم طلحة ، ومما جاء فيها :
(يا طلحة ، إن كل آية أنزلها الله تعالى على محمد (صلى الله عليه واله) عندي بإملاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وخط يدي . وتأويل كل آية أنزلها الله تعالى على محمد (صلى الله عليه واله) ، وكل حلال أو حرام أو حد أو حكم أو شيء تحتاج اليه الأمة إلى يوم القيامة فهو عندي مكتوب بإملاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وخط يدي حتى أرش الخدش) (3) .
2- أُبيّ بن كعب :
وكان من الانصار وهو أول من كتب منهم للنبي (صلى الله عليه واله) وكان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه واله) وممن شهد بدرا، وكان فقيها وقارئا للقران ، وقد اتفق على انه أحد كتّاب الوحي ، وأنه ممن كتبوا القران كله ، وكان اذا غاب علي (عليه السلام) يكتب الوحي-كما ذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد.(4)
وقد ورد (5) في بعض الروايات عن الامام الصادق (عليه السلام) ان اهل البيت عليهم السلام ) كانوا يقرأون على قراءة أبيّ
2- زيد بن ثابت :
وهو أيضاً ممن اتفق على أنه من كتاب الوحي ، وكذا من كتاب الكتب والعهود بين يديه (صلى الله عليه واله) . ويذكر ابن عبد ربه (6) أن زيداً كان (يكتب الى الملوك مع ما كان يكتبه من الوحي ، وقيل إنه تعلم الفارسية من رسول كسرى ، والرومية من حاجب النبي (صلى الله عليه واله) ، والحبشية والقبطية من خادمه (صلى الله عليه واله) ) .
ويذكر ابن الأثير (7) أنه كانت ترد على رسول الله (صلى الله عليه واله) كتب بالسريانية فأمر (صلى الله عليه واله) زيداً فتعلمها .
وقد ذكر بعض الباحثين أنه كان عثمانيا ، ولم يشهد مع علي (عليه السلام) شيئاً من حروبه .
ولابد في ختام الكلام عن كتاب الوحي ، أن نذكر بما أشرنا اليه سابقاً من أن بعض المؤرخين ، غلبت عليه خلفيته العقائدية ونزعاته السياسية ، فأدرجوا في جملة كتاب الوحي بعض الأسماء التي لم يعرف لها سابقة مشرفة في الاسلام ، ظنا من هؤلاء المؤرخين ، أن ادراج أسماء أمثال هؤلاء في جملة كتاب الوحي كمعاوية بن أبي سفيان ، وعبد الله بن أبي سرح يعطيهم مزية أو يزينهم بفضيلة ، مع أن الأمر ليس كذلك ، فإن معاوية الطليق وابن الطلقاء من الذين أسلموا بألستنهم ليحقنوا دماءهم ، لا تفيده صفة كتاب الوحي – لو ثبتت- في محو وصمة الكفر والخروج عن الاسلام ومبادئه والتي طبعت تاريخه وتاريخ أسرته طيلة فترة تسلطهم على رقاب المسلمين ظلماً وزوراً ، وبعد هذا فأين معاوية من كتاب الوحي ، وما أحسن ما قاله العقاد فيه : (ولا تتفق الأخبار على كتابته للوحي ، ولا على حفظه لآيات من القرآن تلقاها من النبي ، كما كان كتاب الوحي يتلقون الآيات لساعتها ، والأرجح أنه لم يكن معروفاً بحفظ شيء من كتابة الوحي في أيام جميع القرآن ، ولو علم عثمان – وهو من ذوي قرابته- إن عنده مرجعاً من المراجع يثوب اليه لرجع اليه كما رجع الى غيره . . . ) .
وأما عبد الله بن أبي سرح فقد كان أخا عثمان من الرضاعة ، وقد أجمع المؤرخون على ارتداده عن الاسلام ، فقد عد من كتاب الوحي لحسن خطه ، ولكنه كان منافقا يظهر الاسلام ويبطن الكفر ، فكان إذا قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (سميع بصير) يحرف الكلم فيكتب : (سميع عليم) . وإذا قال (صلى الله عليه واله) : (والله بما تعملون خبير) كتب (بصير) . فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يطلع من جبرئيل (عليه السلام) على خيانته فيقول (صلى الله عليه واله) : هو واحد ، هو واحد (يعني (صلى الله عليه واله) أن القرآن واحد غيرت أم لم تغير لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما أمليه عن الوحي وجبرئيل يصلحه) فهرب الى مكة مرتداً وهجا النبي (صلى الله عليه واله) ، فأمر النبي (صلى الله عليه واله) بقتله ولو وجد متعلقاً بأستار الكعبة ، ونزل فيه قوله تعالى : (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب أو قال أوحي الي ولم يوح اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله) فلما فتح النبي (صلى الله عليه واله) مكة أمر بقتله ، فجاء به عثمان فأخذ بيده ورسول الله في المسجد فقال : يا رسول الله اعف عنه ، فسكت (صلى الله عليه واله) ، ثم أعاد فسكت (صلى الله عليه واله) ، ثم أعاد ، فقال (صلى الله عليه واله) : هو لك ، فلما ذهب قال رسول الله ؟(صلى الله عليه واله) لأصحابه : ألم أقل من رآه فليقتله ؟ فقال رجل : عيني اليك يا رسول الله أن تشير الي بقتله فأقتله . فقال (صلى الله عليه واله) : ان الأنبياء لا يقتلون بالإشارة . فكان من الطلقاء (8) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) والغريب أن بعض المشايخ المعاصرين كصبحي الصالح في كتابه مباحث في علوم القرآن ، ص / 69 قد استند في ذلك الى ما ذكره بعض المستشرقين مثل بلاشير ولم يكلف نفسه عناء البحث والتمحيص ؟ ؟
(2) راجع العقد الفريد لابن عبد ربه ، 5 / 215 .
(3) الاحتجاج ، للطبرسي ، 1 / 357 .
(4) راجع الجزء الرابع / 215 و 216 .
(5) راجع أصول الكافي ، 2 / كتاب فصل القرآن ، الباب 469 ح 27 .
(6) العقد الفريد ، م . س ، ن .
(7) راجع أسد الغابة .
(8) راجع العقد الفريد ، لابن عبد ربه ، م . ن ، ص217 . والسيرة النبوية لابن هشام 4 / 51- 52 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|