مرض اللفحة النارية في الكمثري والتفاح

يعد هذا المرض من الأمراض المسجلة منذ زمن بعيد بما يقرب من ١٥٠ عام وهو منتشر في معظم أنحاء العالم ويعد من أخطر الأمراض علي الكمثري والتفاح في مصر. وهذا المرض مسجل علي حوالي ٢٠٠ نوع نباتي تتبع ٤٠ جنس من العائلة الوردية وقد تسبب هذا المرض في تدمير زراعات الكمثري في مصر في الآونة الأخيرة. وينتشر هذا المرض بدرجة عالية في الأشجار المنزرعة في الأراضي رديئة الصرف المرتفعة الحموضة الفقيرة في عنصر البوتاسيوم .

المسبب: بكتيريا ايرونيا اميلوفورا Erwinia amylovora

تعتمد البكتريا المسببة للمرض علي كثير من العوامل الجوية في نموها وتكاثرها وانتشارها (المطر – الندي – الرطوبة النسبية – الحرارة) حيث تنتشر بدرجة كبيرة في درجات حرارة بين ٢٤-٢٩م بالرغم من أن المرض يحدث في مدي واسع من درجات الحرارة يتراوح بين 4-32 م ويعمل المطر علي نشر المرض وحدوث الإصابة في بداية موسم النمو فإذا تبع ذلك جو دافئ ورطوبة نسبية عالية فالمتوقع أن ينتشر المرض بدرجة كبيرة وليس من الضروري توفر الأمطار لانتشار البكتريا فتكفي رطوبة نسبية ٧٠% في صورة ضباب أو ندي كما تلعب الحشرات دورا رئيسيا في انتشار المرض مثل الحشرات التي تتغذي علي رحيق الأزهار المختلط بالإفرازات البكتيرية اللزجة التي تحمل الميكروب معها فإذا كان لها دور في التلقيح فتنقله إلي الأزهار وكذلك الحشرات الماصة التي تنقل الميكروب إلي الأفرع الخضرية أثناء تغذيتها. والميكروب عصوي سالب لجرام.

بكتيريا ايرونيا اميلوفورا

الأعراض:

في بداية الربيع وبعد تفتح الأزهار بحوالي ٢-٣ أسابيع يظهر المرض في صورة ذبول للأزهار حيث تبدو وكأنها مبللة ثم يتحول لونها إلي البني ثم الأسود ثم تموت دون أن تسقط من علي الأفرع. وينتشر هذا المرض من الأزهار والبراعم إلي السيقان والأوراق التي تموت وتسود ثم يمتد إلي أسفل باتجاه الأفرع المسنة فتظهر قروح صغيرة علي السيقان الحديثة ثم تكبر هذه القروح علي الأفرع الصغيرة والأفرع المسنة، وقد تلتف القروح المتكونة حول الأفرع وتسبب موتها، كما قد تخرج الإفرازات اللزجة المحتوية علي الميكروب، وإذا أصيبت الثمار الحديثة يظهر عليها عفن واضح ومنها يخرج إفرازات تتساقط من العديسات تحتوي علي الميكروب ولكن الثمار الناضجة لا تصاب عادة.

وتظهر الأعراض علي التفاح في صورة موت للأزهار ولكن بدرجة أقل عن الكمثري مع اسوداد الأفرع الطرفية الحديثة وموتها وتظهر التقرحات أيضا علي السيقان والأغصان المسنة وقد يسبب التقرح موت الأفرع أو يبقي علي بعضها فترة الخريف والشتاء ومنها تنتشر في الربيع التالي.

ويلعب المطر دورا هاما في انتشار المرض من شجرة إلي أخري مما يساعد الحشرات خصوصا النحل علي نقل المرض إلي أزهار الحديقة وعندما تصاب الأزهار تنمو البكتريا في المسافات البينية للخلايا البرانشيمية ومن عنق الزهرة ينتشر الميكروب إلي السيقان حيث ينمو الميكروب بين خلايا القشرة مكونا جيوبا بها وقد تصل الإصابة حتى منطقة الكامبيوم. تبدأ البكتريا في النمو عندما تسري العصارة في الشجرة في الربيع وذلك من القرح الموجودة علي الجذع أو الأفرع فتخرج إفرازات لزجة بها البكتريا التي تنتشر من هذه القرح بواسطة الأمطار أو الحشرات إلي الأزهار والبراعم.

 شكل يوضح مظاهر اللفحة النارية على الأفرع (١)، الأزهار والثمار الحديثة (٢) ، الثمار الناضجة (3), وجذع الشجرة (٤)

طرق المكافحة:

١- التسميد الجيد المتوازن بأسمدة البوتاسيوم والفوسفور مع عدم الإسراف في التسميد الآزوتي.

٢- إضافة الجير إلي التربة لمعادلة الحموضة الزائدة.

٣- تحسين الصرف وعدم المغالاة في الري.

٤- التقليم الجيد والتخلص من الأفرع المصابة والسرطانات وكذلك الأشجار المصابة.

٥- كشط التقرحات الموجودة علي الأفرع الكبيرة ودهانها بأحد المركبات النحاسية اما على جذع الشجرة فيتم الكشط حتى تصل إلي القلف السليم ولمسافة ٢سم من حافة القرحة ثم تغطي بعجينة بوردو.

٦- استخدام المبيدات البكتيرية أو المضادات الحيوية الموصي بها من قبل وزارة الزراعة فيطول السكون والتزهير وطور ما بعد التزهير.

٧- رش الأشجار بعد الانتهاء من التقليم الشتوي بأحد المركبات النحاسية المناسبة.

٨- الاهتمام بمكافحة الحشرات جيدا أثناء النمو الخضري للأشجار حيث تلعب الحشرات دورًا هامًا في نقل البكتيريا.

المصدر:

امراض النبات (2010-2011), تأليف أ.د جهاد محمد الهباء و م. محمود شاكر مصطفى.