أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015
1862
التاريخ: 19-06-2015
2177
التاريخ: 19-06-2015
2287
التاريخ: 25-12-2015
3185
|
هو أبو جندل عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل من بني نمير بن عامر بن صعصعة، و لقّب براعي الإبل لكثرة وصفه للابل أو لراعيها و لجودة ذلك الوصف.
و بيت الراعي بيت شرف و رئاسة في الجاهلية و الاسلام: كان معاوية جدّ الراعي رئيسا سيّدا في الجاهلية، و كان الراعي نفسه ماجدا و من وجوه قومه، و لكنه كان مع ذلك بذيئا هجّاء لعشيرته. و كان قد نصر الفرزدق على جرير، فاستكفّه جرير فلم يكفّ فهجاه و فضحه، فانحطّت بذلك مكانته الاجتماعية و سقطت منزلته في الشعر، و خصوصا بالإضافة إلى جرير و الفرزدق و الاخطل. ثم خمل ذكره بعد ذلك.
و كان الراعي في أول أمره زبيريّا ثم مال، بعد مقتل ابن الزبير (73 ه) ، إلى الامويّين و مدح عبد الملك و اعتذر اليه بأنه لم يكن يزور عبد اللّه بن الزبير اعتقادا منه بحق ابن الزبير في الخلافة (الكامل 541) و لكن للتكسّب. فلم يرض عنه عبد الملك.
ناقض راعي الإبل نفرا من الشعراء منهم جرير:
اتّصل الهجاء بين جرير و راعي الابل منذ جاء جرير إلى البصرة في ولاية بشر بن مروان على الكوفة (71-73 ه) ، بعد أن كان فيها الفرزدق. و جاء راعي الابل (1) يوما إلى البصرة فلقيه عرادة النميري، و كان عرادة نديما للفرزدق، فأكرمه ثم سأله أن يقول شيئا في تفضيل الفرزدق على جرير، فقال راعي الابل قصيدة مطلعها:
يا صاحبيّ، دنا الرحيل فسيرا...غلب الفرزدق في الهجاء جريرا
و يبدو أن راعي الابل كان هواه مع الفرزدق، على الرغم من أنه كان من قوم جرير، فالمنافسة بين القريبين تكون عادة أقوى من المنافسة بين البعيدين. من أجل ذلك كان الراعي إذا سئل عن جرير و الفرزدق قال: الفرزدق أكرمهما و أشعرهما. و لقي جرير ذات يوم راعي الابل فعاتبه على ما فعل. فاعتذر راعي الابل إلى جرير و قال له إنّه لن يعود إلى مثل ذلك.
و عاد راعي الابل إلى تفضيل الفرزدق. و لقي جرير راعي الابل مرّة أخرى، و مع راعي الابل ابنه جندل، و كان في جندل شيء من الخطل و العجب. و أخذ راعي الابل يعتذر إلى جرير من جديد. فقال جندل لأبيه: «إنّي لأراك تعتذر إلى ابن الأتان» . ثم التفت جندل إلى جرير و قال له: و اللّه، لنفضّلن عليك و لنروينّ هجاءك عليه (2)، و لنهجونّك من تلقاء أنفسنا؛ بعدئذ ضرب وجه بغلة جرير و قال:
أ لم تر أن كلب بني كليب... أراد حياض دجلة ثم هابا (3)
من ذلك الحين أخذ جرير يهجو راعي الابل (4).
و كانت وفاة راعي الابل في سنة 90 ه(709 م) ، و قد كان أعور ذهبت عينه في احدى المنازعات القبلية (راجع الكامل 24) .
كان راعي الابل شاعرا فحلا من الذين يسلكون النهج القديم، (راجع الموشّح 80) ، و قد جعله ابن سلاّم في الطبقة الأولى من الشعراء الاسلاميّين. و الراعي كثير البديع في شعره (البيان و التبيين 4:56) ، و شعره سائر على الألسنة، قيل ان الفرزدق كان ينتحل بعض شعره (الموشّح 109) . أما فنونه فالهجاء و المديح و وصف الابل، و له فخر و حماسة ثم وصف وجداني و غزل قليل. و قد تعرّض راعي الابل بهجائه لبني أميّة و للحطيئة و لخنزر ابن أرقم أحد بني بدر بن ربيعة بن عبد اللّه بن الحارث بن نمير، و لكنّه لم ينهزم إلاّ أمام جرير.
المختار من شعره:
- لراعي الابل قصيدة عدّها أبو زيد القرشي في الملحمات (ص 353- 359) مع قصائد لجرير و الاخطل و الفرزدق. في المختارات التالية من هذه القصيدة نجد راعي الابل يعتذر في الابيات الثلاثة الأولى عن ذهابه حينا إلى عبد اللّه بن الزبير. ثم تأتي ثلاثة عشر بيتا يذكر الراعي فيها أن عمّال بني أمية يظلمون بني نمير (قوم الراعي) في جمع الزكاة. ثم تأتي أربعة أبيات فيها مديح لعبد الملك و لبني أمية ثم خوف من أن يتشتّت أمر بني أمية (و أمر قريش) بمثل هذا الظلم. و القصيدة في الأصل أربعة و ثمانون بيتا:
إني حلفت على يمين برّة... لا أكذب اليوم الخليفة قيلا
ما زرت آل أبي خبيب طائعا... يوما أريد لبيعتي تبديلا (5)
من نعمة الرحمن، لا من حيلتي... أني أعدّ له عليّ فضولا (6)
أ خليفة الرحمن، إنّا معشر... حنفاء نسجد بكرة و أصيلا
عرب نرى للّه في أموالنا ...حقّ الزكاة منزّلا تنزيلا
إن السّعاة عصوك يوم دعوتهم...و أتوا دواهي لو علمت و غولا (7)
أخذوا العريف فقطّعوا حيزومه... بالأصبحيّة قائما مغلولا (8)
يدعو أمير المؤمنين و دونه... خرق تجرّ به الرياح ذيولا (9)
أ خليفة الرحمن، إنّ عشيرتي... أمسى سوامهم عرين فلولا (10)
قوم على الاسلام لمّا يتركوا... ما عونهم و يضيّعوا التهليلا (11)
قطعوا اليمامة يطردون كأنّهم... قوم أصابوا، ظالمين، قتيلا
و أتاهم يحيى فشدّ عليهم... عقدا يراه المسلمون ثقيلا
كتبا تركن غنيّهم ذا عيلة... بعد الغنى و فقيرهم مهزولا
فارفع مظالم عيّلت أبناءنا... عنّا و أنقذ شلونا المأكولا (12)
إنّ الذين أمرتهم أن يعدلوا... لم يفعلوا ممّا أمرت فتيلا (13)
أخذوا الكرام من العشار ظلامة... منّا، و يكتب للأمير أفيلا (14)
و إذا قريش أوقدت نيرانها... و بلت ضغائن بينها و ذحولا (15)
فأبوك سيّدها، و أنت أشدّها... و من الزلازل في البلابل حولا (16)
وزنت أمية أمرها و دعت له... من لم يكن غمرا و لا مجهولا (17)
مروان أحزمهم إذا حلّت به... حدث الأمور و خيرها مسؤولا (18)
- قال راعي الابل يمدح سعيد بن عبد الرحمن بن عتّاب بن أسد بن أبي العيص بن أمية:
ترجّي من سعيد بني لؤيّ... أبي الأعياص أنواء غزارا
تلقّي نوءهن سرار شهرٍ... و خير النوء ما لقي السرارا (19)
خليل تعزب العلاّت عنه... إذا ما حان يوما أن يزارا
متى ما تأته ترجو نداه... فلا بخلا تخاف و لا اعتذارا
هو الرجل الذي نسبت قريش... فصار المجد منها حيث صارا
________________________
1) راجع طبقات الشعراء 103-1040،117؛ و الاغاني (طبعة الساسي)20:169-173؛ 8:20 و ما بعدها.
2) كذا في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي (ص 104، السطر 9-10) ، و الاصوب: هجاءه (هجاء الفرزدق) فيك.
3) كان جرير قد انحدر من مساكن قومه في اليمامة إلى البصرة.
4) راجع تفصيل ما بعد ذلك في ترجمة جرير.
5) أبو خبيب كنية عبد اللّه بن الزبير. -ما زرت عبد اللّه بن الزبير (أو أخاه مصعبا) لأخلع طاعة بني أمية و أبايع آل الزبير، و لكني كنت أزورهم تكسبا.
6) لآل الزبير فضل علي كان قد ساقه اللّه إلي؛ و لم يكن ذلك بحيلتي: لم أحتل أنا له (لم أقصد أنا أن أذهب اليهم و أتحبب اليهم) . و لا ريب في أن الراعي يكذب في ذلك (لأنه شاعر متكسب) ، و لقد روى له الجاحظ (البيان و التبيين 1:358) بيتا هو: بني أمية، إن اللّه ملحقكم عما قليل بعثمان بن عفان. راجع مقتل عثمان بن عفان، فوق، ص 239.
7) السعاة الذين يجمعون الصدقات (الزكاة، الأموال لبيت المال) ، راجع القاموس (4:342، السطر الثاني من أسفل) . عصوك: (لم يتقيدوا بنصحك في الرفق بجمع الصدقات) يوم دعوتهم (اخترتهم ليكونوا من جامعي الصدقات. أتوا دواهي: ارتكبوا أمورا عظيمة من الظلم، أتوا غولا: أمرا داهيا منكرا (القاموس 4:27) .
8) العريف رئيس القوم (القاموس 3:174) . . . الحيزوم: وسط الانسان، من جانب بطنه أو من جانب ظهره. الاصبحي: السوط.
9) يدعو: يستجير، يطلب المعونة. الخرق: فلاة قفر واسعة. تجر به الرياح ذيولا: تعصف فيه الرياح مسافات طوالا (لسعته) .
10) السوام الانعام التي ترعى في الأراضي العامة. . . عرين: ذهب صوفها من قلة المرعى (؟) . فلولا: قد رق شعرها، أو تتابع عليها الجدب أعواما متوالية (راجع القاموس 4:32) .
11) الماعون: الزكاة. التهليل: الاذان.
12) الشلو: بقية الأعضاء من جسم الانسان إذا أكله السبع الخ.
13) فتيل: شيء قليل.
14) حينما تؤخذ زكاة الانعام يجب أن تؤخذ من أوساطها (لا من أفضلها و لا من أسوأها. يقول الشاعر: ان الجباة كانوا يختارون في الزكاة أفضل ما في الانعام ثم يكتبون أنهم أخذوا أفيلا (ابن مخاض: صغير السن) و يأخذون فرق ما بين الاثنين لأنفسهم.
15) أوقدت نيرانها: حارب بعضها بعضا. بلت ضغائن بينها و ذحولا: صار بينها عداوات و ثأر.
16) الزلازل: البلايا، المصائب. البلابل: الهموم المجتمعة في الصدر. حولا.... (؟) .
17) الغمر: الذي لا تجارب له.
18) حدث الأمور: الأمور العظام (المصائب الكبار) .
19) السرار: آخر الشهر القمري.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|