المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


محمد بن سلّام الجُمَحي  
  
12339   09:22 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص244-251
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-04-2015 1775
التاريخ: 29-12-2015 28313
التاريخ: 30-12-2015 2367
التاريخ: 21-06-2015 3342

هو أبو عبد اللّه محمّد بن سلاّم بن عبيد اللّه بن سالم، مولى قدامة ابن مظعون الجمحي القرشي.

ولد محمّد بن سلام في البصرة نحو عام 140 ه‍(757 م) ، و سمع العلم و الأدب من نفر كثيرين منهم (1)أبوه و منهم: الأصمعي و بشّار بن برد و أبو البيداء الرياحي و أبو عبيدة معمر بن المثنّى و مروان بن أبي حفصة و المسيّب بن سعيد و المفضّل الضبّي و يونس بن حبيب.

أمّا وفاة محمّد بن سلاّم الجمحي فكانت في بغداد سنة 231 ه‍(846 م) ، و قد زادت سنّه على تسعين سنة.

خصائصه الفنّيّة:

محمّد بن سلاّم الجمحيّ من رواة اللغة و الأشعار، إلاّ أنه أوسع شهرة و أثبت قدما في رواية الشعر. و لابن سلاّم عدد من الكتب ذكر منها ابن النديم (الفهرست 35،113) : كتاب غريب القرآن، كتاب الفاصل (2)في ملح الأخبار و الاشعار، كتاب بيوتات العرب، كتاب طبقات الشعراء الجاهليين، كتاب طبقات الشعراء الاسلاميّين، كتاب الحلاب واجر الخيل (3).

على أن شهرة محمّد بن سلاّم الجمحي و قيمته في تاريخ الأدب و النقد و في تاريخ التأليف العربي ترجعان إلى كتابه الذي وصل الينا باسم طبقات الشعراء (4).

إن قيمة كتاب «طبقات الشعراء» لابن سلاّم الجمحي حملت المستشرق يوسف هلّ (5) على أن يناقش في مقدمة هذا الكتاب طريقة التأليف التي اتبعها ابن سلاّم و التي كانت مألوفة في عصره و بعد عصره أيضا.

يرى يوسف هلّ أن التأليف القديم كان قائما على الرواية: على نقل الخبر بمعناه أو بلفظه واحدا عن واحد. إن ابن دريد مثلا كان الراوية الثقة لكتاب فحولة الشعراء للأصمعي (6)، بينما أبو حاتم السجزي أو السجستاني (7) هو الذي جمع الكتاب و دوّنه. أمّا الأصمعي نفسه فهو موجد فكرة الكتاب و مؤلّفه (8). و كذلك الشأن في كتاب طبقات الشعراء لابن سلاّم الجمحيّ، فانّ أبا طاهر محمد بن أحمد القاضي كان راوية الكتاب، بينما كان أبو خليفة الفضل بن الحباب جامع الكتاب و مدوّنه. أما محمد بن سلاّم الجمحيّ فكان الموجد الروحي لكتاب طبقات الشعراء و المؤلّف له. على أن قسط ابن سلاّم الجمحيّ في الكتاب المتّصل باسمه أعظم كثيرا من قسط الأصمعي في فحولة الشعراء. فبينما كان الاصمعي يبدي الرأي بعد الرأي في الشاعر بعد الشاعر-يعرض لذلك على غير نظام معلوم و لا سبيل تنظيم معيّن في سلسلة ما، كان ابن سلاّم يحرص على نظام في تقسيم الشعراء طبقات معلومة و يبدى في كلّ شاعر من كلّ طبقة رأيا ثم يخرج من الآراء في الشعراء المفردين إلى رأي جامع متكامل في شعراء كلّ طبقة. و كان هنالك فرق آخر بين كتاب الأصمعي و كتاب ابن سلاّم: كان الأصمعيّ من أقدم علماء اللغة فلم يكن يبني معارفه و آراءه على رواة أقدم منه عهدا، بل كان يكتفي بأن يبدي آراء شخصية. أما ابن سلاّم العالم الذي جاء بعد الأصمعي ببضع عشرة سنة فكان يعتمد آراء الذين جاءوا قبله، على الطريقة العلمية الصحيحة، إلاّ فيما ندر حيث كان يقول: قال ابن سلاّم. . . . (9).

. . . . و إنّ ما عدّه ابن النديم من آثار ابن سلاّم الجمحي كتابين: كتاب طبقات الشعراء الجاهليين و كتاب طبقات الشعراء الاسلاميين إنّما هما في الحقيقة كتاب واحد قدّم له مؤلّفه بمقدّمة واحدة. و لقد قصد المؤلّف (ابن سلاّم) ، على ما نرى في مقدّمته، أن يجعل من الشعراء المخضرمين (10)«طبقة وسيطة» بين الشعراء الوثنيّين (الجاهليّين) و بين الشعراء الإسلاميين ليعالجها معالجة مستقلّة. ثم بدّل فيما بعد «الترتيب» الذي كان قد وضعه و أضاف إلى الطبقات العشر الجاهلية طبقة حادية عشرة من أصحاب المراثي. بعدئذ خالف (أيضا) التقسيم الواحد فتكلّم على شعراء القرى (11): شعراء المدينة و مكّة و الطائف و البحرين و على الشعراء اليهود في المدينة. ثم ليس في هذا الكتاب «طبقات الشعراء» شيء من كتاب هو «كتاب الفحول أو «كتاب الفرسان» ؛ فلعلّ هذا الكتاب قد دخل في «كتاب الفرسان» المنسوب إلى أبي (الفضل بن الحباب) ، و هو كتاب يبدو، على كلّ حال، أنه فقد منذ زمن بعيد. . . . (12).

أما بناء المتن الذي وصل الينا، مع كل ما تسرّب إليه من النقص، فهو مرضيّ. و أما أن التأليف (13) ليس لابن سلاّم، بل لأبي خليفة فيبدو من (الذي ذكر على) الصفحة الخامسة عشرة (14) أنّه أكيد؛ حتّى لو أنّ أحدا فرض أنّ أبا خليفة قد اتّخذ في أحد كتبه عن الجاهلية ترتيبا للطبقات غير ذلك الذي وضعه ابن سلاّم (15). . .

و مثل ذلك الاختصار الواضح الذي يقع في أواخر أقسام شعراء الإسلام، فإنه يجب أن يكون قد دخل على الكتاب شيئا فشيئا، فإنّ (صاحب) الخزانة (خزانة الأدب للبغدادي) كان لا يزال يعرف-1:128 و ما بعدها- نصا أكثر تماما. (16). . . .

و كذلك ليس من الممكن في الوقت الحاضر أن نفصل في ما إذا كانت المخطوطة التي بين أيدينا هي الكاملة أو المختصرة: إنّ الشواهد المرويّة (في عدد من كتب الأدب القديمة) عن ابن سلاّم أغنى لغة من كلّ وجه و أوضح تعبيرا من النصوص التي تقابلها (في هذه النسخة المطبوعة) . و الذي يبدو لي أن «الإيجاز الشديد» في اللغة (في التعبير) دلالة على قدم اللغة، أكثر منه برهانا على عكس ذلك، أي إن المعقول أن يكون النصّ الموجز الغامض قد وسّع فيما بعد فأصبح بهذا التوسيع أكثر (وضوحا و أقرب إلى الفهم) لا العكس (أن التعبير المبسوط قد اختصر) . ثم إنّ الشواهد المروية عن محمّد بن سلاّم و التي لا نستطيع أن نهتدي إلى مظانّها في نسختنا هذه أبدا (و أكثرها من رواية أبي خليفة) ، و التي نلقاها في كتاب الأغاني و في سواه من المؤلّفات، لا تدلّ على أن نسختنا هذه غير كاملة، ما دام الذين يستشهدون بأقوال محمد بن سلاّم لا يذكرون صراحة أن شواهدهم مأخوذة من «طبقات الشعراء» ، ذلك لأن محمّد بن سلاّم مؤلّف كتب أخرى (في الشعر) .

على أن كتاب طبقات الشعراء للجمحي يمثل دورا وسطا في التأليف الإسلامي: إنّه خروج من التقيّد اللفظي بالروايات المفردة مثبتة بعد أسانيدها (17) إلى التحلّل من قيد الرواية باختصار الأسانيد و بجمع بعض الروايات إلى بعض (18). ثم خطا المؤلفون خطوة جديدة بالاستغناء على الأسانيد و سياقة المادّة سياقة منظّمة قدر الإمكان، كما نرى في كتاب الشعر و الشعراء لابن قتيبة (19).

و تتلخّص آراء يوسف هلّ في ما يلي:

أ-في كتاب طبقات الشعراء مرحلة أساسية: مرحلة ابتكار الفكرة لهيكل الكتاب بجعل الشعراء طبقات بعضها تحت بعض حسب شاعرية الشعراء. و قد أراد ابن سلاّم الجمحيّ أن يجعل شعراء الجاهلية عشر طبقات في كلّ طبقة أربعة شعراء، و أن يجعل شعراء الإسلام مثل ذلك.

ب-ثم بدا له أن ثمّة شعراء بين الجاهلية و الإسلام يستحقّون الذكر، فلم يجعلهم في طبقات على حسب شاعريّتهم، بل جمع قسما منهم باسم الفنّ الذي برعوا فيه فجعلهم «شعراء المراثي» . أما الباقون فقد قسّمهم بحسب المدن التي نشئوا فيها.

ج‍-هنالك مرحلة ثانية قام فيها أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي (ابن أخت محمّد بن سلاّم) المتوفّى نحو سنة 305 ه‍ باستملاء الكتاب و تدوينه و ترتيبه (و سياق الكتاب يدلّ على أن ابن سلاّم حدّث بالكتاب و لم يخطّه بيده، و ذلك على مجرى العادة في صدر التأليف الإسلامي)

د-و تأتي المرحلة الثالثة، و فيها قام أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي المتوفّى 367 ه‍ برواية الكتاب عن أبي خليفة.

ه‍-و يبدو أن الكتاب لم يبق على ما كان عليه في المرحلة الثالثة، بل تسرّبت إليه زيادات متتالية.

و في عام 1952 م أخرجت دار المعارف للطباعة و النشر كتاب محمد بن سلاّم الجمحي بالعنوان التالي: طبقات فحول الشعراء، شرحه محمود محمد شاكر. و الواقع أنّ في الكتاب أكثر من الشرح: فيه مقدّمة قيّمة و فيه تحقيق و شرح و تعليق. غير أن محمود محمد شاكر يحمل على مقدّمة يوسف هلّ و يقول (المقدمة 17) : «و كل ما جاء به يوسف هلّ لا يكاد يثبت على نقد» . و سبب تحامل محمود شاكر على مقدمة يوسف هل أمران:

الأول: إن الأصل الذي اعتمده محمود شاكر غير الأصل الذي اعتمده يوسف هلّ، ثم هو ثلاثة أضعاف الاصل الثاني (المقدمة 8) . و لعلّ هذا مما يبرّر قول يوسف هلّ من أن زيادات تسرّبت إلى الكتاب.

و الثاني: قول محمود محمّد شاكر (المقدمة، ص 14، الحاشية 3) :

«اعتمدت في نقلي لأقوال هذا المستشرق على صديقي الدكتور عبد الرحمن بدوي، قرأ الاصل الألمانيّ و أملى عليّ ملخّصا لما جاء فيه. ثم أعاد عليّ صديقي الدكتور أحمد بدوي قراءته و نقل لي فحواه، فلهما منّي أجزل الثناء و الشكر» .

إن هذه الطريقة تعين على الكشف عن اتّجاه المؤلّف، و لكنّها لا تجيز هذه المناقشة المطوّلة و التي غاب فيها عن محمود محمد شاكر غرض يوسف هلّ، و هو استخراج طريقة التأليف لكتاب هو أقدم كتب تاريخ الأدب التي وصلت إلينا. و ليس في قول يوسف هلّ إنكار لنسبة طبقات الشعراء إلى محمد بن سلاّم الجمحي. و في اللغة العربية أمثلة كثيرة من هذا الباب، فكتاب كليلة و دمنة مثلا مثال واضح على هذا التطوّر في التأليف.

و مع ثقتي بعلم الدكتور عبد الرحمن بدوي و الدكتور أحمد بدوي و بثقتي بقدرة محمود أحمد شاكر في التحقيق و احترامي لهم جميعا، فإنني أرى أن لغة يوسف هلّ لا تنصف بالنقل الشّفوي و لا بالتلخيص (20). إن لغته موجزة جدّا تعيا على التلخيص و إن اشاراته كثيرة. و على كلّ فمقدّمة محمود شاكر تحتاج إلى عناية، و لا أستطيع أن أحكم فيها في هذا المكان.

مختارات من مقدمة كتاب «طبقات الشعراء»:

-الشعر و روايته و نحله:

و الشعر صناعة و ثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم و الصناعات: منها ما تثقفه العين (21)، و منها ما تثقفه الأذن، و منها ما تثقفه اليد، و منها ما يثقفه اللسان. من ذلك اللؤلؤ و الياقوت لا يعرف (كلاهما) بصفة و لا وزن دون المعاينة ممن يبصره. و من ذلك الجهبذ (22) بالدينار و الدرهم لا يعرف جودتهما بلون و لا مسّ و لا طراز و لا حسّ و لا صفة، و يعرفها الناقد عند المعاينة: فيعرف بهرجها (23) و زائفها و ستّوقها و مفرّغها. . . .

و إنّ كثرة المدارسة تعين على العلم.

و كان ممن هجّن الشعر و أفسده و حمل كل غثاء (24) محمد بن إسحاق، و كان من علماء الناس بالسّير، فنقل الناس عنه الأشعار. و كان يعتذر منها و يقول: «لا علم لي بالشعر، إنما أوتى به فأحمله» . و لم يكن ذلك له عذرا! فكتب (ابن اسحاق) في السّير من أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرا قط و من أشعار النساء. . . تم جاوز ذلك إلى عاد و ثمود. أ فلا يرجع إلى نفسه فيقول: من حمل هذا الشعر و من أدّاه إلينا منذ ألوف من السنين؟ و اللّه يقول: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51)} (25). . . .

ففصّلنا (في هذا الكتاب) الشعراء من أهل الجاهلية و الإسلام و المخضرمين، و نزّلناهم منازلهم، و احتججنا لكل شاعر بما وجدنا له من حجّة و ما قال العلماء فيهم. و قد اختلف الرواة فيهم: فنظر قوم من أهل العلم بالشعر و النفاذ في كلام العرب و العلم في العربية، إذا اختلف الرواة، و قالوا بآرائهم. و قالت العشائر بأهوائها. فلا ينفع الناس في ذلك إلا الرواية عمّن تقدّم.

فلما راجعت العرب رواية الشعر و ذكر أيامها و مآثرها (26)، استقلّ بعض العشائر شعر شعرائهم و ما ذهب (27) من ذكر وقائعهم. و كان قوم قلّت وقائعهم و أشعارهم-و أرادوا أن يلحقوا بمن له الوقائع و الأشعار-فقالوا على ألسن شعرائهم. ثم كان الرواة بعد فزادوا في الأشعار. و ليس يشكل على أهل العلم زيادة ذلك، و لا ما وضع المولّدون. و إنما عضل بهم أن يقول الرجل من أهل بادية من ولد الشعراء أو الرجل ليس من ولدهم، فيشكل ذلك بعض الإشكال (28).

و كان أوّل من جمع أشعار العرب و ساق أحاديثها حمّاد الراوية، و كان غير موثوق به: كان ينحل شعر الرجل غيره، و كان يزيد في الأشعار.

___________________

1) طبقات الشعراء (طبعة محمود محمد شاكر، القاهرة 1952 م) ، راجع المقدمة، ص 12-13.

2) كذا في الفهرست (راجع طبقات الشعراء، ص 14 و 28 في الحاشية: لعله الفاضل) .

3) في الفهرست: الحلاب. لعلها الحلائب جمع حلبة (بفتح الحاء) : الدفعة (بضم الدال) من الخيل في الرهان، و خيل تجتمع للسباق (القاموس 1:58 ع) . اجر الخيل، لعلها اجراء الخيل (طبقات الشعراء، ص 14 الحاشية) .

4) طبعة يوسف هل، أعدها في عام 1914 م، و طبعت في مطبعة بريل، ليدن،1916 م. راجع اسم الكتاب «طبقات الشعراء» في الصفحات 19،20،21 من المقدمة الالمانية.

5) ولد يوسف هل Joseph Hell سنة 1875 م في بلدة فلزبيبورغ في بافارية (ألمانية) . درس اللغات الشرقية في جامعة منشن (ميونيخ) و وجه اهتمامه إلى اللغة العربية و الإسلام. قضى عاما (1898-1899 م) في الشرق العربي و عاما آخر (1905 م) في تونس و الجزائر و اسبانية. ثم أصبح منذ عام 1911 استاذا للغات و الآداب الشرقية في جامعة أرلنغن. توفي عام 1950. نشر أقساما من شعر الشعراء الهذليين و من شعر الفرزدق. و له من التآليف: ترجمة الفرزدق، حضارة العرب (نقل إلى الانكليزية) ، من محمد إلى الغزالي، الاسلام و المدنية الغربية، الشعر العربي في اطار الادب العالمي.

6) طبقات الشعراء (طبعة يوسف هل) ، المقدمة، ص 15، السطران 1-2.

7) بروكلمان (الأصل الالماني) ، الملحق 1:164، السطر 26.

8) في الأصل الألماني  Geistiger Urheberمؤلف، موجد، مؤسس، مبتدع: جهد عقلي.

9) طبقات الشعراء (يوسف هل) ، المقدمة، راجع ص 14-15.

10) راجع الجزء الأول، ص 260.

11) شعراء المدن (لأن الشعراء الجاهليين، و لأن الشعراء المعترف لهم بالتقدم هم شعراء البادية) .

12) طبقات الشعراء (يوسف هل) المقدمة 16-17.

13) التركيب، التنظيم. و التأليف: جمع بعض الأشياء إلى بعض.

14) هنا يستشهد الدكتور يوسف هل بالأغاني: «أخبرني أبو خليفة في كتابه إلي عن محمد بن سلام عن أبي زيد الانصاري و الحكم بن قنبر، قال» . . . (18:124) : . . . أخبرني أبو خليفة في كتابه عن محمد بن سلام عن يونس قال. . . (18:125) .

15) طبقات الشعراء (يوسف هل) ، المقدمة 16-17.

16) مثله 17.

17) الاسانيد جمع إسناد و سند: سلسلة الرجال الذين تروى الأخبار من طريقهم. ففي كتاب الاغاني مثلا (3:258) : «أخبرني الحسن بن علي قال حدثني محمد بن القاسم قال حدثني علي بن الحسن عن ابن الاعرابي قال حدثني سعيد بن حميد الكاتب البصري قال قال أبي: . . .» هذه الطريقة متبعة في رواية الحديث و في تاريخ الطبري و أمثاله.

18) كما يفعل كتاب الاغاني أحيانا فانه يلفق الروايات بجمع بعضها الى بعض بعد اختصارها و بعد اختصار أسانيدها.

19) قلما يحفل ابن قتيبة بذكر الاسانيد.

20) يوسف هل استاذي تعلمت عليه عامين و صحبته في أثناء اكثر العطل الدراسية، و هو الذي أشرف على أطروحتي (باللغة الالمانية) . و لا أزال أذكر ان ابنته عائشة (و هي مستشرقة ايضا) كانت تقول له: لما ذا تلجأ، يا أبي، الى هذا الاسلوب؟ (إذ كان يغلب على أسلوبه الالماني عدد من خصائص اللغة اللاتينية) .

21) تثقفه العين: تفطن له و تدركه ثم تحذق فيه حتى يصبح ملكة لها.

22) الجهبذ (بكسر الجيم و الباء) : الناقد الخبير (من الناحية النظرية) . الناقد: العارف (من الناحية العملية) بتمييز الدراهم و المتعود قبضها (راجع القاموس 1:241-242) .

23) البهرج: الباطل الرديء (المصنوع على شكل الدرهم و الدينار، ليس عملة أصلا!) . الزائف: الدرهم أو الدينار إذا مزجا بمعدن غريب (في أثناء سكهما) . الستوق (بفتح السين أو ضمها و بتشديد التاء و بالقاف) و التستوق (بضم التاءين) : الدرهم الملبس بالفضة (و الدينار الملبس بالذهب) . المفرغ: (الدرهم أو الدينار الذي يثقب فيستخرج شيء من معدنه ثم يملأ مكانه بمعدن آخر يدانيه في الوزن النوعي و يقل عنه في القيمة) .

24) هجن الشعر: أدخل فيه ما ليس من جنسه (زاد فيه ما ليس منه) . حمل كل غثاء: روى (من الشعر) ما لا صحة له. السير جمع سيرة: تاريخ رجل واحد.

25) القرآن الكريم 53:50-51(سورة النجم) .

26) المآثر جمع مأثرة (بفتح الثاء أو بضمها) : المكرمة، الصفة الجميلة المتوارثة. استقل الشيء: وجده قليلا.

27) ضاع.

28) أشكل: غمض، احتمل وجهين أو معنيين. عضل بهم الأمر: اشتد، عز عليهم.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب