أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
1931
التاريخ: 12-08-2015
2337
التاريخ: 29-06-2015
2113
التاريخ: 29-12-2015
9381
|
هو شرف الدين أبو عبد اللّه محمد بن نصر بن شاغر بن داغر المشهور بابن القيسرانيّ، ولد في عكّا (فلسطين) سنة 478 ه (1085 م) و نشأ في قيسارية. و لمّا استولى الإفرنج (الصليبيون) على قيسارية (494 ه -1101 م) هاجر آل القيسرانيّ إلى دمشق. ثم قرأ الأدب على توفيق بن محمد الدمشقيّ و على ابن الخيّاط الشاعر؛ و كان يتولّى إدارة الساعات في دمشق. ثم سمع (الحديث؟) في حلب من الخطيب أبي طاهر و من هاشم بن أحمد الحلبيّ.
هجا ابن القيسراني تاج الدين بوري صاحب دمشق ثم هرب الى حلب. و له مدح في نور الدين زنكي. و كذلك ذهب الى الموصل و مدح صاحبها جمال الدين محمّدا. ثم رأيناه (540 ه) في أنطاكية. و كانت وفاته في دمشق في 21 شعبان 548(12/11/1153 م) .
ابن القيسراني أديب متفنّن و شاعر مجيد، و هو أرفع مقاما من معاصره و منافسه ابن منير الطرابلسيّ (و قد كان بينهما من المنافسة في التكسّب و المناقضة في الشعر مثل ما كان بين جرير و الفرزدق) . و ديوانه كبير، و شعره سهل رقيق عليه نفحة دينية برغم أنه مشبع بالصناعة. و أكثر فنونه المديح و الوصف و الغزل.
مختارات من شعره:
- كان الافرنج (الصليبيّون) قد أقاموا إمارة الرها فاصلا بين العراق و الشام (سورية) ، و كانت تلك الإمارة تعدّ الدعامة الاولى للاحتلال الفرنجيّ. و بدأ الملك العادل نور الدين محمود يفتح بلدان تلك الامارة و حصونها واحدا واحدا حتّى تمّ له الاستيلاء عليها كلّها سنة 546 ه(1151 م) و أخذ أميرها جوسلين الثاني أسيرا مقيّدا بالسلاسل؛ فمدح ابن القيسراني الملك العادل بقصيدة طويلة جاء فيها:
صدعتهم صدع الزجاجة لا يدل... جابرها؛ ما كلّ كسر له جبر (1)
فلا ينتحل من بعدها الفخر دائل... فمن بارز الإبرنز كان له الفخر (2)
و من بزّ أنطاكيّة من مليكها... أطاعته ألحاظ المؤلّلة الخزر (3)
أتى رأسه ركضا و غودر شلوه... و ليس سوى عافي النسور له قبر (4)
كما أهدت الأقدار للقمص أسره... و أسعد قرن من حواه لك الأسر (5)
و قد أصبح البيت المقدّس طاهرا... و ليس سوى جاري الدماء له طهر (6)
و قد أدّت البيض الحداد فروضها... فلا عهدة في عنق سيف و لا نذر (7)
و صلّت بمعراج النبيّ صوارم... مساجدها شفع و ساجدها وتر (8)
و ان تتيمّم ساحل البحر مالكا... فلا عجب أن يملك الساحل البحر (9)
- سمع ابن القيسراني يوما مغنّيا محسنا في غنائه فقال:
و اللّه، لو أنصف الفتيان أنفسهم... أعطوك ما ادّخروا منها و ما صانوا
ما أنت، حين تغنّيهم و تطربهم... الاّ نسيم الصبا و القوم أغصان
- لمّا دخل ابن القيسرانيّ أنطاكية، و كانت بيد الإفرنج، أكثر من التشبيب بالفرنجيّات فقال في احداهنّ يشبّه زرقة عيونها بنصل الرمح:
لقد فتنتني فرنجيّة... نسيم العبير بها يعبق
ففي ثوبها غصن ناعم... و في تاجها قمر مشرق
و ان تك في عينها زرقة... فانّ سنان القنا أزرق
- و قال يمدح عماد الدين زنكي:
فيا ظفرا عمّ البلاد صلاحه... بمن كان قد عمّ البلاد فساده (10)
فما مطلق إلاّ و شدّ وثاقه... و لا موثق إلا و حلّ صفاده (11)
و لا منبر الا ترنّح عوده...و لا مصحف إلاّ أنار مداده (12)
الى أين، يا أسرى الضلالة بعدها... لقد ذلّ غاويكم و عزّ رشاده (13)
رويدكم، لا مانع من مظفّر... يعاند أسباب القضاء عناده (14)
فقل لملوك الكفر تسلم بعدها... ممالكها؛ إن البلاد بلاده
فمن كان أملاك السموات جنده... فأيّ بلاد لم تطأها جياده
سمت قبلة الإسلام فخرا بطوله... و لم يك يسمو الدين لو لا عماده (15)
______________________
1) صدعتهم: شققتهم، قطعتهم (هزمت الافرنج الصليبيين) . لا يد لجابرها: لا يستطيع أحد أن يعيد الزجاج اذا تشقق الى حاله الاولى.
2) الدائل: الذي يأخذ بثأره من خصمه. إنك قد حزت الفخر كله لما بارزت الابرنز (الامير-تعريب الكلمة الفرنجية اللاتينية Princeps : الرأس الاول) .
3) كان نور الدين قد استولى أيضا على أجزاء من امارة أنطاكية. أطاعته ألحاظ المؤللة الخزر (؟)
4) أتى رأسه ركضا: تدحرج رأسه (قتل في المعركة) . غودر: ترك (بالبناء للمجهول) . الشلو: الجسد المقطوع، قطعة الجسد الباقية على أرض المعركة. عافي النسور: النسر الذي يأتي اليك (أيها الملك العادل نور الدين) عافيا (طالبا عطاءك) .
5) القمص-الكونت (أمير الرها جوسلين الثاني) . القضاء و القدر: العناية الالهية أهدته اليه (أكرمته) ، جعلته أسيرك (و العادة أن خصومك يقتلون في المعركة) .
6) انك طهرت البيت المقدس (القدس) بالدماء (باستمرار الحرب لاستردادها-و ان لم تستردها الى الآن) .
7) السيوف قد قامت بواجبها و وفت بنذورها لأنها صدقت الحرب في سبيل استرداد القدس.
8) وصلت (كناية عن الجهاد الذي هو فرض في زمن الحرب كالصلاة) . معراج النبي (المكان الذي أسرى بالرسول صلّى اللّه عليه و سلم اليه: القدس) . مساجدها: أماكن الصلاة فيها (المعارك) . شفع: زوج (هنا المقصود: متعددة الأماكن) و ساجدها وتر: واحد (إما أن يكون المقصود أن القائد البطل الذي يحارب في جميع هذه المعارك واحد هو أنت، أو: ان جميع المحاربين في هذه المعارك مسلمون ايمانهم واحد) . -و الكنايات في الابيات الثلاثة غامضة.
9) تيمم: تقصد. ساحل البحر: ساحل الشام، الشاطئ الفلسطيني. مالكا: في سبيل امتلاكه و استرداده من الافرنج الصليبيين. في «البحر» (في القافية) تورية: البحر هو المجتمع العظيم من الماء، و هو طبعا يسيطر على ساحله (و لو لا البحر لما كان هنالك ساحل؛ و البحر هو الرجل الكريم (يستطيع بماله و بذله أن يمتلك الساحل) .
10) ظفر الذي عم البلاد صلاحه (عماد الدين) بالذي كان قد عم البلاد فساده (بالصليبيين) -انتصر عليهم.
11) فكل حر من الافرنج شد وثاقه (أصبح أسيرا) ، و كل موثق من المسلمين (مقيد، أسير) حل صفاده (قيده) : أصبح حرا طليقا.
12) المصحف: مجموع الاوراق المجلدة اذا كان مكتوبا فيها القرآن الكريم. المداد: الحبر.
13) عز: قل.
14) تمهلوا. لا يحميكم من عماد الدين شيء. ان الذي يعاند عماد الدين زنكي فكأنما يعاند أسباب القضاء و القدر (لأن اللّه أراد انتصار عماد الدين عليكم) .
15) بطوله: باقتداره، بفضله. و لم يك يسمو الدين لو لا عماده (في هذا الشطر تورية: عماد الدين: العمود الذي نصب عليه الدين-كالعمود الذي تنصب عليه الخيمة؛ عماد الدين: عماد الدين زنكي) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|