المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أعصاب المخ تدل على وجود خالق للكون
22-3-2018
مميزات الصحافة الإلكترونية
20-12-2020
Dense
28-7-2020
توزيع بولتزمان
2024-10-01
نقص الكالسيوم في الدم Hypocalcaemia
11-2-2021
الدليل على أن الزيادة بابها الأفعال
17-02-2015


كعب بن مالك الانصاريّ  
  
7182   08:38 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص323-325
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 4108
التاريخ: 11-3-2016 2234
التاريخ: 30-12-2015 2971
التاريخ: 30-9-2019 7513

هو كعب بن مالك من بني سَلِمة (بفتح السين وكسر اللام) من الخزرج. ولد كعب بن مالك في يثرب نحو عام 25 ق. ه‍. (598 م)، وكان في نحو الخامسة والعشرين من عمره لمّا شهد بيعة العقبة مع قومه ودخل في الاسلام. ثم انه شهد مع الرسول جميع الغزوات الا تبوك.

في مطلع رجب من سنة 9 ه‍ (أواسط تشرين الاول 630 م) تجهّز الرسول في غزوة إلى تبوك (في مدين، شمال الحجاز) يريد فيما يبدو غزو الروم. وقد تخلّف ثلاثة وثمانون رجلا من المسلمين عن هذه الغزوة بأعذار مختلفة: منهم من كان منافقا، ومنهم من رأى أن ثمر بستانه قد أدرك (في الخريف) فلا يريد أن يتركه، ومنهم من خاف الحرّ وبعد المسافة. ومنهم من كان فقيرا لا يملك راحلة يرحل عليها.

ولم يلق الرسول الروم، فصالح عددا من قبائل أهل شمالي بلاد العرب في أيلة (العقبة) (1) وأذرح ودومة الجندل على الجزية. ولمّا عاد الرسول إلى المدينة جاءه المخلّفون يعتذرون اليه عن تخلّفهم فقبل أعذارهم إلاّ ثلاثة نفر: عبد اللّه بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال ابن أمية، فانه سخط عليهم وترك كلامهم وأمر بأن يتجنب المسلمون كلامهم؛ ثم أمرهم أن يعتزلوا نساءهم أيضا. فبقوا على ذلك خمسين يوما حتى ضاقت بهم الدنيا. ثم نزلت آيتان من سورة التوبة (9:117-118): «لَقَدْ تابَ اَللّهُ عَلَى اَلنَّبِيِّ واَلْمُهاجِرِينَ واَلْأَنْصارِ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ اَلْعُسْرَةِ (2) مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ (3)؛ ثُمَّ تاب عَلَيْهِمْ، إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ؛ وَ عَلَى اَلثَّلاثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا، حَتّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ، وَ ضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ، وَ ظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اَللّهِ إِلاّ إِلَيْهِ، ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا. إِنَّ اَللّهَ هُوَ اَلتَّوّابُ اَلرَّحِيمُ».

وعمي كعب بن مالك في آخر عمره ثم توفّي بين سنة 50 وسنة 55 ه‍ (670-673 م)، وسنّه في نحو السابعة والسبعين؛ وكان عثمانيا من أنصار عثمان بن عفّان.

كعب بن مالك من فحول الشعراء، مكثر مجيد، وخصوصا في الحماسة ووصف الحرب. وكان محدّثا يروي الحديث عن رسول اللّه [صلّى الله عليه وآله].

-المختار من شعره:

قال كعب بن مالك يرثي حمزة بن عبد المطلب، ابن عم الرسول، وقد استشهد يوم أحد (3 ه‍-625 م) ويخاطب صفيّة بنت عبد المطلب:

صفيّة، قومي ولا تعجزي... وبكّي النساء على حمزة

ولا تسأمي أن تطيلي البكا... على أسد اللّه في الهزّة (4)

فقد كان عزّا لأيتامنا... وليث الملاحم في البزّة (5)

يريد بذاك رضا أحمد ...ورضوان ذي العرش والعزة

وقال في شأن يوم خيبر:

نحن وردنا خيبرا وفروضه... بكلّ فتى عاري الأشاجع مذود (6)

جواد لدى الغايات لا واهن القوى... جريء على الاعداء في كل مشهد (7)

عظيم رماد القدر في كل شتوة... ضروب بنصل المشرفيّ المهنّد (8)

يرى القتل مدحا إن أصاب شهادة... من اللّه يرجوها وفوزا بأحمد (9)

يذود ويحمي عن ذمار محمّد... ويدفع عنه باللسان وباليد

____________________

1) العقبة هذه بلد ساحلي في الشام (اقصى الجنوب من فلسطين). والعقبة التي ورد ذكرها قبل بضعة أسطر من ضواحي مكة.

2) كانت غزوة تبوك تسمى أيضا غزوة العسرة لشدة حاجة المسلمين في ذلك الحين، حتى كان الرجلان يقتسمان التمرة الواحدة.

3) بعد أن كان فريق آخر من المسلمين يميلون إلى التخلف عن هذه الغزوة أيضا.

4) الهزة، (بفتح الزاي): النازلة التي تهز الناس (من الشدة والهول). الهزة (بالكسر): صوت غليان القدر وصوت الرعد (دلالة على الرعب). الهزهزة: الحروب.

5) البزة (بفتح الباء أو كسرها): السلاح (كان أسدا في الحرب إذا لبس سلاحه).

6) خيبر: حصن خيبر (كان لليهود قرب المدينة) فلما غدر اليهود بعهدهم للرسول أجلاهم الرسول عن الحصن وأخرجهم من الحجاز. الفروض جمع فرض: الطريق المؤدية إلى مكان ما. الاشاجع: أصول الاصابع في الكف. عاري الاشاجع: الخفيف اللحم، الذي تكون عروق جسمه بارزة (فيكون جسمه مفتولا غير مترهل-كناية عن الصحة والقوة). المذود: اللسان، وهي هنا بمعنى الذائد المحامي (بلسانه وسيفه).

7) جواد لدى الغايات: حصان جواد (أصيل، سريع) إلى الغايات (يسبق اليها كل أحد غيره). المشهد: المكان تكون فيه المعركة الخ. . .

8) عظيم رماد القدر: يكثر الرماد في مواقده لكثرة ما يشعل من النار لطبخ الطعام (كناية عن كرمه). الشتوة: الشتاء (لأن الحاجة إلى الطعام في الشتاء تكون أكثر، والطعام نفسه يكون قليلا وعزيزا).

9) احمد: من اسماء النبي محمد رسول الله [صّلى الله عليه وآله] .





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.