المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أبو غالب بن بشران  
  
2470   09:42 صباحاً   التاريخ: 28-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص161-162
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-7-2016 5646
التاريخ: 24-7-2016 2539
التاريخ: 24-06-2015 3059
التاريخ: 13-08-2015 9872

هو أبو غالب أحمد بن سهل، يعرف بابن بشران (و ابن بشران جدّه لأمه) و بابن الخالة، أصله من إحدى قرى نهر سابس (شمال واسط) . و كان مولده سنة 380 ه‍ (990-991 م) .

انتقل أبو غالب بن بشران إلى واسط و أخذ فيها عن كثيرين: لازم حلقة ابراهيم ابن سعيد النحويّ (ت 411 ه‍) و قرأ عليه عددا كبيرا من دواوين الشعر؛ و قرأ ديوان الحماسة (لأبي تمّام) خاصّة على أبي الحسين عليّ بن محمّد ابن عبد الرحيم ابن دينار الكاتب و على أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ بن الوليد النحوي. و كذلك قرأ كتاب سيبويه على ابن كروان.

و عظمت مكانة أبي غالب بن بشران و أصبح شيخ العراق في اللغة، و رحل إليه الناس لتلقّي العلم عنه، و لكنّ حظّه من الدنيا كان قليلا، و كان للعامّة نفرة منه لأنّه كان معتزليا. و كانت وفاته في واسط يوم الخميس منتصف رجب من سنة 461(29-4-1070 م) .

كان أبو غالب بن بشران أحد الأئمّة و العلماء المشهورين الذين أحاطوا بعلوم كثيرة من الدين و الحديث و اللغة النحو و الأدب، و كان يجمع بين الفهم و الرواية الموثوقة و الدراية. و كذلك كان شاعرا مكثرا صحيح السّبك متين الأسلوب يتكلّف أحيانا شيئا من الصناعة. و بعض شعره حسن رقيق، و أكثر ما وصل إلينا من شعره في الشكوى و النسيب.

مختارات من شعره:

- لمّا بدا تفتن الألباب رؤيته... أبديت من حبّه ما كنت أخفيه

و بان عذري لعذّالي فكلّهم... إليّ معتذر عن عذله فيه (1)

لكن سكرت براح من لواحظه... فما أفقت بغير الراح من فيه (2)

- توهّمته قلبي فأوخى ضميره... قبولا فأحكمنا الهوى بالسّرائر (3)

فلمّا التقينا شبّت الحرب بيننا... على السلم منّا مقلتاه و ناظري (4)

جرحت بلحظي وجنتيه فأقصدت... لواحظه قلبي بأسهم ثائر (5)

-لا تغترر بهوى الملاح، فربّما... ظهرت خلائق للملاح قباح

و كذا السيوف يروق حسن صقالها... و بحدّها تتخطّف الأرواح

____________________

1) بان: ظهر، وضح. العذل: اللوم.

2) الراح: الخمر.

3) تبادلنا النظر ففهم كل واحد منا أننا تحاببنا من غير أن يدري أحد آخر بذلك.

4) على السلم منا: مع وجود السلم بيننا (لأننا محبان) .

5) أقصدت: أصابت (مني) مقتلا. خجل من نظري اليه (فاحمرت وجنتاه) فجعلتني لواحظه (عيونه) متيما بحبه. في الوافي بالوفيات (7/191) : في هنيقيا (بكسر النون و القاف) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.